أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...















المزيد.....

تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


يحق لنا أن نحلم، نثور، نتمنى.. و الوطن الحقيقي هو الذي يستوعب كل هذا لأبنائه..
يحق لنا العمل الذي نستحق، المكان الذي نطمح له.. ألا تضيع طاقتنا في (الشمشمة) وراء أساسيات الحياة بينما نتمنى أربعة جدران و رفقة كتاب.. لا أستطيع إلا لوم الأنظمة على فتحها الباب لأغوال الأرض…
-حيلك.. ما حصل قد حصل و قَتَلَ أيضاً.. أما أنا، أول ما نفرني من الثورة كان قرفي من المعارضة.. مع سفالة المعارضات.. أضحت الأنظمة (مفرخات) ملائكة…
-في ليلة مظلمة و باردة تركت باب بيتي مفتوحاً.. و خرجت للسهر.. عندما عدت لم أجد أطفالي و بيتي كان قد سُرِقَ.. ما كنت أعلم أننا لسنا في المدينة الفاضلة، لعن الله من سرق!

من رواية علي السوري بقلم :" لمى محمد”
***************


هناك فرق بين الولاء لأمريكا كوطن يحترم أولاده، و جميع من فيها سواسية تحت سلطة القانون..
و بين الإتفاق مع السياسة الأمريكية في شرق المتوسط -مثلاً-.. كثير من الأمريكيين لا يتفقون مع ما حدث، و كثيرون ضد ما حدث…
التفكير الأبيض أو الأسود لا يحمل منطقاً و لا يخاطب العقل، هو تفكير عاطفيّ محض..
الإنسان المُعَذَّبُ تحكمه عواطفه، بينما يخضغ عقله لقانون القطيع.. و لهذا شاهدنا كثيراً من العرب يتحزبون و ينسفون بجهالة أي فكر رمادي أو وسطي.. تدمرت الأوطان و الأسوأ لم يأتِ بعد…

السؤال الذي يدور في عقول الكثيرين:
- كيف لمن يدرس أو يعمل في دولة غربية حمل مكان ولادته أو وطنه في قلب..
و جوابه قابل للتبسيط- إذا ما تكلم العقل- :
-الوطن ذكريات، أهل، و قانون يضمن الكرامة: إذا كانت عاشت الذكريات تحت خط التهديد، الأهل تحت خط التشريد و الفقر.. فلا وطن…
إن كان القانون ضد الكرامة.. أو متسخ بالمحسوبيات و الرشاوى -ما يسميه سكان الشرق قانون(شوربة) - فلا وطن…


عندما يهجر الإنسان بلده في سبيل قانون مساواة، و حياة كريمة فإن الذكريات تكبر و تتأصل لأنها غير مُهَدَّدَة، لهذا فإنَّ لأدبِ المهجر مصداقية و فيض مشاعر يكاد لا يُلمَسُ عند غيره…

عندما يسكن الإنسان بلاداً تحترم أبسط حقوقه: أساسيات الروح الأولى: حق التعبير.. حرية اختيار الطريق إلى الله، حق الحلم.. و أساسيات الجسد من طعام، ملبس..نظافة هواء و ماء، فإن اهتمامه يتحول للقضايا الكبيرة، تعليمه، تفوقه، و يستطيع عندها مساعدة غيره من الأهل و الأصذقاء.

الولاء للوطن الذي احتضن أحلامك و كرامتك، و احتضن بقانونه ذكرياتك، و سمح لك بمساعدة أحبابك هو وسام شرف يضعه الأصيل على صدره.. مع أمنية صغيرة بأن تصبح جميع أوطان العالم بأوسمة شرف…


في التظاهرات الحالية في العراق: نأى المسؤولون بأنفسهم عن تسببهم في الخراب، و بدل أن يستقيلوا.. ألزقوا (أطيازهم) بالكراسي بمورثات عربية…
لاموا الناس على المطالبة بأبسط حقوقهم، بينما هم في سرقاتهم يهمعون…
تم قطع الانترنت لأن الناس في العراق تظاهرت.. لما تظاهروا:
لأن النفط ليس لأهله، الماء ليس لأهله.. الهواء ليس لأهله..

..أخبركم لماذا؟ 
في العراق: 
- نشحذ اللقمة، بينما أنتم يا سفلة تسرقون البلاد..
- نقف على طوابير الهجرة.. بينما أنتم تبيعون السياحة للإرهاب بقلة تدبيركم و ضحالة عقلكم…
- النفط ليس لنا، بعلمكم و ليضمن كراسيكم…
- ذُلَّ التعليم بعذ إهانة كرامات المعلمين…
- القضاء ملوّث بسيئي السمعة…
-التطرف يزداد و داعش تتمدد في عقول الأطفال قبل الكبار…
- عندنا هيئة (أمر بالمعروف و نهي عن المنكر) تفرض الرقابة على عقول الأدباء، فيما يعشعش الإرهاب في بيوت مفترضة لله!
 
تخصصت بلمح البصر ثلاثة مليارات دولار لدعم البصرة- كم ستسرقون منها؟ـ 
 
قطعوا الانترنت عن المناطق المتظاهرة.. 
 
الإعلام العاهر يريد قلب الأمور إلى حرب طائفية، فنسمع الآن أن : “ مناطق الشيعة تتظاهر ضد الحكومة". 
 
سيناريوهات كثيرة ترسم ما سوف يحدث.. لكن من الذكاء بمكان: أن تستقيل الحكومة، و يمنح الناس حق التعبير..
 
كبت الآراء قفص البشر.. و الأحرار لا يقبلون الأقفاص.
***********


أطفال الكهف الذين تم إنقاذهم من قبل أبطال مسلمين (غير مسلمين)، حكاية تستحق الوقوف عندها و التأمل..
فريق رياضي مكون من اثني عشر طفل و مدربهم، كانوا يتجولون في مناطق تايلاند الخضراء عندما فتحت السماء أبوابها لرسل الله من الأمطار..
لجأ الفريق إلى كهف ليحتمي من المطر، لم يكن في بالهم أن المياه ستحيطهم من كل جانب.. لتجعل نجاتهم كحكايات الأساطير.
فُقِدَ الفريق لأكثر من أسبوع، حتى وجدت الشرطة و فرق البحث دراجاتهم و أحذيتهم قبالة أحد الكهوف، عندها كان الاعتقاد بكونهم عالقين في الكهف، و فعلاً تم اكتشاف وجودهم في الكهف من قبل غواصين محترفين.
إخراجهم لم يكن بالطريقة السهلة، و تم بمشقة كبير و بأعجوبة عرضتها محطات الفضاء حول العالم..
ما يلفت النظر في هذه القصة ليس كل ما سبق، بل مقدرة الإعلام التايلاندي على تسخير نفسه لخدمة ثلاثة عشر روح تايلاندية، مقدرة حدود الوطن على منح مواطنيها كرامة و عزة انتماء بشري..
لحق الإعلام العالمي إعلام تايلاند و شغلت قضية أطفال الكهف و نبل منقذيهم الناس حول العالم.. هكذا يضمن وطنك حياتك و قبلها كرامة روحك..
ما يلفت القلب:
هو الغواص الشجاع الذي قضى نحبه في محاولة لإيصال الطعام للأطفال قبل إخراجهم..
أن تكون إنساناً حقيقاً يضمن لك (الجنة) بغض النظر عن دينك و معتقداتك .. هذا يتلخص في قابليتك على مساعدة الغير و عمل الخير…
ما يلفت الضمير:
هو المدرب ومشاعره، موقف لا تُحسَد عليه عندما تعتقد بأنك بشكل أو بآخر تسببت في بلاء أطفال وثقوا بك..
للتعليم مسؤولية أكبر منها في أي مهنة أخرى.. و المعلمون -لأي شيء- في هذه الحياة هم أساس النجاح و النجاة.

في حين يموت أطفالنا بصمت، و يموت الفقراء ببساطة و سكون.. تدّعي حكومات العرب العتيدة الدين و الأخلاق.. و تستمر في تسويق سمعتها كنصائر للمستضعفين..
قصة أطفال الكهف تضاهي قصة أهل الكهف في عبراتها.. و فيما نجتر التاريخ.. نتحول جميعاً إلى أهل الكهف - بنوم ضمير و عمى بصيرة- .. ننسى أطفالنا في كهوف أوطان بلا إعلام و بلا ضمير.. و نقترف الصمت.
في زمن تظاهرات الحق المشروع في العراق.. يعرض إعلام الكراسي المسلسلات، الأغاني، البرامج الدينية، و مصائب العالم البعيد.. لا يلوم المدرب نفسه، بينما يكثر شجعان الغوص..
يستمر السفلة في اجترار أكاذيبهم و التمسك بكراسيهم.. في حين أن استقالتهم لن تضمن مجيء الأفضل، لكنها حتماً ستفتح الباب للتغيير و ستقطع يد السّراق…
************

تظاهرات العراق: رعب للحكومة.. ماذا يعني قطع الانترنت؟
ببساطة: العولمة تحارب استبدادكم!

حتى لا يكرر الزمان نفسه، و كي لا تصبح الثورة عورة:

-مطالب محقة، تضمن حق الصامت قبل الثائر…
- مكانة محوريّة للنساء فيها…
-بعيدة عن ذكور الدين…
-منعزلة عن أي لفظ أو فكر طائفي…
-تؤمن بكون الحرية لا تتجزأ…

لن يصلح حال العرب إلا بعودة العراق منارة الشرق.. إن الأرجل شبه الحافية التي تطالب بحقوقها الأساسية لا تقدر فقط على إخراجنا من الكهف، إيقاظ إِعْلامِنَا و أقلام كتّابنا.. بل هي قادرة على إرجاع أوسمة الشرف لأوطاننا..
حماكم الله يا أخوتي…


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس وطن الله على الأرض-علي السوري الجزء الثاني4-
- سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2
- حكايتي - الطب النفسي الاجتماعي 1-
- القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3
- بيروت و إله الحرب - علي السوري الجزء الثاني -2-
- مُتيَّمٌ في بغداد- علي السوري الجزء الثاني- 1
- ثلاثة أزمنة و كفُّ الغول- العلاج النفسي الأدبي 30-
- حضراتكم: من لعنة الفراعنة إلى لعنات الصمت- العلاج النفسي الأ ...
- عُقَدٌ واحدة من المحيط إلى الخليج-العلاج النفسي الأدبي 28-
- هيومان ترافيكينغ-العلاج النفسي الأدبي27-
- عفرين و اغتصاب الإسلام- العلاج النفسي الأدبي 26-
- بلاد العرب و غرفة النوم الكبيرة- العلاج النفسي الأدبي 25-
- سايكوسوماتيك سابقاً-العلاج النفسي الأدبي 24-
- ربيِّني! -العلاج النفسي الأدبي 23-
- الترجمة إلى الطب النفسي- العلاج النفسي الأدبي 22-
- السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-
- رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-
- رئيسة مقيمين في ألباكركي- العلاج النفسي الأدبي 18-
- من قرطبة إلى جزيرة الدمى المسكونة! -العلاج النفسي الأدبي 17-


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...