أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - الانحياز لقضايا الشعب والوطن ، فقط ، هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق .














المزيد.....

الانحياز لقضايا الشعب والوطن ، فقط ، هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان قررت عائلة بوش الامريكية ، ان تختم عدائها للشعب العراقي ، وبسادية اعترفت العديد من الاوساط الرسمية في الولايات المتحدة الامريكية ، بانها كانت مفرطة ، وتهدف الى اذابة الوجود الانساني للعراقيين واعادتهم الى حقب ما قبل التاريخ كما وعد المنحرف سلوكياً جورج بوش الابن ، منذ ان انتهى ذلك بالغزو العشوائي للعراق ، وتدمير هياكل الدولة ، واستهداف ما تبقى للعراقيين من إرث حضاري ، وضمن مخطط حددت له أدق التفاصيل ، والعراق يعاني من تأثيرات تيه سياسي واقتصادي يرافقهما انحلال في الأواصر الاجتماعية ، مع غياب الرؤية الواضحة لمستقبل لا يريد الساسة المحليين ان يتعبوا انفسهم ببيان كنهه لمن يبحث له عن حل ، كي يزيح هذه الكوابيس المرعبة والمنذرة بالدمار في كل لحظة تمر .
وما يثير الاشمئزاز ، والشعور بالشفقة على عقول من كلفوا انفسهم بادارة شؤون البلاد ، هو إصرارهم على ركوب متن جدل قتلت جوانبه عوامل التكرار الممل ، وراحت القنوات الفضائية تتسلى في ادارة فصوله بعيدا عن مجريات الفناء الذي يحيط بالحجر والبشر .. فالعملية السياسية لم تنضج بعد ، ولم يكفي مرور اكثر من اربعة عشر عام على ظهور اولى معالمها والتقاء اطرافها بتوافق سياسي وصل مؤخرا الى طرق مسدودة .
ان جوانب الصراع السياسي الحالي في العراق ، وعندما بلغ به الامر الى حواجز من العصي اجتيازها بالآليات المتوفرة لدى اصحاب القرار ، راحت الاوساط المتنفذة توحي وعبر شتى الوسائل المتاحة ، بان الصراع هو بين العلمانيين والاسلاميين ، بين الملحدين والمؤمنين ، بين من يبتغوا سيادة الانحلال الاخلاقي ومن يسعون الى المحافظة على سيرة المجتمع سليمة لا يشوبها التحلل والعشوائية ، وذلك سعياً نحو التغييب المقصود للقضايا المركزية والمتعلقة بمعيشة الناس وتحسين ظروف حياتهم اليومية .
ان ما ورد في حديث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي خلال حواره مع احدى الشخصيات المعروفة في الحكومة ، والتي بثته قناة ( هنا بغداد ) قبل ايام ، يشير الى تصور دقيق للمرحلة الراهنة بما تحمله من سمات خطيرة لا يمكن تجاهلها باي شكل من الاشكال .. فقد اشار فهمي ، وبصراحة ووضوح ، الى ان العلمانيين لا يحملون اية ضغينة مسبقة للاحزاب الاسلامية ، بل انهم يطرحون تصوراً لا يبتعد عن الواقع المعاش ، وان الجميع ، علمانيين واسلاميين وغيرهم ، مدعوون اليوم لأن يقفوا معا من اجل انقاذ العراق وشعبه من الهوة الخطيرة حيث يقف على شفا حفرتها الجميع .
فالزراعة والصناعة ، واصلاح القطاع المصرفي والمالي عموماً ، والاستجابة لضرورات انعاش القطاع الخاص ، والتوجه الى ايقاف ظاهرة البطالة بين الشباب ، والحفاظ على هيبة القوات المسلحة ، والاسراع في تنفيذ البرامج التنموية بتنوعاتها المختلفة ، وفق برامج علمية مؤسسة على رؤى واسعة الطيف ، واشراك الجامعات العراقية الرصينة في وضع الخطط الكفيلة بتنوع موارد البلاد باتجاه تقليص الاعتماد على النفط فقط .. كل ذلك وغيره من الاجراءات الاخرى ، هي وحدها المستهدفة اليوم لكي يضعها الجميع امام اعينهم والتحرك الفوري لاحداث تغييرات فيها وباتجاه التجديد والتطور .
لقد اصبح من الضروري جداً ، ان يصار وبشكل عاجل ، الى مراجعة للسياسة المتبعة في ادارة الدولة العراقية منذ التغيير عام 2003 ولحد الان .. ويقيناً بان الحياد عن المسالك غير الصحيحة في تلك السياسة ، والتحرك من جديد صوب الافضل ، لا يعد خضوعاً لغير الواقع ، وبناء قواعد جديدة مدعومة بما يتطلبه خلق عراق قوي معافى ، وابعاده عن حرائق الحروب والمناكفات السياسية غير المجدية .. وسوف لن يستطيع اي طيف سياسي او ديني او مذهبي لوحده ان يبني العراق وفق هواه دون اشراك الجميع في هذه المهمة المعقدة والكبيرة .
ان التوقف عن الانجرار وراء اي جدل فكري مهما كان نوعه ونوايا القائمين عليه ، يمكنه ان يوصل القوى الوطنية والاحزاب بشتى توجهاتها الى المزيد من الاحتراب ، وعقد لقاءات تساهم فيها جميع تلك القوى دون استثناء لوضع منهاج عام ، لا تدخل في مضمونه اية اعتبارات اخرى غير ان يجري حل مشاكل الشعب المعاشية ، وان يعود العراق كسابق عهده قوياً مهاباً تسوده القوانين المدنية الرامية الى سيادة القانون ، واحترام التعدد الفكري وسيادة حرية الفرد والمجتمع ، ووضع البرامج المتعلقة بديمقراطية الانتخابات بعيداً عن الرشا والمحسوبية ، وعدم الارتكاز الى سطوة ونفوذ التطرف الديني والعقائدي ، هو الحل الامثل والوحيد للواقع المرير والذي نعيشه جميعاً منذ سنين طوال .. عدا ذلك فانه مجرد لغو لا نفع فيه غير انه محاولات لقتل الفراغ ، أو اصرار على افناء البنى الفوقية والتحتية معاً لبلاد الرافدين . والسير بالوطن نحو هاوية التقسيم والتشتت كما تنبأت ، وحلمت ، العديد من الاوساط المتنفذة في البيت الابيض .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تجديد الدعوات المخلصة لوحدة اليسار في العراق
- العنف ضد المرأة في العراق .. واقع وحلول .
- الطفولة في العراق .. الى أين ؟
- وسقط الضمير .. ( مسرحية من فصل واحد ) .
- خرسانة الدم
- قول في حقوق المرأة .
- النظام الوطني الديمقراطي ، غير الشمولي في العراق ، هو الحل .
- إيحاءات سياسية
- التحالف الغربي مع العرب ، ضد الاتحاد السوفييتي في حرب افغانس ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- أنا ، والشرق العربي ، والصين الشعبية
- تمرد يتعدى الخطوط الحمر
- ورقة من بقايا الذاكرة ..
- غزة .. والانتصارات الكاذبة .
- القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .
- من وهج البحث عن الراحة
- الثقافة النخبوية ، وحقوق المرأة .
- ويبقى النفط العربي .. هو المصير


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - الانحياز لقضايا الشعب والوطن ، فقط ، هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق .