أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - دعوة للجهاد ضد المسيحيين العرب؟!














المزيد.....

دعوة للجهاد ضد المسيحيين العرب؟!


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 06:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا أدري لماذا تتناول معظم مقالات الدكتور زغلول النجار هجمات شرسة على العقيدة المسيحية وكتابها المقدس، ولا اعلم لماذا لا يتوقف الدكتور النجار عن التعرض للمسيحيين حرصاً على سلامة ووحدة ومستقبل الأوطان العربية، كذلك لا أفهم لماذا لا يتدخل رجال الفكر المستنير لدحض تفاسير وشروحات الدكتور النجار السلفية. نقاط ملحة طالما أثارها العديد من الكتاب والمفكرين في السنوات الأخيرة، ولكنها بقيت كالأسئلة التي لا تجد إجابات مثلها مثل العديد من الأسئلة التي تتعلق بأوضاع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط. لقد شكا الكثيرون من المعتدلين من الأثار السلبية التي تخلفها كتابات هذا الرجل، ولكن لم يجرؤ مسئول مصري على مساءلته، ولم تستطع صحيفة كبرى كالأهرام القاهرية على مواجهته. لم أكن لأعترض لو أن مقالات الدكتور النجار اقتصرت على شرح نصوص القرآن وتوعية المسلمين بدينهم وواجباتهم، ولكن إعتراضي يأتي بسبب التعرض السافر للمسيحية والمسيحيين الذي تحتويه معظم مقالات هذا الرجل.

كنت تفائلت خيراً عندما قطعت الأهرام في فبراير الماضي سلسلة الدكتور النجار حول سورة الاعراف التي تناولت تحريف الكتاب المقدس للمسيحيين. إعتقدت لوهلة أن وقفة صادقة مع النفس من قبل رئيس تحرير الأهرام قد حدثت لمواجهة الفكر السلفي المتشدد للدكتور النجار. ولكن يبدو أنني كنت واهماً، فما زالت مواجهة التطرف الديني في مجتمعاتنا قاصرة على المواجهة الأمنية فقط، في حين تغيب المواجهة الفكرية تماماً، بل أن العديد من قادة الرأي العام يرفض الخوض في نزالات مع قادة الفكر المتطرف خوفاً من بطشهم وشعبيتهم. فالقائمون على صحيفة الأهرام يعلمون مدى نفوذ شخصية الدكتور النجار لذلك فهم لا يرغبون في مواجهته.

كان من أخر مظاهر الفكر السلفي للدكتور النجار هو ما جاء في مقاله المنشور بجريدة الاهرام بتاريخ 28 فبراير 2006، الذي يتناول فيه الدكتور النجار شرحاً للخطوط الرئيسية لسورة التوبة. ضمن شرحه لمحور فريضة الجهاد، لم يكتف مقال الدكتور النجار بتصنيف المسيحيين على أنهم مشركين، ولكنه مضى ليحتوي على ما يمكن أن يعبر تحريضاً صريحاً للجهاد ضد المسيحيين العرب، إذ يذكر المقال ما نصه "وفي الآيات من‏(29)‏ إلي‏(31)‏ تنتقل السورة الكريمة إلي تحديد العلاقات بين المسلمين وأهل الكتاب بصفة عامة‏,‏ وإن كان المقصود في هذه الآيات هو دولة الروم وحلفاءها من نصاري العرب في بلاد الشام وما وراءها‏.‏" مقال الدكتور النجار لا يشير مطلقاً إلى الظروف التاريخية للنص الوارد بصورة التوبة ولكنه يمكن أن يفهم على أنه دعوة صريحة للجهاد ضد المسيحيين بمن فيهم المسيحيين العرب، إذ يوضح النجار أن الأحكام الواردة بشأن الجهاد في سبيل الله تأتي علي إطلاقها، لأن العبرة في القرآن الكريم هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب‏.‏ أخشى أن يكون مقال الدكتور النجار تورية وإسقاط على مسيحيي يومنا هذا.

يؤكد الدكتور النجار أن الجهاد فريضة واجبة عل كل مسلم، على أن يكون الجهاد عبر التضحية بالنفس والمال لدفع المظالم والظالمين وقتال المشركين والكفار. ويشير إلى أن الآيات الثماني والعشرون الأولي من سورة التوبة تضمنت حثا للمسلمين علي الجهاد في سبيل الله‏،‏ وتحديدا للعلاقات بين المسلمين والمشركين‏، غير أن الكاتب ينعي الدكتور النجار على بعض المسلمين تثاقلهم إلي الأرض عند دعوتهم إلي الجهاد في سبيل الله. ويذهب النجار إلى إدانة المسلمين المعتدلين الذين يرفضون المشاركة في الجهاد حيث يدعو إلى نبذ جميع من لا يمارس الجهاد في سبيل الله باعتبارهم منافقين ينتظرهم عذاب أليم.

لعل أهم مظاهر التطرف التي تبدو من مقالات ورؤية الدكتور النجار هي مساعيه إلى زعزعة التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي، وغرس التمييز ونقض المساواة بينهما، إذ يقول في مقاله المشار إليه - دون الإشارة إلى المصدر - أن سورة التوبة تشير إلى عدم جواز تولية المشركين حتى وإن كانوا من أقرب الناس نسبا للمسلم‏.

إن كتابات الدكتور النجار المتطرفة المثيرة بحاجة لتدخل حاسم من رجال الفكر الإسلامي المعتدل لتفنيدها وفضحها. لم يعد الصمت يجدي أمام حالة كهذه. مقال كالمشار إليه يشكل خطراً محدقاً بمستقبل التعايش المشترك بين أتباع الأديان المختلفة بالدول العربية. لا يمكن أن نلوم الدكتور النجار فقط على فكره السلفي المتشدد، ولكننا نلقي بالمشئولية على عاتق وسائل الإعلام التي سمحت بنشر مقالات كالمشار إليها. إن على وسائل الإعلام الآن أن تطلع بمسئوليتها في مواجهة التطرف، وذلك بفرد مساحات أكبر للكتاب الإسلاميين المعتدلين لنشر الوعي والفكر الديني المعتدل بين شعوبنا. إنها دعوة لمواجهة الفكر المتطرف بالفكر المعتدل.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرك الديمقراطية في أفغانستان
- عبد الرحمن الأفغاني شهيداً للحرية؟!
- حقوق الإنسان في العالم العربي: قيود... تمييز... وتعذيب...
- صمت الأغلبية ومواجهة التطرف
- إختلاف القيم وصدام الحضارات
- مأزق أقباط المهجر!
- النقد الفكري في الإسلام


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - دعوة للجهاد ضد المسيحيين العرب؟!