أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - عدنان عاكف .. وشرنقة التاريخ المزيف














المزيد.....

عدنان عاكف .. وشرنقة التاريخ المزيف


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يذكرني الفيس بوك بصداقتي مع المؤرخ والكاتب والمناضل المعروف عدنان عاكف ، بعد ان غيبه الموت عنا قبل اسابيع .. لقد كنا نحن معاً ، ولفترة ليست بالقصيرة في جدل فكري لم يدعو الى القطيعة رغم ما حمله ذلك الجدل من تعارض في الرؤى ، الامر الذي اكسبني شعوراً بالاحترام الكبير لذلك الرجل .. فهو يبحث عني عندما يخالجه احساس بفقدي على مواقع النشر المشتركة بيني وبينه .. وقد كتب لي يوماً بانه بحث عني طويلاً وفرح بلقائي من جديد ، وتمنى ان لا تستمر المناكفة بيننا لاننا كبرنا ، وبلغنا من العمر ما لا يسمح بذلك .
خلافي مع الفقيد عدنان ، سليل العائلة المعروفة بتضحياتها ضد الانظمة المستبدة والمتسلطة على رقاب الشعب العراقي ، فهو شقيق الشهيد الدكتور غسان عاكف الذي قضى خلال نضاله الى جانب الانصار في شمال العراق ، وشقيق القيادي المعروف في الحزب الشيوعي العراقي حسان عاكف .. خلافي معه كان حول حقيقة زيف التاريخ العربي على وجه الخصوص ، واعتباري ان ذلك التاريخ سيبقى حمالاً للأوجه في اغلب مزاعمه ، واننا لابد لنا ان يلفنا الحذر الشديد عند التعامل مع هذا التاريخ ، حين يصار الى الاعتماد على شهادته في دعم افكارنا ومن ثم افكار الاخرين .. في حين كان عدنان يثيره أي خطاب ينحو بصاحبه الى الاعتقاد بذلك .
كان الفقيد عدنان عاكف يلازمني وبشكل شبه مستمر في حوارية لا تخرج عن الخطوط المهذبة في اصولها ، فيحاول معي الوصول الى مسالك تثبت غير ما اراه واثبات صحة ما يراه .. وحينما اضع امامه وامام قرائي ضمن ما اكتبه من مقالات سياسية واجتماعية امثلة من الواقع كي ابرهن بان بناء الحاضر ، ومن ثم استشراف المستقبل المنشود ، لا يبيح لنا التمسك بتلابيب الماضي والانجرار وراء من يسعى ، وعن قصد ، ان يبقينا رهناً لاحداث تمتد اطرافها ضمن مساحة واسعة ، لا يمكن تغطيتها مطلقاً ، والنتيجة الحتمية للخوض في حيثياتها ستكون هي الفشل في كل شيء .. حينما ابدي له هكذا اعتقاد ، اجده مشبع باحاسيس الغضب ، تشع منه ( الغيرة ) العربية على امجاد الماضي ( التليد ) بنظره ، والتافه بنظري .
إنني بلغت في كرهي لما يسمى بالتاريخ العربي ، حداً جعلني اشفق على من يصدق بان فارساً يحمل بيده سيفا ويمتطي جواداً يغير به على الاعداء في ساحة الوغى ، وان هناك من تطير حوافر جواده بمعيته ليسجل ما يرتجز به من اشعار للافتخار والحماسه .. هذا في الوقت الذي تعجز اكثر اجهزة التسجيل تطوراً في الوقت الحاضر عن توثيق ما يجري في سوح القتال الا ما ندر . . هذا التاريخ الذي سوغ لعقولنا تصديق ما يهذي به وهو يقص على مسامعنا تفاصيل ما دار بين هارون الرشيد مثلاً والست زبيده زوجته من أحاديث ، وهما يسعيان نحو مكة مشيا على الاقدام لأداء فريضة الحج ، ومن ثم التأسيس على ذلك لتبيان سوء سمعة حكم الدولة العباسية ، أو اعتباره حكماً رشيداً وحسب نوايا صناع ما يسمى بالتاريخ العربي المولود من رحم الزيف .
لقد سعى الاصوليون وعلى مختلف مشاربهم ، ان يبقى الجدل الثقافي عموما والمعني بمناقشة سبل الخلاص من نير طغيانهم الفكري ، الى ابقاء اطراف هذا الجدل رهناً بسجال مدمر وعقيم ، يبقي الجميع ضمن ملهاة لا ترشد احداً من مخالفيهم في الرأي الى الهدف المنشود ، بل انهم يجاهدون ما وسعهم ذلك الى عدم اخراج وسائل ذلك الجدل لينفذ من خلال شرنقة صماء الجدران الى رحاب اوسع ، تتخذ من صور الحاضر ، وحتى احداث التاريخ المعاصر القريب ، مثالاً لبناء رؤىً رصينة المنشأ ، تساهم في تقوية بناء مجتمعاتنا والحاقها بركب التحضر الآخذ بالتسارع في عملية التقدم العلمي والاقتصادي والسياسي .
ففي الوقت الذي بدت وكالة ناسا الفضائية فيه ، وهي بكامل اهليتها لإطلاق صواريخ من محيط المريخ ، لإحداث فجوات ضخمة على ارضه للتثبت من وجود المياه الجوفية هناك ، تزاحمت علينا نحن بواعث الاقتتال حتى الموت ، بسبب الاختلاف في تفسير احداث لم تقع اصلاً ، بل صنعها خيال انظمة متسلطة كتبت التاريخ بقلم مداده من الزيف الخالص .
ومما يشعرني بضخامة الخطر المحدق بالفكر التقدمي المعاصر ، هو الانجرار وراء خيوط لعبة هي ليست من صنعه ، تحاول شده بمكابح تسلب قدرته على اية مناورة تدفع به الى الأمام .. بحيث يبقى أسير حروب ثقافية لا تميل كفتها الى جانبه في غالب الاحيان ، بل الى جانب خرافات أسس لها تاريخ ملوث الصفحات ، ينطق بنصف لسانه ، ولا يعباً باركان الحقيقة .
ولا يبقى لي الا ان اتذكر لصديقي الراحل عدنان عاكف ، حبه لوطنه العراق ، وآماله العريضة في ان يحل على أراضيه السلام . . وليس هناك ما هو ابلغ مما كتبه الاستاذ فخري كريم في احدى افتتاحياته على جريدة المدى بعنوان ( الأسى على فقدان عاكف ، أم الخيبة على ضياع الأمل ) حيث قال .. هل مثل هذا الفقدان مناسبة للحزن على موت مبكّر في مهجر ناءٍ ما كان عدنان، ولا سواه من أمثال، مفتوناً به رغم ما ييسّره من محيطٍ لا تسود فيه ما يحيط بنا في وطننا الكاره لأبنائه، أم أنها فرصة للتأسّي على ما آلت إليه الأوضاع في عراقٍ مثخنٍ بجراح الخيبة وتواري الأمل ولو إلى حين ..! .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون السلطان ... ( قصة قصيرة )
- الاصلاح البيئي والزراعي في العراق .. ضرورة عاجلة من ضرورات ا ...
- الدكتور مهدي الحافظ .. سيرة وانتماء .
- إمتهان الاحساس بالقهر
- الانحياز لقضايا الشعب والوطن ، فقط ، هو السبيل الوحيد لانقاذ ...
- من أجل تجديد الدعوات المخلصة لوحدة اليسار في العراق
- العنف ضد المرأة في العراق .. واقع وحلول .
- الطفولة في العراق .. الى أين ؟
- وسقط الضمير .. ( مسرحية من فصل واحد ) .
- خرسانة الدم
- قول في حقوق المرأة .
- النظام الوطني الديمقراطي ، غير الشمولي في العراق ، هو الحل .
- إيحاءات سياسية
- التحالف الغربي مع العرب ، ضد الاتحاد السوفييتي في حرب افغانس ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- أنا ، والشرق العربي ، والصين الشعبية
- تمرد يتعدى الخطوط الحمر
- ورقة من بقايا الذاكرة ..


المزيد.....




- -ماس كهربائي- يُدمِّر أكثر من 1500 منزل بحريق في الفلبين
- ماذا تعني عقوبات ترامب على أكبر شركتي نفط روسيتين بالنسبة لم ...
- فانس: يُمكن إعادة بناء رفح في عامين أو ثلاثة.. وتصويت الكنيس ...
- جنايات الإسكندرية تبرِّئ موكل المبادرة المصرية من تهم القتل ...
- جيل زد لا يهتم بالمشاهد الجريئة ويفضل الرسوم المتحركة
- الانتخابات العراقية.. بين دعوات للمقاطعة وحملات تحث على المش ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لحزب الله في شرق لبنان
- فرنسا: استجواب ثلاثة سجناء بعد تهديد ساركوزي بالقتل
- روبيو يحذر من مشروع إسرائيل ضم الضفة الغربية ويعتبره -تهديدا ...
- أوروبا ترغب في توسيع برنامج -إيراسموس- ليشمل دولا من المغرب ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - عدنان عاكف .. وشرنقة التاريخ المزيف