أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء الثاني 5-














المزيد.....

بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء الثاني 5-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


حبيبي..
ما أنت إلّا أصابع طفلي الصغير

يلوّن.. يحدّد معالم الإطار..

للوحة اشتريتها لطموحي الكبير
قلتُ: سأجدد المكان..
سأغيّر الحياة بلوحتي الكبيرة...

وضعتها بكلّها في زاوية القلب..
أنهكتْ المكان
رفعتها…

وضعتها مائلةً على شباك الروح..
طيرتها الريح..
رفعتها…

وضعتها ملفوفة في مكتبة العقل..
لفّها الغبار..
و للغبار ذاكرة فوق الذاكرة..
أوجعتني الذاكرة..
فرفعتها…

وضعتها في المطبخ.. في الحمام.. و فوق قهوة الصباح..
تبللت!
ما هكذا تُعَامَلُ اللوحات…

نشرتها على حبل الغسيل.. علها تجف..
تذمر الجيران..
حاكموا سمعتي بتهمة الإغواء!

رفعتها..قصصتها..

قلت لها:
تعالي اقطني في جعبتي..
تمردت..
غادرتني مسرعة..

فتبعثر الزمان
ما عدت أعرف تاريخ البارحة..

وطني.. حبيبي..
أتراني نسيت أن الفراق يمزق المكان..
و يوقف الساعات..
و يسرق اللوحات…


الرسالة الأولى من “ علي” طويلة و هائمة في حب الإنسان.. قرأتها إلى الآن خمسة و خمسين مرة!
كانت صلابة الجلد التي ابتليتُ بها أضعفَ من أن تحرمني من متعة الخيال، فذهبتُ -افتراضيّاً- معه إلى العراق.. ثمّ إلى سوريا، ثم قرأتُ المقطع التالي أكثر من مرة.. نبوءة ما أزهرت في قلبي بكون الحلّ السحريّ للحرب يكمن بين هذي السطور:


-سكنتُ في سوريا في مناطق تابعة للأكراد.. تعرفت على جميل الأخلاق كاسترو.. طبيب يأخذ رغيفَ خبز تنوّر في مقابل المعاينة.. و إن كان المريض جائعاً، فإنه يعطيه رغيفَ مَنْ قَبْله..
كاسترو هذا علّمني أن أحب الأرض و أهلها فأكتسب حبّ السماء.. لهذا كان كاسترو يحلم بوطن للأكراد.. و أخبرني أن القوميّة العربية ما اعترفت يوماً بكردها، فلا هي قبلتهم سواسية لغيرهم.. و لا هي احترمت قبولهم بكونهم ينتمون أولاً لكردستان…

ماذا أخبركِ أيضاً.. عن كاسترو؟

له حبيبة يزيدية اسمها “ نينوى” .. سيتزوجها قريباً..
كانت سبيّة عند الهمج .. نعم دولة الخلافة .. داعش.. و من لف لفها.. حكتْ لنا بصوت يخنقه البكاء عمّا حدث في سنجار و عن يوم المجزرة الكبير.. قالت لنا:

-“هجموا كغيلان البريّة الجائعة.. يكفي أن يراهم أو يسمع بهم أي إنسان لينفر من الإسلام ردةً لا صلاة بعدها..
قتلوا المئات.. و أخذوا النساء و الأطفال كغنائم حرب.. أنا كنت من ملكات الأيمان…
ديانتي كانت يزيدية.. و لتبسيطها أقول لكم : نحن نجمع الحَسَنَ من كل الديانات، ديانتنا عبارة عن توّحد ل: الزرادشتية والإسلام والمسيحية واليهودية…
قالوا لي يجب أن تصبحي مسلمة.. و الإسلام في نظرهم: نقاب و قول للشهادتين.. ماذا أقول لكم أيضاً؟
كيف تحملت ما تحمّلت؟
روح السيدة زينب تركت مزارها و رافقتني.. حتى دخلت سوريا.. هذا ما أقنعت به نفسي:
تزامنت غزوة الهمج للايزيدين مع تفجيرهم لمزار السيدة زينب في سنجار و قتلهم لمن كان يحرسه..
بعدها رأيت زهور الزينب البيضاء في منامي.. و استيقظت مع إحساس بهالة تسكن جبهتي.. هالة تشبه روحها.. حمتني و لمّت ما بقي من روحي…
زينب .. بنت فاطمة الزهراء و الإمام علي.. و حفيدة الرسول محمد.. زينب التي ساقوها يوماً سبيةً مثلي.. فما هُزِمَت و لا سمحت للفجّار بالانتصار… لهذا أنا هنا.. و سأتزوج من كاسترو.. الرجل الذي يستحق شبيهات زينب.. و يصون عرض الأديان كلها…”..

نينوى و كاسترو مثلٌ لبيت آمن و مستقبل أبيض…

ماذا أحكي لكِ أيضاً يا عليا العُليا..

الأكراد و اليزيدين لا يشبهون العرب.. يشبهون الشهماء من العرب.. و متأكد أنك ستسألين لماذا وضعتهما معاً.. و كثيرين يقولون اليزيدية دين و الأكراد قوميّة.. لأنه ببساطة بين المجموعتين: ضاع الشرف العربي…
ما حدث للأكراد و للايزيدين في ظل الحكم العربي من تهميش ومحاولة دمغ كان مثل ما حدث لليهود في ظل العرب في الماضي.. لهذا تعاطفت مع تلك الجماعات.. و انتميت ضمنيّاً لهم…

أما عن سوريا يا السوريّة:
يا عليا الناس هنا غير ناسٍ.. لا يوجد بيت إلا و فيه كأس أو اثنين للموت.. لا يوجد حائط في قلب لم يُعَلّق صورةً بشريط أسود...
القهر.. الفقر.. في عيون الناس و في نبرات صوتهم الحزينة و الغاضبة.. و لا أرى استقراراً قريباً و لا نصراً بعيداً…
****************


في ليل بغداد الجميل، تمتلئ السماء بالأولياء.. يجلس كلّ منهم على نجمة و يتقبلون الأدعية…
كان عمّار يدعو الله في أن يحصل على قلب هبة.. فهو يعرف أن عقلها ملكيّة جدّ خاصة.. قال لصديقه:
-لست أدري كيف أصف لك مشاعري تجاهها.. “أربعون ألف سنة من لغة اﻹنسان ولا يمكنك أن تجد كلمة واحدة تصف تماماً الشعور الذي بداخلك.” كما يقول “إميل_سيوران”.

-هبة أشهر من قارب بين الفتيات..تقرب بينهنّ بالغيرة منها.. هذا يعني أن تصبح الفتيات صديقات بسبب غيرتهن المشتركة من هبة.. الغيرة شعور طفيلي يحتاج لأحياء حتى يسترزق!

في مقالها الأخير، تكلمت هبة عن مستحضرات التجميل وعن قدرة بعض النساء على الظهور كشخص آخر.. قالت أن: تحويل النساء إلى لوحات فنية يشبه تغطيتهن بالنقاب..
و قالت أيضاً: أن زمن الجنس حلّ بجدارة مكان زمن الحب.. و أصبحت المرأة عبارة عن فرج و شفتين.. تتفنن في إظهارهم من أجل الذكر أو يتفنن الذكر في تغطيتهم من أجل القضيب…
إن المطالبة بإيقاف تغطية النساء لهو حق مشروع في زمن جهاد النكاح.. و هو أو ل طريق من طرق الخلاص من داعش و من التحرش في بلاد العرب المهزومة!

لكن في هذي المرة لم يمر مقالها على خير…
يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا طلّقني؟-الطب النفسيّ الاجتماعيّ- حكايتي3
- تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...
- تونس وطن الله على الأرض-علي السوري الجزء الثاني4-
- سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2
- حكايتي - الطب النفسي الاجتماعي 1-
- القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3
- بيروت و إله الحرب - علي السوري الجزء الثاني -2-
- مُتيَّمٌ في بغداد- علي السوري الجزء الثاني- 1
- ثلاثة أزمنة و كفُّ الغول- العلاج النفسي الأدبي 30-
- حضراتكم: من لعنة الفراعنة إلى لعنات الصمت- العلاج النفسي الأ ...
- عُقَدٌ واحدة من المحيط إلى الخليج-العلاج النفسي الأدبي 28-
- هيومان ترافيكينغ-العلاج النفسي الأدبي27-
- عفرين و اغتصاب الإسلام- العلاج النفسي الأدبي 26-
- بلاد العرب و غرفة النوم الكبيرة- العلاج النفسي الأدبي 25-
- سايكوسوماتيك سابقاً-العلاج النفسي الأدبي 24-
- ربيِّني! -العلاج النفسي الأدبي 23-
- الترجمة إلى الطب النفسي- العلاج النفسي الأدبي 22-
- السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-
- رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء الثاني 5-