أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ادريس الواغيش - الدّار البَيضاء، كمَا رَأيتُها... !














المزيد.....

الدّار البَيضاء، كمَا رَأيتُها... !


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 5948 - 2018 / 7 / 30 - 08:35
المحور: كتابات ساخرة
    


كما في أرض الكنانة والشام وأماكن أخرى كثيرة من العالم، المصريون يلخصون بلدهم - مصر- في القاهرة والسُّوريّـون يجمعون الشام القديم والجديد في دمشق وحدها، وعندنا في المغرب الأقصى الدار البيضاء هي المغرب بكل تناقضاته الواضحة والخفية، هي مَـدَنيَّـتُـنا الحديثة وهويتنا المُعقدة بمفارقاتها العجيبة، هي عُـرْيُنا والستارة التي تحجب عورتنا في نفس الآن.
الدار البيضاء تجمع بشري تَغَـوَّل كثيرا لدرجة كبيرة حتى أصبح معها مخيفا، امتداد عمراني رهيب، مركز للتجارة والمال والأعمال والعَمل والعُمال كما البطالة أيضا، فيها ما لم يخطر لك يوم على بال من عجائب التجمعات البشرية الكبرى، وفيها ما يفرح العين ويسر الناظرين وعلى بعد خطوات قليلة فقط، ترى ما يدمع العين ويدمي القلوب ويبعث على التقزز، من قارورات "مارتن كاتز" الأغلى ثمنا في العالم إلى زجاجات عطر المليون دولار ورائحة البول التي تزكم الانوف وسيولته السائحة على جَـنبات الأسوار، فيها يتجمع مليارديرات البلد وفحشا يحتاج إلى دليل في الثراء، وفي نفس الوقت متسولون وفقراء منثورين بغير انتظام على الأرصفة في كل شبر من المدينة قديمها وجديدها، بدءا من الصباح الباكر إلى أن يطفئ آخر مصباح نوره في صباح اليوم الموالي، والكل يتعايش جنبا إلى جنب عن تراض ويقبل بشكل أو بآخر بواقعه وبالآخر.
شاطئ الدار البيضاء على المحيط الأطلسي طويل بخاصه بدءا من عين الذئاب وعامه إلى حدود ضريح سيدي عبد الرحمن، يضج بالناس، كل الناس على اختلاف انتمائهم الطبقي، من طلوع الشمس إلى غروبها، ليبدأ بعد ذلك ليل مختلف ومخيف في "البيداء الكبرى" كما يسميها العم أحمد بوزفور. الدار البيضاء تحتوي عالمان مختلفان ومتناقضان: عالم يؤمن بالتطور والحداثة ويعشها وآخر يعيش على وهم التمائم ودعوات فقهاء القرون الوسطى في ضريح سيدي عبد الرحمن، وفي شوارعها ترى سيارات فارهة من كل الموديلات والماركات تتباهى بصيحات حداثتها يقودها شبان أو شابات بسرعات جنونية، وأمامها أو وراءها حافلات نقل عمومي مهترئة تذكرك ب"هافانا" أيام الحصار الاقتصادي على كوبا في نهاية عهد كاسترو، رغم مرور الترامواي من حين لآخر أمام عينيك في حلته الجديدة ‼ .
وأنت قاصد مركز المدينة من الاطراف في الصباح، ترى كل شيء يشهد بأن هناك فوضى عارمة تعم نصف المدينة تقريبا، وتجد كل الأجناس بملامحها المألوفة تتعايش في شوارعها ومقاهيها بسلام، من الصين الأقصى شرقا إلى إفريقيا الأدنى جنوبا وأوربا شمالا، يثرثرون ويضحكون، وتتساءل في حيرة: بأي لغة يتواصلون وسط هذا الزحام الأجناسي ...!
في الدار البيضاء ناس تعيش في أحياء راقية وفنادق فاخرة وآخرون يعيشون بشكل مختلف في مغرب مختلف، هشاشة مفرطة ودرجات قصوى تحت خط الفقر، فيها مقاهي رفيعة وإلى جانبها ما يشبهها من مراتع اللهو والنشاط وأشياء أخرى...!!
المدينة في مجملها تجمع لمراكز مالية وبنكية كبرى، شركات عملاقة جاهزة تعمل بكل طاقاتها ليل نهار وأخرى في طور الإنشاء استعدادا للألفية الثالثة، محلات تجارية ضخمة بمواصفات عالمية يلزمك ساعات للتجوال بين أروقتها صعودا ونزولا على سلالمها الكهربائية والناس يحومون في وسطها كأنهم نيام، وناطحات سحاب زجاجية تطارد سُحب الصيف العابرة في السماء، ومع ذلك لم يغريني فيها شيء أكثر من لقاء ابنتي شهرزاد...‼



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين انتشاء كُوليندَا بالانتصار الكرواتي وانتشاء العَرب بصُوَ ...
- المُمَاطلة في أمُور حَيَويّة وَمُسْتَعْجَلة: حَامِلو الشهادا ...
- -عُزلة تُقاسِمُني صَبْري- جديد الشاعر إدريس الواغيش
- يُونس مُجاهد وطارق المَالكي في ندوة بفاس: أي نمُوذج تنمَوي ن ...
- قوات الأمن المغربي تتدخل بعنف في الرباط لتفريق مسيرة للشغيلة ...
- -أعرَاسُ المَيادين- جَديد الشاعر إدريس الملياني
- قصة قصيرة: أوهام طين
- -ملتقى المغرب الشعري- بفاس يطفئ شمعته الثانية
- حاملو الشواهد العليا لوزارة التربية الوطنية يعودون للاحتجاج ...
- الشاعر عبد الرحيم المرس يفوز بالنسخة الثالثة من ” تجارب شعري ...
- قصص قصيرة جدا: بَذرَةُ خَشخَاش
- حَاملو شواهد المَاسْتر بفاس يُطالبون أمزازي بإنصافهم ويُهدِّ ...
- حَمَلةُ الشواهد العُليا لمُوَظفي وزارة التربية الوطنية في ال ...
- كتابات: القصة من أبوابها...!
- عُزلة تقاسمُني صَبري
- هي الشمس
- تقديم ديوان الشاعر سفير السودان بالمغرب: -أحبك هكذا انت- بفا ...
- آفاق تدريس اللغة العربية بالمغرب- الواقع والتحديات- محور ندو ...
- المبدع إدريس الواغيش في لقاء إبداعي مفتوح في تاوجطات
- القصة القصيرة جدا تقتحم قلعة الشعراء بفاس


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ادريس الواغيش - الدّار البَيضاء، كمَا رَأيتُها... !