أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-














المزيد.....

-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


6 - الفنان ماهر ناجى
----------------------

من خلال لوحته "الفرح الفلسطيني "يطل علينا الفنان ماهر ناجى، معبرا بريشته عن الجمال الفلسطيني، الذي يرفض الزوال ، في زمن قام على الاقتلاع والخداع .
يستحضر ماهر، المكان والشخوص والحياة، التي كانت في المدنية الفلسطينية، كأنها وشوشة للوجع تهمس بحكايات المكان القديم .. دفء الرحم الحامل أبدا بالذات الفلسطينية .
وهكذا هو الفنان ماهر ناجى، مزيج غريب من الوجود في الوطن، والوجود في المنافي داخل الوطن .
في لوحته تلك تتزاحم بشخوص المرأة ،كرمز للأرض والمنفى، وفي لحظة سمو، تحمل المرأة على أكتافها أشجار الزيتون، وعلى رأسها سنابل القمح ، ينبعث منها رائحة خبز الطابون ،وأوراق الزعتر، وفى أحضانها تحنوا على الطفولة، بحب يذيب ملوحة وجع المنافي والشتات .
و برغم عويل الزمن الذي اجتاح الحياة ،يقف الفنان كفارس يفجر الذاكرة، ويحمى الخير ويحرس ينبوع الجمال . .
وها هو، بذات الحس العالي، يقبض على نغمات كثيرة من سيمفونية الحياة في بلده فيبكينا، في نفس الوقت الذي يمنحنا فيه الأمل .
تنسل النساء في اللوحة ، يداعبهن النسيم ،ويحملهن الهواء، ويتمايلن كأعواد اللوز الخضراء، وبليونة كبيرة يحركن جسدهن الدقيق، حتى يسكّن إلى الحركة المرسومة دون عناء، يستسلمن إلى الضوء المتسلل من الخلف، فيحيطهن بالذهب، بينما تختفي الوجوه في الظلال .
عبر الذات الفردية المقاومة ، لا تبرز المرأة ببعدها الفردي، إنما تتبلور الحركة على مستوى مجموعات .. كذوبان الذات الفردية في الارض والوطن ، وقد قدر لفلسطين أن تشهد انهيار أمالها وأحلامها الواحدة وراء الأخرى ، ثم لا تلبث أن تقيم غيرها ، لتجرفها بدورها التيارات ناحية بحر بلا جزر ولا شواطئ.. وبكل الطرق تحاول أن تصمد.
تثور مرة بالحجارة ، ومرة بالسلاح ، ودائما بالصمود ، ومرات كثيرة ضد المحو من خلال الذاكرة عبر الفن .
وهكذا يظل الإنسان المناضل ، ممسكا بشعلة الحياة رافضا للانهزام .
وهكذا يقول الفن: أنه لا يمكن أبدا إخماد طاقات الحب، ولا ردم ينابيع الجمال .
-----------



7- الفنان فارس عياش
---------------------

في لوحاته يحاول الفنان الشاب فارس عياش أن يفتح للناظر نافذةً يطلّ من خلالها على الجانب المظلم من الحياة .
والضوء الشاحب الذى يطل منها ايضا ، وهو ضوء أما ان نخمده أو نساعد فى زيادة اتساعه ليشمل الدنيا .
تصيبنا الرعشة ونحن نطالع هذه اللوحات، التي نرى فيها نموذجا للجمال المثالي للطفولة ، وقد تغيرت ملامحه ليضجّ بملامح الألم ،التي تبعث فينا شعورا بالقلق الممزوج بقدر كبير من الرعب .
الفنان الشاب، يركّز في لوحاته على تصـوير الواقع الدموي لأثار العدوان على غزة ، لكنه التصوير المتضمن
معاني ومبادئ انسانية . فالفنّ عنده أداة للترويج لقيـم الحرّية والكرامة الإنسانية.
لوحات الفنان فارس التشكيلية ، نجدها مليئة بعذابات شخوص الطفولة ..المعاناة والدمار والجمال الذي فقد أجمل ما فيه ..... براءة الطفولة.
أرق فني يبحث عن خلاص الجمال الإنساني، من كل أشكال القبح وصور الدمار، والانعتاق من حالة البؤس الذي يعيش فيها المجتمع الفلسطيني .
أنها لوحات تلامس المسافة الفاصلة بين الحياة والموت، أبدعها فنان يعيش وعيا قلقا ، وهو يرى الأعماق المظلمة والوحشية في الإنسان ، تقفز من دواخله لتغمر الدنيا بالظلام .. وتكتسح كل ما هو جميل ورائع .
لوحات شخوص غلبت على وجوهها الأحمر والأرجواني، والخلفية السوداء القاتمة .. معبرة عن نزيف الدم والموت ..
الوجوه مصورة عن قرب وبدون أي تفاصيل في الخلفية ، كي يشاهد الناظر ويركز على تفاصيل الالم المنعكسة على وجوه الاطفال .
انها من أكثر اللوحات التي تكشف بشاعةً العدوان ، ومن يشاهدها بضمير مفتوح لن يتخلص من تأثيراتها النفسية، والمعنوية، إنها تتوّجه إلى عين الناظر وتُحيله فوراً إلى التصرفات البشرية الأكثر بشاعة.
أما لوحة الطفلة التي تضع راحة يدها على عيون عروستها لتخفى عنها ما تراه هي بنفسها من صور الدمار ، فهي تفجر كل معانى الالم وتمنحنا شعور بجمال الانسانية المعذبة فى طفولتها، شعور سامى ينتابنا مع الاسى ، لجمال قلب الطفولة وحنانها الأمومي المبكر .
أي أحلام تلك كانت تداعب الطفلة؟
وأي اسرار طفولية بريئة كانت تهمس بها لعروستها وهى تحتضنها في فراش دافئ أنتزع منها ؟
أكانت تحكى لها حكايات تجهزها بخيالاتها الحالمة؟
أم كانت تحكى لها عما ستفعله فى الغد الجميل الذى لم تشرق عليه الشمس أبدا ؟؟؟
لقد أجبر الفنان نفسه على رسم تلك اللوحات ، ليجعل العالم يشاهد بطريقةٍ مختلفة، مُؤلمة، ودامية، كيف يكون العدوان على البراءة .. ويضعه بذلك أمام ضميره الإنساني .
والعالم ليس بريئاً من هذه النوازع السادية المدمرة للحياة ، هناك تواطؤ مُعلن، أو خفيّ ... اما بالصمت او التشجيع على العدوان بحجة الدفاع عن النفس .. ويقف مشاهدا المخلوقات البشرية وهى تتحرك كوحوشٍ مسعورة ، تعذب
المناضلين فى سجونها، وتقتل الابرياء بطريقة حيوانية، وتعتقل الطفولة دون ان تسمح لها بأن تعيش طفولتها !!!
يقف الجميع متفرجين لا يفعلون شيئا لمنع أكثر الوحوش دموية في التاريخ من ارتكاب فظائعهم.
لكن فارس عياش أيضا فنان يحاول استشراف قبس من ضوء ينير المستقبل مع أمل مطوي في القلوب ، فأبدع لوحاته: " بعد العاصفة " وفراشة البيدر" ولقطة مشمسة " وهى لوحات لشخوص مبتسمة بعيون تتطلع للحياة بأمل .. لوحات يغلب عليها اللون الأخضر المعبر عن الخير والنماء .
وهكذا يضعنا فارس أمام أبواب الأمل أثناء الضياع في العدم .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسادس-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثالث-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االرابع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثاني-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الأول
- تخريفات مفلس للخروج من الخرابة
- تأملات بشرى في الاحوال البشرية !!
- سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى
- مقدمة لديوان (على ذاك الكثيب)
- قراءة في مجموعة - لم يكن حلما -
- اسكت، حتى ياتى يوم ذبحك
- غزة ، مشاهد من الحياة
- في الانتصار المدوي للمقاومة
- غزة ، والحكايات
- إسرائيل, السحره والنساء
- مهرجان الوحشية
- الأحلام والانكسارات في - نوافذ الشر -
- قراءة في قصة - ارتديتك غيابيا -
- قراءة في قصة هناء حمش
- اليرموك، بؤرة كاشفة للوطن


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-