أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - الثقافة المناهضة للعولمة, ما العمل؟















المزيد.....

الثقافة المناهضة للعولمة, ما العمل؟


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 02:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عقب الزميل العزيز بارباروسا آكيم على مقالتي
صمت المثقفين: جنة العولمة تحت اقدام العصابيين والنرجسيين!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=603096
بقوله
"الأخ طلال يقول :
ونحن الابناء علينا احترام ابائنا وقمع ضحكاتنا وحتى لو غصصنا واختنقنا ورجعت نفوسنا اللامطمئنة الى خالقها لتشكيه ظلم الاب الرأسمالي
الأخ طلال يقول :
فيضعون ثقتهم في قوانين السوق العمياء التي تتحكم بهم بحتمية تضاهي حتمية قوانين نيوتن
الأخ طلال يقول :
زيادة نفوذ رأس المال المالي والتجاري والخدماتي والمضارباتي على حساب رأس المال الانتاجي والصناعي!

ثم بعد ذلك يسألني
تركز كثيرا على موضوعة الملكية و المقالة تناقش موضوعة الثقافة وليست موضوعة الملكية؟

انت في كل المقالة تناقش الملكية
و القضايا التي تناقشها تعود لترتبط بالأصل - حسب التحليل الماركسي -

Der Ursprung der Familie, des Privateigenthums und des Staats

ولذلك فالسيد فؤاد النمري على الفور رد على تعليقي بكلمات فريدريش إنجلز التي إقتبسها بدوره عن العَلّامة مورغان وتحديداً الفصل الأول
مراحل التطور ما قبل التاريخ

تحياتي وتقديري و إلى الملتقى"
------------
واجابتي مطولة بعض الشئ ولا يستوعبها حجم التعليق, لذا ارتأيت نشرها في مقالة منفصلة ولكونها ايضا تتطرق الى مواضيع لا تتعلق مباشرة بتعليق الزميل المذكور.
-------
اني اشرت الى هذه الفقرة كاحد العوامل المسببة لتردي الثقافة عالميا, وكما قلت في المقالة ان لغتي هي لغة البرقيات. واني اتكلم عن طريقة انتاج الثروة ورأس المال وليس عن ملكيته او توزيعه حيث ان توزيعه كما نعرف يصب عالميا في صالح تزايد الهوة بين الاغنياء والفقراء, وهذه قضية يتجنب الرفيق النمري ملامستها وكأنها الطاعون, ولكن السبب معلوم لأن منافشتها ستعني لا بد الاعتراف بوجودها, مما سيعني حتما, مع امور اخرى, قلب نظريته في موت الرأسمالية رأسا على عقب, اي ان مناقشتها, حتى بدون ربطها بموضوعة الثقافة, سيعني ان قوانين الرأسمالية لاتزال فاعلة كل الفعالية. فكيف تموت الرأسمالية ومع ذلك تبقى الرأسمالية محتفظة بقوانينها (وثقافتها) التي يزداد فعلها توحشا وفاعلية؟

ان اعادة توزيع الملكية قد يؤثر على الثقافة, ولكن كيف؟ اني لا اعلم كيف ان اعادة توزيع ملكية الاراضي الزراعية على الفلاحين في زمن عبد الكريم قاسم قد اثر على الوعي الثقافي للفلاحين او عموم المجتمع العراقي وقتها-وهذا هو الموضوع المهم او الاهم. وهذا هو استفساري لك وللكل.
انظر مثلا:
قانون تعديل قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958
http://wiki.dorar-aliraq.net/iraqilaws/law/709.html

فهل استطاع توزيع الاراضي رفع الوعي الثقافي لدى الفلاحين, بدون او مع صفوف محو الامية وقتها؟ لا استطيع الاجابة على هذا السؤال اجابة علمية وافية, ولكن شعوري المستمد من وقائع تاريخ العراق يدلل على ان توزيع الاراضي لم يزد من وعي الفلاحين الثقافي لانه لم يكن خميرة نضال الفلاحين انفسهم-فليس هنالك علاقة ميكانيكية بين البناء الفوقي والقاعدة. بل انه كان بمثابة مكرمة من الضباط الاحرار وخصوصا عبد الكريم قاسم لزيادة شعبيته وبالتالي ساهم ذلك في تعميق شعوره بالعظمة وتحقيق المزيد من تفرده في السلطة وحفر قبر لنفسه بنفسه-اي حصول ردة سياسية-ثقافية وخصوصا بعد انقلاب شباط الدموي في 1963-القوى الدينية وقتها وكألآن لعبت دورا رجعيا مقيتا. والمفارقة المحزنة ان سلطة قاسم كانت ايضا بمثابة سلطة ابوية, فكما قال قاسم انه "فوق الميول والاجتهادات". وتحالف سائرون يريد اعادة تكوين سلطة ابوية ولكن بوجوه فاسدة, وليست بوجوه نزيهة كما في حالة قاسم ومعاونيه. والفساد المالي وتفشيه هو ظاهرة مرتبطة بالعولمة. ففي العراق لم يكن الفساد الاداري والمالي متفشيا في العهد الملكي كما بشكله الحالي في العراق, وذلك بالرغم من الارتباط الوثيق بالاستعمار في العهد الملكي, وان كان ارتباط حكام العراق الآن اقوى بكثير بالقوى الامبريالية مما كان في عهد الملكية. ودستورعراق الاحتلال بعينه هو دستور الامبريالية الجديدة
Iraq’s Constitution: the Dream of “New Imperialism”
https://mronline.org/2005/10/15/iraqs-constitution-the-dream-of-new-imperialism

وهدف احتلال العراق, كما تقول مجلة الرأسمالية العالمية, الايكونوميست اللندنية, هو تحقيق الحلم الرأسمالي في العراق
Lets all go to the yard sale
If it all works out, Iraq will be a capitalists dream
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2003/09/25/lets-all-go-to-the-yard-sale

لقد كان قاسم برجوازيا صغيرا, برحوازيا وطنيا. اما هؤلاء في زعامة سائرون او في مجمل العملية السياسية فهم اتباع برجوازية كبيرة, كمومبرادورية لاوطنية, لذلك ان الكلام عن تحالف بفضاء وطني هو تلاعب اكروباتيكي بالالفاظ ولا يمت باية صلة للحقائق او الواقع.

والدليل على كلامي ان توزيع الاراضي على الفلاحين في زمن قاسم كان عملية فوقية لم تسهم في رفع وعي الفلاحين الثقافي والثوري, او ان تكون عملية التوزيع نتاج هذا الوعي, هو ان من قاوم انقلاب شباط 1963 هم بعض سكان بغداد والمدن ولم تُشاهد تحركات او انتفاضات فلاحية ضد انقلابيي شباط. اذن ان اعادة توزيع الثروة لصالح المحرومين او الكادحين لا يعني ان ذلك سيؤدي اوتومتيكيا الى رفع الوعي الفكري والثقافي لصالح ثقافة المجموع بمفهوم نيجري (كما في المصدر ادناه).

لذلك ان ما يزعمه اتباع الحزب الشيوعي العراقي بأن تماسهم او اختلاطهم مع "الكادحين!" من اتباع الصدر قد وحدّ اطرافهم ومهد لتحالفهم هو كلام لا معنى له في واقع الحال, لكون هؤلاء في اغلبيتهم هم ليسوا كادحين لعدم ارتباطهم بعمليات انتاجية لأن العراق نفسه دولة ريعية وكذلك لأن الاغلبية الساحقة من اتباع الصدر يعيشون على صدقاته او معوناته-كما يزعم هو بنفسه, وهؤلاء, بعرف الماركسية, هم من حثالة البروليتاريا وهم غير مؤهلون لتأسيس دولة ديموقراطية-مدنية حتى بمفهومها البرجوازي وبادنى المقاييس, بل انهم اعداء لدودون للديموقراطية والمدنية. ولكنهم بالطبع قادرون على تأسيس دولة ميلشيات ومافيا, والا كيف سيعيشون ويغتنون؟

وكلام هؤلاء الشيوعيين في التحالف عن العدالة الاحتماعية, خصوصا في ظروف العراق حاليا وباعتباره دولة ريعية تابعة لنظام العولمة لا علاقة له بماركس. يقول ماركس في الجزء الثالث من رأس المال
Just as the savage must wrestle with nature, in order to satisfy his wants, in order to maintain
his life and to repr oduce it, so the civilized man has to do it in all forms of society and under all
modes of production. With his development the realm of natural necessity expands, because his
wants increase--- but at the same time the forces of production increase, by which these wants are
satisfied

ومضمون الفقرة اعلاه هو انه تماما كما كان يجب أن يتصارع الانسان الهمجي مع الطبيعة من أجل تلبية احتياجاته، من أجل الحفاظ علي
حياته وتناسله، لذلك على الانسان المتحضر أن يفعل ذلك (ايضا) في جميع أشكال المجتمع و ضمن كل طرق الإنتاج. مع تطوره يتوسع مجال الضرورة الطبيعية، لأن احتياجاته تزداد ولكن في الوقت نفسه تزداد قوى الإنتاج التي من خلالها تُُشبع هذه الرغبات.

وفي حقيقة الامر ان ما يقوله ماركس هنا هو تعبير ديناميكي وديالكتيكي لهرمية عالم النفس ماسلو (الستاتيكية) في الاحتياجات الانسانية. لذا يبقى اشباع كامل للاحتياجات الانسانية صيرورة لا متناهية-والعكس يعني توقف تطور العلم والمعرفة, حاله حال الشيوعية التي هي ليست هدفا غائيا او تيلولوجيا يمكن الوصول اليه في مرحلة تاريخية معينة. انظر:
في إمكانية ومعنى أن يصير المرء شيوعيًا اليوم
أنطونيو نيجري
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=582226

في زمن العولمة الرأسمالية يتعاظم تحويل كل شئ الى بضاعة. وتصبح السياسة, في العراق كمثال, بضاعة ووسيلة للاثراء السريع. وحتى الشيوعيون المشاركون في العملية السياسية عندنا هم محكومون بنفس العصاب الاجتماعي, عصاب جمع المال وملاحقة الثروات مهما هزلت, حيث يصبح هوس جمع المال والمبالغة في التدين صنوان لبعضهما البعض البعض, وهدفهما كلاهما هو تخدير الروح والتخفيف, ان لم يكن ممكنا القضاء بالكامل على, الخوف من المستقبل الذي يتوارثه الناس ابا عن جد. والنتيجة ان شيوعية هؤلاء الشيوعيين هي صفرعلى الشمال وكذلك ان زيف شيوعية هؤلاء وزيف المتدينين سيان, ولذلك يتحالفون مع بعضهم البعض لان دينهم ومعتقدهم هو دين ومعتقد المال لا غير.

ان ظروف دولة ريعية مثل العراق تحول دون تحقيق شعار عدالة اجتماعية الذي هو شعار لا يمت للماركسية بصلة ويرفعه ايضا ناس معادون للشيوعية مثل الاخوان المسلمين و حزب البعث. ولكن حتى اذا تحققت فرضا عدالة اجتماعية بمقاييس العولمة فانها ستكون العدالة التي ستزيد من مرض الانسان وتفاقمه. وثقافة العولمة هي سبب ونتيجة في آن واحد لمرض الانسان (انسان العولمة). فاحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير الى ان اضطراب الكآبة قد تضاعف الآن اكثر من عشرة مرات قياسا بمستواه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة وان هذا الاضطراب سيتصدر قائمة اكثر الامراض انتشارا على الصعيد العالمي في عقود قليلة لاحقة, وذلك برغم التقدم الكبير الذي احرزه الطب النفسي في مجال التشخيص والعلاج . ولكن لكون ان طب نفس العولمة مريض هو الآخر وتتحكم فيه, الى حد كبير, شركات الادوية العالمية التي تحقق ارباحا بالمليارات من الدولارات سنويا والتي تحيل الامراض الاجتماعية كالفقر والبطالة الى امراض طبية تستدعي العلاج بالعقاقير من اجل زيادة ارباحها التي تتجاوز المليارات من الدولارات سنويا, يفشل هذا الطب بدوره هو الآخر, على الصعيد الاجتماعي اكثر مما هو فرديا, فشلا كبيرا. لذا السؤال هو: ما الذي يستطيع ان يفعله المثقف المناهض للعولمة التي تزيد من مرض الانسان اكثر من ان يردد صدى ما قاله الطبيب النفسي الماركسي (لاينج)
«إن واقعنا الاجتماعي على درجة كبيرة من القبح إذا نظرنا إليه من حيث الحقيقة المنفية، فليس هنالك تقريباً من جمال إلا وهو كذب.
ما العمل..؟ أبوسعنا نحن الذين لا نزال نعيش شبه أحياء في قلب الرأسمالية الشائخة الذي ما زال ينبض، أن نفعل أكثر من أن نعكس الخراب من حولنا وفي داخلنا؟ هل نستطيع أن نفعل أكثر من أن نغني بحزن ومرارة أغاني الخيبة والهزيمة؟»
Dr. R. D. Laing (طبيب ومحلل نفسي بريطاني راحل)
David Tennant to play acid-Marxist psychiatrist RD Laing in biopic
https://www.theguardian.com/film/2015/may/15/david-tennant-to-play-acid-marxist-psychiatrist-rd-laing-in-biopic



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت المثقفين: جنة العولمة تحت اقدام العصابيين والنرجسيين!
- صنوان لبعضهما: ملكه جمال ميسوپوتيميا وشيوعيو (فاشية) العم سا ...
- الملكية الخاصة, بافلوف, والشيوعية
- تحالف سائرون (16)!
- تحالف -سائرون-! (15)
- تحالف -سائرون-! (14 )
- تحالف -سائرون-! (13)
- تحالف -سائرون-! (12 )
- تحالف -سائرون-! (11)
- تحالف -سائرون-! (10)
- تحالف -سائرون-! (9)
- تحالف -سائرون-! (8)
- النقيضان: لينين وستالين
- تحالف -سائرون-! (7)
- تحالف -سائرون-! (6)
- تحالف -سائرون-! (5)
- تحالف -سائرون-! (4)
- تحالف -سائرون-! (3)
- تحالف -سائرون-! (2)
- تحالف -سائرون-! (1)


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - الثقافة المناهضة للعولمة, ما العمل؟