أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - المعارفُ والقناعات!














المزيد.....

المعارفُ والقناعات!


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعارفُ والقناعات!

ربما يكون المرء صاحب قناعة، لكنه في المقابل قد يكون محروما من المعارف، والعكس صحيح، بمعنى أن يكون المرء مثقفا غير أنه لا يدين للمبادىء والقناعات العامة بأي صلة، والمقابلة بين الأمرين قد تبدو للوهلة الأولى عديمة الجدوى وغير هامة، خصوصا حين يولد المرء في حضن حكومات سياسية راعية، وفي ظل أوضاع سياسية وأمنية مستقرة، بينما تبرز الفروق بشكل صارخ عند حدوث أي أمر جلل، وعندئذ يظهر بأن ذوي القناعات في الغالب يصمدون أمام التحديات بشكل أفضل من المثقفين، لأنه يُمكن التأكد تاريخيا بأن الفئة الأولى (ذوي القناعات) ببساطة أقل إخلالا بالإلتزامات من أصحاب الثقافة، وتلك الفئتان من المجتمع يصحُّ بأنهما طبقتان أكثر ممّا هما فئتان وذلك لتأثيرهما البالغ في سياسة الدولة من جهة، ولإكتسائهما رداءا إجتماعيا- مهنيا من جهة ثانية، ومن حسن حظ الشعوب بأن هاتين الطبقتين لا تتفقان أبدا، حتى ولو تصافحتا على المِنبر، إلاّ أنه تجري بينهما حروبا ومعاركا لتكسير العظام خلف الكواليس، وفيما ينتج عن حالة التأرجح هذه بين الإلتزام والإخلال تُكتشفُ سياسة الدولة وحقيقة مواقفها الإقليمية والدولية.
كل إنسان يعلم بأن السياسة إما أن تجعل المرء مخبولا وحانقا ذو شأن، أو مُؤمنا وحكيما يهذي في المعتقلات، أو قد يجمع بين الإثنان معا، ولكل حالة أسباب خاصة بها، تستأهل بحثا موضوعيا مستقلا، فلنحدد إذن مهنية الكلمات، العمل والمعرفة والنقد والتجربة السياسية؛ ليست مجرد ألفاظ تقديرية، بل قواعد منطقية تفرض شروط وجود نظام معين وفق ظروف وطنية واقليمية ودولية محددة، وتفيد في سن قوانين قابلة للوصف والتطبيق والتطور تبعا للتجربة، وتخطط لواقع متغيّر يستدعي تشكيل هياكل إدارية بشرية وانفراط عقدها، وغني عن البيان بأن كل ماهو سياسي وطني؛ يتميّز وفق المفهوم السابق عمّا هو سياسي إقليمي ودولي.
ربما تكون المقابلة بين الأمرين غير عادلة، فلطالما ارتبطت فكرة الدولة (كيانا) مؤسّسيا بتبني الحكم الإستبدادي، وهو في مدى التجربة السياسية التاريخية يشمل بامتداده كل التجارب البشرية الإجتماعية ( معابد دينية،مجالس شيوخ وحكماء، مجالس نواب وبرلمانات، أحزاب دينية وسياسية ألخ..)، لذا فإن العمل السياسي يستوجب دراسة مقومات وشروط تنظيم واستقرار الجماعات البشرية.
إن كافة المُمارسات السياسية على مر التاريخ؛ ليست سوى تجارب غير مؤكدة النتائج، وعليه فتبقى فرضيات واختبارات على المجتمعات، والميزة الوحيدة فيها أنه مهما اختلفت الوسائل فإن النتيجة في النهاية دائما تكون واحدة وهي هيمنة جماعة من البشر على أخرى واحتكارها للسلطة وكافة موارد الدولة، وإن عدنا لعنوان هذه المقالة (المعارفُ والقناعات)، فكم من عربة نؤمن جازمين بأنها قد فاتتنا نتيجة لتمسّكنا بالقناعات؟ لا شك بأنه ليس ثمة تناقضا أشد ضررا بمجتمعاتنا العربية بين ما ينبغي تبنّيه والعمل به، وبين ما يجب التبرّء منه ومحاربته، ولأن يُجاهر المرء بخلاف ما في نفسه فهذا جوهر السياسة، مارسه أكثر الناس قربا أو بعدا من الله، وأكثرهم ممّن يدّعون مجد القدوم من أماكن لا يعلمون حتى أين تقع.
وكما أن ميزة الحقيقة تكمُن في إبطال المُزيّف وإحباط تقدّمه، فإن أي فكرة تقوم على مبدأ الطلب الإجتماعي العام هي فكرة آمنة لأنها مبنية على قناعات وليس تقافات. وإن كان المعنى هو الثمنُ الرمزي للكلمة؛ فإن الثمن الحقيقي للكلمة هو الفعل، فمن يعد عليه الوفاء بوعده، وعليه فالمعارف والثقافة يجدها المرء فقط في المعاني الرمزية للكلمة، وأما القناعة فهي حقيقة تعني بكل تأكيد بأن على المرء دفع الثمن، وبأي إتجاه مُمكن غير اتجاه الرياح التي تهب فيها قناعاته. ولأن يُصفي المرء حساباته مع نفسه أثناء وعيه للمعاني الحقيقية لقناعاته، خير له من أن يُصفّيها بعد تلوّنها بأصباغ المعاني الرمزية للكلمة، والتي تنجح دوما في ضبط إيقاع الأفكار المُعترف بأنها تسير وفق المصلحة العامة.



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية العربية الثالثة!
- العودة المستحلية!
- دول المخاض العربي!
- هوّية الهيمنة الدّينية والسّياسية
- تقنين الفساد المالي والإداري في الدول العربية المعاصرة
- قواعد النّقد السياسي-8
- قواعد النّقد السياسي-7
- قواعد النّقد السياسي-6
- الشباك المثقوبة!
- قواعد النّقد السياسي-5
- قواعد النّقد السياسي-4
- إستثمار الإستعمار
- قواعد النّقد السياسي-3
- الحقيقة العارية
- لسوءِ الأمانة ثمنٌ وللجُبْنِ أثمانُ
- مُدّعي الأصالة مُقرٌ بالنّقلِ
- قواعد النّقد السياسي-2
- قواعد النّقد السياسي-1
- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
- أولستَ بخير!


المزيد.....




- أبعد مسبار فضائي عن الأرض.. -فوياجر -1 التابع لناسا يعود للح ...
- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...
- مؤتمر سويسرا: تحقيق السلام في أوكرانيا يتطلب حوارا بين جميع ...
- انتقادات إسرائيلية وتفاصيل جديدة تتكشف بشأن عملية القسام برف ...
- بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة د ...
- -فرقاطة إيرانية لم تستجب لنداء الاستغاثة-.. إخلاء طاقم سفينة ...
- عقبات أمام مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة
- انتقادات في صفوف ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي للقيادة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - المعارفُ والقناعات!