لماذا تفشل الامم اصول السلطة والازدهار والفقر 12 تاليف دارن اسيموجلو – جيمس أ روبنسون ترجمة بدران حامد – مراجعة فاطمة مصطفى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفصل الخامس عشر
فهم الازدهار والفقر
الاصول التاريخية
معظم الفوارق الاقتصادية التى نلاحظها اليوم من حولنا قد ظهرت خلال المأتى عام الماضية كيف حدث ذلك ؟

لماذا حدثت الثورة الصناعية فى القرن الثامن عشر فى بريطانيا ثم فى اوربا ولم تحدث فى بيرو وتشرع دولة البيرو فى استعباد البيض هناك

للاجابة يجب ان نعرف السبب الذى يجعل بعض الامم مزدهرة وغنية والاخرى فاشلة وفقيرة ؟

بالنسبة للمؤلفين فان نظريتهم ترتكز على ان العلاقة بين المؤسسات السياسية والاقتصادية الديمقراطية الشاملة هى حجر الزاوية فى الازدهار والتقدم وفى حالة كسر هذه القاعدة ووجود نمو اقتصادى فى ظل مؤسسات استحوازية فانه سيكون نموا مؤقتا ومعرضا للانهيار لسببين

الاول لان النمو الاقتصادى المستدام يتطلب الابتكار والابتكار لاينفصل عن الفوضى الخلاقة التى تستبدل القديم بالجديد فى المجال الاقتصادى وتزعزع علاقات السلطة القائمة فى مجال السياسة وهذا لن يحدث فى النظم الدكتاتورية لان السلطة السياسية تكون مطمعا للكثيرين وتدفع الطامعين للقتال للحصول عليها بما يؤدى الى زعزعة الاستقرار السياسى

هناك مراحل دقيقة تمثل احداث جسام عملت على زعزعة التوازن الاقتصادى مثل وباء الطاعون الاسود الذى حصد نصف سكان اوربا ، او فتح التجارة عبر الاطلسى ، ولكن قد يحدث اختلاف فى مسار التغيير المؤسسى بين المجتمعات رغم ما تقدم لماذا؟

ربما التفاوت المؤسسى يكون بمثل الطريقة التى ستتفاوت بها الجينات المتعلقة باثنين من المجموعات المنفصلة من الكائنات الحية

مثال فان التشابهات الكثيرة بين انجلترا وفرنسا واسبانيا خلال المرحلة الدقيقة المتعلقة بالتجارة عبر الاطلسى كان لها تاثير اكثر شدة على النظام الملكى الانجليزى لان الاخير لم يكن يسيطر تماما على جميع العمليات التجارية الخارجية مثلما كان يفعل النظام الملكى فى فرنسا او اسبانيا

وهنا نقول بناء على ما تقدم انه لا التاريخ ولا الجغرافيا تحتم تاريخيا جعل بيرو اكثر فقرا من امريكا واوربا الغربية ولكن لماذا تغيير المسار ؟ لعدة عوامل
العامل الاول
يتمثل فى الفوارق المؤسسية فى محيط الامريكيتين خلال القرن الخامس عشر

مثال الطريقة التى تم بها استعمار هذه المناطق كانت حاسمة فى مسار التطور نجح المستوطنين الاوربين فى مواجهة النخبة التى حاولت مؤسساتها المتمثلة فى شركة فرجينيا والتاج الانجليزى فى منع وجود مؤسسات استحوازية

على العكس وجد الغزاة الاسبان دولة مركزية استحوازية مستخلصة للثروات فى بيرو واستولوا عليها ونجحوا فى اكراه عدد هائل من السكان فى العمل والمناجم لصالحهم

العامل الثانى المقاومة
فقد كان من الممكن ان تقاوم امبروطورية الانكا فى البيرو الاستعمار الاوربى كما فعلت اليابان او على الاقل تحديث الناحية المؤسسة كرد فعل على التهديدات القائمة

العامل الثالث
والاكثر راديكالية ان ما حدث قد حدث لان هناك عملية انجراف مؤسسى خطيرة قد حدثت فى اوربا فى الوقت الذى انغلقت فيه الصين مثلا على نفسها

ونحن لاتستطيع ان نتنبأ بصورة جازمة بالمجتمعات التى سوف تزدهر ولكن من المؤكد ان هناك بعض الدول التى ستكسر القالب وتنتقل من الفقر الى الغنى

فى نفس الوقت من المؤكد ان دولا مثل الصومال وافغنستان وهايتى والتى لاتتوافر فيها مركزية سياسية من غير المحتمل ان تحقق نموا او ان تقوم ببناء مؤسسات سياسية ديقراطية

ايضا هناك دول قد تحقق نموا لان لها نمط طويل من المركزية السياسية مثل بورندى واثيوبيا ورواندا فى افريقيا والبازيل وشيلى والمكسيك فى امريكا الللاتينية

ولكن الحال فى الصين لن يكون مستمرا ومستداما اذا لم تغير نمط مؤسساتها السياسية الاستحوازية
ان نظريتنا تقوم على ان الطريقة التى يمكن بها للامم التقدم نحو الازدهار ترتكز على تحويل مؤسساتها من النوع المستخلص للثروات الى الوضع الديمقراطى الشامل

طبعا لا توجد وصفة سهلة وبسيطة لتحقيق ذلك الانتقال
مثال ان النظام الاستحوازى المستخلص للثروات للرئيس مبارك فى مصر قد تم اسقاطه خلال ثورة يناير لكن ذلك لايضمن ان مصر سوف تتوجه الى مسار تحقيق بناء مؤسسات اكثر ديمقراطية وشمولية للجميع بل ان المؤسسات الاستحوازية التى سقطت قد تغير جلدها وتعيد خلق نفسها من جديد
والى مقال قادم

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات