فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 18:31
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يتطير النظام الديني المتطرف القائم في إيران من إثارة موضوعين مترابطين بقوة وبصورة جدلية محکمة ببعضهما البعض، هذا الموضوعان هما: رفض الشعب الايراني له ومواجهته، و وجود بديل سياسي ـ فکري له. وإن مايدور حاليا في إيران يعکس ويجسد هذا الامر بکل وضوح ولاسيما إذا مالاحظنا ردود الفعل المختلفة الصادرة عن النظام وفي هذه الفترة نجد إن هناك تخوفا ذو طابع خاص لم نجد له نظيرا له طوال الفترات الماضية.
إستمرار أزمات ومشاکل النظام من جراء فشله الکبير على مختلف الاصعدة وإستمرار الاحتجاجات الشعبية ازاء ذلك، يعطي إنطباعا عن مرحلة مختلفة تماما الاختلاف عن المراحل المختلفة الاخرى التي مرت على هذا النظام، خصوصا وإن الاحتجاجات هذه تأخذ جذوتها وقوتها وإستمراريتها من إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي وبإعتراف کبير دجالي النظام هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، ولأن هذه الانتفاضة تحديدا کانت بقيادة المنظمة التي هي البديل السياسي ـ الفکري الجاهز للنظام، فإن إتصافها بالاستمرارية يدل على الديناميکية والدقة التي ترافقها من أجل منحها الحيوية والعنفوان المطلوبين لبقاءها مندلعة، وإن طرح شعارات سياسية محورية ومرکزية نظير"الموت لخامنئي"و"الموت للديکتاتور" و"الموت لروحاني"، والتي هي بالاساس شعارات للمنظمة، دليل إضافي يثبت سياق وإتجاه هذه الاحتجاجات نحو ليس فقط إسقاط النظام وانما حتى تحديد البديل، ولهذا فإن النظام صار يطرح وبجدية مخاوفه من السقوط والذي يتکرر بشکل ملفت للنظر بحيث لم يتم طرحه في المراحل السابقة.
هناك نقطة مهمة جدا لابد من طرحها وإثارتها وهي على علاقة قوية بسياق الخط العام لموضوع مقالنا هذا، وهو مرتبط بالتجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي أقيم في 30 من حزيران الماضي، حيث إنه صدر ولأول مرة أکثر من ثلاثة إحتجاجات رسمية ضده وقبل إنعقاده، کما إنه وللمرة الاولى أيضا شهد العالم سعي النظام لإرتکاب عملية إرهابية ضد التجمع والتي کشفتها المخابرات البلجيکية والالمانية، ولکن ماسر تخوف النظام الايراني من تجمع هذه السنة وبهذا الشکل غير المسبوق؟ الاجابة تکمن في إنه کان تجمع (الانتفاضة والبديل الديمقراطي)، وإن إنعقاده کان يتزامن مع إستمرار الاحتجاجات المستمرة بتوجيه وإشراف من جانب معاقل الانتفاضة والمتواصلة بدورها مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، البديل الديمقراطي للنظام، ولهذا کله فإن إستمرار الانتفاضة دليل على قوة وأصالة البديل الجاهز للنظام والذي أثبت مدى تواصله وتفاعله مع مختلف شرئح وأطياف وأعراق الشعب الايراني.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟