أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيهاب فتحي - رسول الإسلام أم ابراهام لينكولن... من الأكثر إنسانية؟













المزيد.....

رسول الإسلام أم ابراهام لينكولن... من الأكثر إنسانية؟


إيهاب فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 21:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيظل اسم ابراهام لينكولن الرئيس الأمريكي السادس عشر مقترنا بواحد من اعظم الانجازات في التاريخ، وذلك لقيامه بتحرير العبيد ومنع الاسترقاق في بلاده. ومهما حاول المشوهون لسيرته ودوافعه لهذا الفعل، فلن يستطيعوا فك الارتباط التاريخي بين اسمه وبين نجاحه في منع الاتجار بالبشر، ذلك الفعل الذي ادى الى قيام حرب مريرة استمرت لسنوات، لكنها لم تكن لتردعه عن إكمال مشواره في تحقيق الحرية لكافة أبناء أمته؛ لذلك تجد لهذا الرئيس مكانة خاصة في قلوب الامريكيين، اكثر من اي رئيس آخر، فهو اول من اصدر قرارا بتحرير العبيد ولا يوجد رئيس قبله فكّر في ذلك.
وإذا أردنا أن نعقد مقارنة سريعة بين رسول دين السلام والانسانية وبين ابراهام لينكولن وموقفهما تجاه العبيد. لوجدنا أن كلا الرجلين عاشا في بيئة يقوم اقتصادها -في شطر كبير منه- على الاعتماد على الرق، وكلا الرجلين كانت ستواجههما حرب شرسة في حال اتخاذ قرار بإيقاف هذه التجارة المربحة، ولكن ما حدث هو ان لنكولن اتخذ هذا القرار، في حين ان محمدا لم يفعل. فقد روى مسلم في صحيحه أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته، لم يكن له مال غيرهم، فدعا بهم رسول الله، فجزّأهم أثلاثا، ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة، وقال له قولا شديدا.
فرسول الانسانية يعيد اناسا حررهم أسيادهم، الى العبودية مرة اخرى، اي رسول هذا، واي دين ذاك؟!! وماذا كان شعور هؤلاء العبيد الاربعة بعد ان جردهم رسول الله من حريتهم، وسلبهم سعادتهم، عن طريق قرعة أجراها بينهم، قرعة تحدد من الحر ومن العبد. تخيل نفسك مكان هذا العبد، وليس في ذلك ضير، فكلنا متساوون، تخيل نفسك وبعد حياة طويلة تعيشها كعبد مملوك لغيرك، يتكرم عليك سيدك في لحظة انسانية ورحمة، ويفكك من قيدك. ما اسعدها من لحظة؛ وما اجملها من حياة جديدة، لكن يأتي رسول الله، ويحتج ويأمر بإعادتك الى ذل العبودية مرة اخرى عن طريق القرعة، ثم يغلظ القول لمن قام بهذا الفعل الانساني، حتى يكون عبرة لغيره فلا يقدم احد على مثل ما فعل.
وفي الصحيحين عن أُمِّ المُؤْمِنِينَ ميمُونَةَ بنْتِ الحارِثِ، أَنَّهَا أَعتَقَتْ وليدةً، وَلَم تَستَأْذِنِ النَّبِيَّ، فلَمَّا كانَ يومَها الَّذي يدورُ عَلَيْهَا فِيه، قالت: يا رسول اللَّه، إِنِّي أَعْتَقْتُ ولِيدتي؟ قال: «أَوَ فَعلْتِ؟» قالت: نَعمْ. قال: «أَما إِنَّكِ لو أَعْطَيتِهَا أَخوالَكِ كان أَعظَمَ لأجرِكِ».
فيبدو ان الهدية كانت اعظم ثوابا من عتق الرقبة في ذلك اليوم. وقد حكم محمد بكفر العبد الهارب من سيده، فإذا أبق العبد لم تقبل له صلاة وإن مات مات كافرا، ولذلك عندما هرب غلام لجرير، ضرب عنقه بعد ان وجده... فرسول الله يأمر بعودة من تم تحريرهم الى الرق، ولينكولن يخوض حربا من اجل تحرير العبيد.
إن ابراهام لنكولن من اكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، ولو جاز ان يُمنح احدٌ جائزة نوبل في الانسانية على مدار التاريخ، لاستحقها هذا الرجل وذلك بإلغائه الرق في بلاده، فلم يمنعه قيام حرب اهلية دمرت البلاد من المضي في الغاء هذا النظام الاستعبادي القميء، حتى انه اثناء الحرب التي تكبد فيها الكثير من الخسائر، ثارت شكوك بعض قواد جيوشه؛ إذ اعتقدوا أنهم لا يخوضون حرباً من أجل منع انفصال الجنوب، بل من أجل تحرير الزنوج، وهي قضية لا اهمية لها من وجهة نظرهم، فانتقده الكثيرون، بل حتى الصحافة هاجمت لنكولن وسخرت منه، ولكن ذلك لم يثبط من عزيمته او يمنع استمراره في نضاله من اجل تحرير العبيد.
لقد حارب لنكولن الجميع من اجل الغاء العبودية ومنع الرق وتحرير المستضعفين، والعجيب ان فئات كبيرة من العبيد انفسهم حاربته... فبعضهم قاتل ليبقى عبداً إلى الأبد.



#إيهاب_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصور السماء في القرآن
- آية تكشف مستوى ذكاء الصحابة
- الاستدلال المنطقي في القرآن .. سورة (الزيتون) نموذجا
- القرآن في الميزان… لهذه الأسباب تركت الإسلام


المزيد.....




- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيهاب فتحي - رسول الإسلام أم ابراهام لينكولن... من الأكثر إنسانية؟