أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - يا أيها الساقي العزيز














المزيد.....

يا أيها الساقي العزيز


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 00:17
المحور: الادب والفن
    




يا أيّها الساقي العزيز
----------------------------------




لا شيء يُزهر كالفراغِ
وأغمضَتْ كل الهموم عيونها في ناظريك ولم تنمْ.


يقظٌ كما شوك القفار السّود
في ريح الظهيرة
مشرئبٌ للجهات جميعها
تركتك أيام الهوى
فغدوت أيّام الألمْ.


أصحاب وجدك غادروا
لم يبقَ في الحانات إلا الذكريات
وبعض ساقٍ متعبٍ من ألفِ عام
مرّ بين الطاولات يحرك الموتى
ويجمع آخر الكاسات من بين الرممْ.


آه
قليلُ حظ مثل عشقك نائم
جمع الزوايا للبكاء جبينه
وسيجارة قصرت وطال رمادها
ما بين ثلجيّ إصبعيك
آه
كلما ارتعشت جوانحه بحلمٍ عن بلادٍ ضيّعته بحلمها
سقط الرّمادُ على رماد وجوده
يا أيّها الساقي
فديتك
دع كؤوس الميتين فإنهم دخلوا العدمْ.


ولذا حبيبي ساقيَ الخمر الجليل
تفيض كأسي بالفراغ وإن أكن من لحظة أترعتها
نخب الفراغ
نخب الليالي الموحشات
نخب الفاندق
نخب أرصفة البلاد
وحجرة في السطح أسكنها
اقضّي الليل فيها في الصقيع تقربا لله
نخب العدل في الدنيا
ونخبي أيّها الساقي العزيز
على حياةٍ ما ندمتُ
وإن يكن كلُ الذي فيها ندمْ.


خبوت
وما زالوا محرضا موت الشوارع
والذين تفسخت أرواحهم
أن يشحذوا مما تفسخ زهرةً للصبح
جارحةً
ومن أوجاعهم رؤيا
ومن داءٍ يفتّت من مرارتهم نغمْ.


يا أيّها الساقي العزيز
أرى غفوتَ
وبعد لم أسقِ الجراح كفايةَ الليل الطويل
وحزن يومٍ ضاع منّي
لم أحرّض إخوتي أن يحضنوا كاللهِ رائحة التراب
ويعشقوا رغم التهمْ.


أحضر فديتك
لتر نسيانٍ ثقيل
مثل صوتك أيّها السّاقي
....
ضع لنا فيروز في القدس العتيقة
أو على جسر الصدى
أو سيّدي غيّرت شوقك شرق أوسط مثلهم
دوّر إذا إحدى التفاهات الحديثةِ
عاليا جدّا إلى أقصى الجهاز
وربما أقصى
ففي هذا البلاد يُجرَع الناس الجهاز
يُجرَع الناس اسطوانات الصراخ العنتريّ
أو اسطواناتٍ من الغازِ إحتراماً للمواطنِ
أين في الدنيا إحتراما للمواطن مثل هذا
يدخل الفرد المواطن في الجهازِ
أو الجهاز يفوت فيهِ
وبعد يومٍ
ليلةٍ
أو ليلتينِ
ويخرج الفرد المواطن سالما جدّا
وجدّاً محترم
ويُقال في التقرير
وأنفجر المواطن بإحترامٍ
كانت الأمعاء فارغةً
وكان البعض من جوع السنين بغير أمعاءٍ
وثَمّ مرارةٌ في رأسهِ
ومرارةٌ في قلبهِ
ومرارتان بجوفهِ
كان المواطن ربّما مرّ بن مرّة إسمه
ويُذيّل التقرير
واعترف المواطن وأبتسمْ.


يا سيّدي الساقي
دع الأموات موتى
لا تحرّك ساكنَ الأوجاع
واتركني أدندن أيّ شيءٍ
ريثما يأتي الصباح
وأوقض الموتى يحيّون العلمْ.


**شعر : مظفر النواب



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد للايجار ..
- فى رثاء عبدالخالق محجوب
- مظفر النواب فى رثاء عبدالخالق محجوب
- المسلخ الدولي وباب الأبجدية
- وتريات ليلية


المزيد.....




- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - يا أيها الساقي العزيز