أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند طلال الاخرس - الجنة تحت اقدام الامهات














المزيد.....

الجنة تحت اقدام الامهات


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5927 - 2018 / 7 / 8 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


ترتبط البراءة بالطفولة في علاقة ازلية وحكمة سرمدية كصنوان متلازمان يقترنان ولا يفترقان، فتجدك ترى البراءة وتعرفها كطفل ينظر فوق رأس والدته وهي تصلي وعندما تنتهي تقول له مابك ؟! يبتسم ولا يجد الوقت ليرد عليها ، تنتظره بحب لا تريد ان تقطع عليه تلك البسمة، يطول انتظارها، تمد يديها على وجنتيه، تتلمسهما برفق، تتحسس بطرف ابهامها اسفل عينيه، تنتظر الدموع فلا تأتي، تكبر الابتسامة وتعلو وتطغى على العينين، فلم يعد الصغير يقوى على فتح عينيه من الضحك، يشتد الضحك ، يغمض الصغير عينيه، تنهمر الدموع على الوجنتين تختفي الضحكة وتبرد البسمة وتجف الدمعة، يمارس ابهام كف الام شيئا من دورها وبعضا من دوره ويمسح دمعة انزلقت، تعاود العينين دورهما في البحلقة والاتساع يشتد الضحك، فتعود شدة الضحكة سيرتها الاولى بإلزام العين على اغماضها، تعاود الدموع كَرتها، تنهمر من مقلتها، تبطيء الضحكة تدحرجها وتوسعها الى ان تختفي وتعود سيرتها الاولى، فيعود ابهام كف الام الى ممارسة دوره الازلي بمسح دموعنا من جديد.

كأن سُنّة الكون وبراءة الطفولة وحنان الام تجسد في تلك النظرة وما يلفها وفي تلك الدمعة وما يخالجها من اختصار لعلاقة البراءة بالحنان وعلاقة الام بطفلها وعلاقتهما الاثنين بالخالق الباريء المصور.

وليكتمل تعريف البراءة، تعاود العينين سيرتهما الاولى، يرتفع الحاجبين، تبحلق العينيين بسرور، ترمش اهداب العين فرحا وحبا، يختبيء فيها شيء من ذلك البريق وكثير من ذلك الحب، وتبقى محدقة بنظرها فوق راس الام على فراش صلاتها، تعود البسمة ويعود ذالك البريق بالظهور، تعاود الام التمعن في عينيه لترى انعكاس صورتها فيهما فلا تجده، تدقق فيهما اكثر ترى انعكاس صورة شخص آخر يقف خلف رأسها ، تلتفت خلف رأسها حيث صورة الشخص المعكوسة في العينين لا تجد شيئا، تعاود النظر الى الطفل تجد مسلسل البسمة قد بدأ من جديد، لكن لم يبكي الطفل هذه المرة؛ يُخيّل اليك ان هناك من ربت على كتفه وطبع قبلة على جبينه وطار عائدا من حيث أتى بعد ان قال شيئاً مفرحاً إستدعى هذه الضحكة المجللة بهذه البراءة، عادت الام لممارسة حرفتها الابدية بضم الطفل الى حضنها حتى عاد قطعة منها، اغمضت عينيها على صغيرها، شعرت بطيف يحلق فوق رأسها يرعاها كما ترعى صغيرها برمش العين والاحضان، حاولت ان تترك طفلها لترى مَن ورائها، لم تستطع، فالطفل يلتقط انفاسه بأمانٍ على صدرها، توجست الام لبرهة، قطع هاجس الخوف لديها سكينة سكنت روحها سريعا ما اطمئن لها قلبها ونسمة هابطة من السماء ودفءُ انفاس تَحِنُّ على رأسها، ترافقها يدٌ تَربُتُ على كتفها وشفاه سرمدية تهمس في أذنها : "الجنة تحت اقدام الامهات".



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينصفك التاريخ
- عندما يتكلم الشعراء!
- حتى أنت يا بروتس!
- النسيان
- يوميات حصار بيروت، جميل هلال
- مصطفى ذيب خليل -ابو طعان-
- خالد وابو خالد؛ الخطأ والخطيئة
- خليل الجمل، اول فدائي لبناني في الثورة الفلسطينية
- رسالة تشبه الوصية
- هوية تحت راية الحرية
- المجموعة 778 رواية للكاتب توفيق فياض
- مرافىء الذاكرة، حوار مع بهجت ابو غربية..سليم النجار
- دير ياسين؛ المجزرة التي انجبت ذاكرة وجامعة
- مدينة الله .. رواية لحسن حميد
- عندما يعود الشهداء!!
- المَثل الشعبي الفلسطيني
- إقرأ
- آذار
- لماذا نحب الجزائر أكثر؟!
- الهوسة


المزيد.....




- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند طلال الاخرس - الجنة تحت اقدام الامهات