أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - احتجاجات ايران وافول الاسلام السياسي














المزيد.....

احتجاجات ايران وافول الاسلام السياسي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 00:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا تحسد الجمهورية الاسلامية في ايران على حالها في هذه الايام، فهي تعيش احلك ايامها، بالرغم من وعيد مرشد الجمهورية الاسلامية بأنه سيسحق اعداء ايران وانصار المؤامرة الامريكية والصهيونية داخل ايران، وبالرغم من تهديدات الحرس الثوري بغلق مضيق هرمز ردا على الحصار النفطي الامريكي بتصدير المنتجات النفطية الايرانية.
ما يحدث اليوم في ايران، من احتجاجات تتسع رقعتها وتشتد كل يوم وبأشكال مختلفة، غير مرتبط بالحصار الامريكي على ايران بالرغم ان الحصار يزيد من وطأته على جماهير ايران، كما يروج له انصار الجمهورية الاسلامية في ايران. ان المعضلة الاصلية تكمن في ازمة العلاقات الانتاجية الرأسمالية التي تمثلها الجمهورية الاسلامية، منذ التفافهم على الثورة الايرانية عام ١٩٧٩ والقيام بثورة مضادة بدعم نفس الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
ان المناهضين لمقولة الصراع الطبقي او الناكرين له، او الذين يحاولون طمسه على الاقل، سواء في الشرق او في الغرب، يحاولوا ان يرسموا تصويرا اسطوريا له وهو؛ أن الاسلام السياسي هم جماعة مبتورة هبطت من السماء واستنشقت كل الهواء الملوث من التاريخ لنفثه على الاحياء في المجتمع وتسميمهم. اي انهم ينكرون ان الاسلام السياسي كواحد من التيارات السياسية البرجوازية في ايران فشل في تخليص العلاقات الانتاج الرأسمالية من ازمتها، وخلال هذه السنوات حاول تصدير هذه الازمة الى خارج حدوده القومية من جهة، ومن جهة اخرى حاول تحميل اعبائها على كاهل العمال والكادحين داخل ايران، سواء عن طريق تنصل الدولة من دفع رواتب العمال والموظفين لأشهر عديدة تصل الى ثمانية وتسعة اشهر في قطاعات مختلفة وفرض ظروف عمل وشروط معيشية مجحفة، او عن طريق الاستبداد والقمع.
ان الاحتجاجات داخل ايران لا تتخذ اشكال محددة او تنحصر في حدود قطاعات معينة من مختلف الشرائح الاجتماعية. فهي تتخذ اشكال مختلفة مثل الاضرابات والاحتجاجات العمالية، حركة خلع الحجاب، الاحتجاجات الطلابية في الجامعات، واخرها وليست اخيرها اضرابات برجوازية البازار الاخيرة التي كانت هي احدى الدعائم الرئيسية للجمهورية الاسلامية. بعبارة اخرى ان الازمة التي تعيشها الطبقة الحاكمة في ايران هي ازمة بنيوية، وخلال هذه السنوات حاولت اصلاحها عبر المصالحة مع الغرب عن طريق الدخول في الاتفاق النووي والاندماج بشكل كلي مع السوق الرأسمالية العالمية. بيد ان نفس الاتفاق الذي بورك في ايامه الاولى لم يسعف الجمهورية الاسلامية ولم يخرجها من أزمتها. وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في اكثر من ٧٠ بلدة ومدينة في نهاية العائم الفائت خير دليل على ذلك. وحتى في حال نجاح صمود الاتفاق النووي اليوم بدون الوجود الامريكي، فأن تيار الاسلام السياسي الحاكم في ايران لن يستطع عبور ازمته، وقد وصل الى نهايته وان تفكك سلطته او انهيارها ليس الا مسالة وقت، عبر الضربات الجماهيرية التي تشتد ساعدها او عبر تصاعد الصراعات بين اجنحتها، بالرغم من التسويق السياسي والاعلامي لروحاني وسليماني وخامنئي لوحدة صف ما يسمى بالمتشددين والمعتدلين داخليا وخارجيا. بلغة اكثر وضوحا، ان الازمة التي تعيشها الجمهورية الاسلامية هي ازمة عميقة تضرب جذور الجمهورية الاسلامية والنظام الرأسمالي في ايران، فلا الطبقة الحاكمة قادرة على ادارة الازمة السياسية والاقتصادية ومواصلة الحكم بنفس الاسلوب القديم، ولا الجماهير قادرة على تحمل هذه السلطة.
ان ازمة السلطة السياسية في ايران، ازمة الجمهورية الاسلامية، هي احتضار اكثر التيارات السياسية رجعية وعفونة داخل العائلة البرجوازية. وان سقوطها المدوي في ايران، سيكون في العراق اول من يسمع صداها قبل بلدان المنطقة. ولن تجر تداعياتها على تيار الاسلام السياسي الشيعي وحده بل على عموم الاسلام السياسي في المنطقة والعالم. الا ان العراق سيكون النموذج الابرز الذي ستظهر فيه تلك التداعيات.
خلال السنوات المنصرمة شكلت الجمهورية الاسلامية في ايران المرجعية الفكرية والسياسية واللوجستية والاستخباراتية والميلشياتيه لقوى الاسلام السياسي الشيعي في العراق. بيد ان عدم قدرة نجاح تثبيت بديل الجمهورية الاسلامية في العراق يعود الى توازنات القوى بين الاطراف المحلية والى الصراعات الاقليمية والدولية حول البدائل السياسية في العراق. ان الجمهورية الاسلامية لم تستطع تقديم بديل افضل مما هو مطبق في ايران، فبقدر ما عرف عن مسؤوليها من فساد وسرقة ولصوصية وباعتراف اركانها، ووقوعها في أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية بنفس القدر عبر ممثليها من نفس النموذج في العراق.
وبناء على المعطيات الموجودة في ايران، ستحاول قوى الاسلام السياسي في العراق فصل نفسها عن ما يحدث في ايران، والتبضع في الاسواق لشراء افضل قيافات وازياء وعناوين مدنية، وستزيد قوى الاسلام السياسي الشيعي من تضليلها للجماهير، عبر شعارات فارغة من المحتوى مثل تشكيل تحالفات عابرة للطائفية او حكومة ابوية او حكومة تمثل جميع المكونات، بعد بدء تهاوي النموذج الذي تقتدي به عبر الحدود. فليس امام الاسلام السياسي الشيعي الا تبديل مسميات احزابها ورمي رموزه وشخصياته من العمائم، او القبول بالغرق على نفس السفينة عبر عملية انتحارية لإنقاذ ما لا يمكن انقاذه من بقايا ما يسمى الجمهورية الاسلامية في إيران. ولكن الانتهازية التي تتحلى بها ابدا التيارات البرجوازية سيدة الموقف، واثبتت واقعيتها عشية الانتخابات.
بيد ان طي صفحة الاسلام السياسي في العراق والى الابد، لن يكن عبر انتظار انهيار الجمهورية الاسلامية في إيران، بل عن طريق تنظيم وتوحيد وتقوية حركة جماهيرية واسعة لانهاء عمر سلطة الاسلام السياسي وميليشاته.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجة الامريكية وجماهير إيران
- الدولة والمليشيات
- التحالف الاسلامي الشيعي والسلطة السياسية وموقف العمال الشيوع ...
- سلاح المليشيات وامن الجماهير
- ازمة مياه ام ازمة غياب دولة
- العمال والحكومة الجديدة
- بعد الانتخابات، الجماهير وسلطة الاسلام السياسي الشيعي
- الانتخابات وحسم السلطة السياسية
- ما قبل الانتخابات وما بعدها
- المرأة والانتخابات البرلمانية القذرة
- الاسلام السياسي الشيعي والصفاقة السياسية
- في ذكرى تدمير المجتمع العراقي الأرادة الثورية هي الرد
- الصراع الطبقي والطائفية
- قانون شركة النفط الوطنية العراقية والتحايل -الوطني-
- الاحتجاجات والانتخابات والتيارات الاسلامية
- محنة الاسلاميين والرعب من بديلهم
- الشيوعية والحملات المسعورة ضدها
- في الثامن من اذار ثورة النساء والاسلام السياسي
- شبح الشيوعية وجذوة الاحتجاجات ومستشار الخامنئي
- اكذوبة مؤتمرات اعمار العراق


المزيد.....




- غراب أبيض اللون..مصور يوثق مشهدًا نادرًا في ألاسكا
- طالب بجامعة كولومبيا في أمريكا يصف ما يحدث وسط المظاهرات.. ش ...
- ما السر وراء الشبه الكبير بين حارس مقبرة أخناتون والفرعون ال ...
- أسرار -أبرامز- الأمريكية في أيدي المتخصصين الروس
- شاهد لحظة طعن سائح تركي شرطي إسرائيلي في القدس
- -بسبب رحلة للغلاف المغناطسي-.. أشعة كونية ضارة قصفت الأرض قب ...
- متطوعون يوزعون الطعام في مخيم المواصي للنازحين الفلسطينيين ف ...
- محكمة العدل الدولية تصدر قرارها اليوم في دعوى تتهم ألمانيا ب ...
- نجم فرنسا: لهذا السبب لا يناسب زيدان بايرن ميونيخ
- نتنياهو عازم على دخول رفح والشرطة تقتل تركياً طعن شرطياً


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - احتجاجات ايران وافول الاسلام السياسي