لماذا تفشل الامم اصول السلطة والازدهار والفقر 7 تاليف دارن اسيموجلو – جيمس أ روبنسون ترجمة بدران حامد – مراجعة فاطمة مصطفى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 02:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفصل التاسع

فى هذا الفصل العجيب يدين المؤلفان بشجاعة نادرة اوربا الغربية وما يسمى بالولايات المتحدة الامريكية ويتهمهما بانهم السبب وراء فقر افريقيا ودول شرق اسيا وجزر الكاريبى والهند

وذلك لانها قامت بتدمير الانظمة السياسية المستقلة الحاكمة والاقتصاديات المحلية ليس فى هذه الدول فحسب ولكن فى جميع انحاء مناطق العالم التى استعمرتها

وفى غيرها قامت بانشاء مؤسسات استحوازية من الالف الى الياء بابادة مجموعات كاملة من السكان الاصليين بالكامل كما حدث فى جزر الكاريبى والهند والقيام باستيراد العبيد الافارقة وانشاء نظام المزارع

ويحكى المؤلفان عن قصص مريعة ارتكبها المستعمرين الهولندين فى جزيرة جاوة الاندونسية حيث قاموا باعدام كل السكان تقريبا وقادتهم الذين كانوا حوالى خمسة عشرة الف شخص وتركوا القليل منهم على قيد الحياة بما يكفى للحفاظ على المعرفة والخبرة اللازمة لانتاج جوزة الطيب ثم قامو بتقسيم الجزر الى ثمانية وستين جزء منحو الى ثمانية وستين هولنديا من موظفى شركة الهند الشرقية وتعلموا انتاج التوابل على يد من ابقوهم على قيد الحياة من السكان الاصليين ، واستجلبوا العبيد لتعمير الجزر بالسكان بعد ان افرغوها من سكانها الاصليين وقاموا بانتاج التوابل وبيعها باسعار ثابتة لشركة الهند الشرقية
ويقول المؤلفان اننا لانعلم الطبيعة التى كانت ستظهر عليها مسارات الدول المستقلة حيث تلاشت هذه الامال من خلال سيطرة شركة الهند الشرقية الهولندية وشركة الهند الانجليزية حيث عمدت الاخيرة فى الهند الى تدمير صناعة النسيج الهندية التقليدية لصالح الشركات الانجليزية

وبدأ الهنود فى شراء المنسوجات من بريطانيا وزراعة الافيون لشركة الهند الشرقية لبيعه فى الصين وبدأ تدريجيا عصر زوال التمدن والتحضر وزيادة الفقر فى الهند

ايضا لقد حول الاوربيين افريقيا الى الى الات حرب فيما بينها من خلال توريد الاف البنادق ليقتل السكان بعضهم بعضا ولتتحول افريقيا الى مصدر لاسر وبيع العبيد للاوربيين

وفى المناطق التى نجت من تجارة العبيد مثل جنوب افريقيا تم تحويلها الى مخزن لليد العاملة الرخيصة حيث انشأ المستعمرين البيض اقتصاد مزدوج من خلال منع السكان الاصليين من المشاركة فى فى المهن والزراعة والتجارة والمشاريع من خلال قوانين صارمة تحظر عليهم هذه المهن ، والتى لم يكونوا ليستطيعوا الاقتراب منها اصلا من خلال حرمانهم من التعليم بالاساس

الفصل العاشر
انتشار الازدهار والرخاء
الشرف بين اللصوص

بعد عام 1783 لم تعد الولايات المتحدة الامريكية المستقلة ترحب بنقل المجرمين البريطانين المدانين بجرائم مختلفة

ففكرت بريطانيا فى نقلهم الى غرب افريقيا ولكنها وللمفارقة خشت عليهم من الموت حيث كانت تسمى مقبرة الرجل الابيض لعدم مناسبة المناخ للاوربيين ولانتشار الامراض المتوطنة
فكانت استراليا هى المأوى المثالى للمجرمين لجوها المثالى وبعدها عن الانظار

ورويدا بدأ النمو الاقتصادى فى استراليا من خلال مؤسسات مفتوحة ، ذلك ان المجرمين بحراسة الجنود رفضوا العمل قسريا وبدون اجر ولم تكن هناك وسيلة لاجبارهم على ذلك ، وايضا لانه لم تكن هناك طريقة للنمو فى استراليا لقلة عدد السكان

وقد استفاد الحراس من الحريات الاقتصادية االتى منحوها للمساجين وانشأوا احتكارات لبيع سلع المساجيين

ثم بدا المساجين انفسهم فى التربح من خلال الحوافز الممنوحة لهم من قبل الحراس من امثال ماك ارثر الذى سرعان ما اصبح اغنى رجل فى استراليا من خلال تربية الاغنام

وكان ماك ارثر وامثاله نواة النخبة فى استراليا التى وجدت من مصلحتها بناء المؤسسات الاقتصادية التى كانت شمولية الى حد كبير وذلك بخلاف المؤسسات المعاصرة لها فى المجر النمساوية وروسيا والمكسيك والمجر

نعم كان هناك صراع قوى بين اطراف الصراع فى استراليا بين المدانين والحراس ولكن انتصرت فى النهاية المؤسسات الديمقراطية الشاملة التى تضم كليهما اصبح للمجرمين حق الاقتراع والتصويت والمشاركة فى الحكم

وقد كان الوصول الى هذا المسار الاصلاحى فى استراليا مغايرا لما تم فى اوربا الغربية والتى استطاعت الوصول الى المؤسسات الشاملة الديمقراطية تحت زخم الثورة الفرنسية التى اطاحت بالحكم الاستبدادى المطلق فى فرنسا

ان جذور عدم المساواة التى نلاحظها اليوم ترجع الى عدم الاستفادة من الفرص الرئيسية الموجودة فى القرن التاسع عشر ، ان البلدان الغنية اليوم هى التى شرعت فى عملية التصنيع والتغيير التكنولوجى بدأ من القرن التاسع عشر ، والدول الفقيرة هى التى لم تفعل ذلك

والى مقال قادم

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل