أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرمد السرمدي - لماذا تسمع ( نداء 88 ) ولا تسمعنا ؟














المزيد.....

لماذا تسمع ( نداء 88 ) ولا تسمعنا ؟


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجوع يمعود !, سواء كنت دكتاتورا ام ديمقراطورا, جيل الحصار الاقتصادي يفهمون ان مسبب الجوع صدام الحاكم الشبعان واميركا معا, فهم يعلمون انها كانت تستطيع ان تطيح به بأرسال جيمس بوند او حتى رامبو, هل كانت افلامهم تكذب علينا؟, اذن هذا شأنهم بأن افتعلوا لقوتهم مبالغة عقدنا عليها الامل بانهاء خدمات موظفهم طاغية العراق دون خسائر كارثية من الشعب المظلوم ما بين مطرقتهم وسندان الدكتاتور, ولما بدأ الجوع يهدد العراقي من جديد بعد 2003م فأن السبب هو الحاكم الشبعان الجديد واميركا ايضا, يعني النتيجة منطقية, ان تكون رغبة الشعب بالخلاص من الجوع متمثلة بالخلاص من مهما يكن حاكمه صديق اميركا سواء اكان دكتاتورا ام ديمقراطورا.

افهم رحمة لوالديك !, ان أسوأ ما قد يمر به العراقي هو الشعور بالجوع الذي ان تمخض عن شيء فسيكون نتيجة غير مرضية بالمرة على صعيد ادراكه لكون كل ما قد يمت بصلة للحياة اصبح سرابا للدرجة التي لا يقوى بها على ان يوفر وقود جسده بحيث تتركز هذه النقطة لتتوسع سوادا يعم كل ما قد يفكر به على مستوى تقدمه في الحياة وتطوره المصاحب المفترض لهذه الخطوات نحو يوم اخر من عمره, وليس اشد عليه من هذه المعاناة التي تأخذ اسبابها بالاضمحلال لتولد دوافع محفزة لوجود الشعور بالجوع على اساس كونه غير نابع من قيمة بحد ذاتها بل متجها لللاقيمة, لللاهدف, الا موتا بطيئا, ومع اقتراب المعاناة كمرحلة بدأت دون انذار لتواصل قضمها تلك البقايا من الشعور بالامان يفقد العراقي امانه على بقاءه حيا لولا ان الجوع يهدي طريقا لتلافيه وقد يبدوا دون عواقب وعقبات, وهنا يشمر الجوع عن ساعديه ليطعن بالمعدة ابتداء ثم الرأس الذي يتصدع من كثرة الطعنات وعبثيتها, حيث يأكل الجوع ما بقي من ارادة على السير بأي اتجاه دونما النظر الى اولوية غير الرغبة بالشبع, ان ما تراكمت عليه تواريخ البشر اللذين تمردوا على جوعهم لم تصل منها الا ثورة عليه بدأت بفرد او عديد من الافراد ثم اتجهت لتكون ثورة وقائد, حيث الجوع دافع والهدف هو الشبع الذي ستنتهي به هذه الثورة, ان ما يهمنا هنا ليس الجوع بالذات, بل ما يولده من فكر ثوري قد ينتهي بعاصفة تنتج عنها اضطرابات مجتمعية لا تحمد عقباها, وما يهمنا ايضا هو علاقة الجوع بالثورة والتغيير الاجتماعي, فكل شيء يقال ازاء الجوع في محاولة فهمه ليس بمقدار اهمية اثاره على الفرد والمجتمع, لأن الجوع حالة بيلوجية في بدايتها تتدافع ما بين جسد العراقي وعقله الذي سيبحث عن حل لها باعتبارها مشكلة وازمة البقاء على قيد الحياة, وهذه الرغبة بالعيش ليست اكثر من انذار يخاطب العراقي من داخله ليؤكد له ان فناءك اقترب, فليس هنالك اشد فعلا من ان يكون العراقي شامخا امام الشمس والجوع ظل الموت يلاحقه اينما ذهب, ان الشعور بالامان ليس مجرد تخدير لرغبة العراقي بالثورة انما هو مرحلة مؤقتة من الشبع يليها ولادة للقدرة على الثورة في وجه كل ما يمنع اتصال العراقي المستمر بالشعور بامانه من الجوع, فالجوع لا ينتظر من العراقي الا الثورة لكي يغادر شعوره, وما يعزز ويقرب من دوافع أي ثورة لانسان هو رؤيته ما قد يفعل الجوع به من خلال نظرة فاحصة على من جاعوا من حوله, وهنا يستمكن الجوع من الرغبة بالشبع ليتحول الى الرغبة بالحياة, وترتقي الرغبة بالحياة الى القدرة على البقاء حيا حينما يكون الشبع هو الضمان, فالجوع لا يتقبل الا الشبع, والشبع لا يأتي الا بالثورة ضد الجوع, بل ان محاولة الثورة بحد ذاتها كفيلة بأن تكون مشبعة, فهي تمطر الامل في عز الصحراء, لأن الجوع اشد واقوى من أي نوع من التخدير, فهو لا يتقبل ان ينزوي كشعور لحين انتهاء البحث عن جادة الشبع, بل يظل يضرب بالرأس والمعدة حينها يواجه العراقي اللامفر, واللا مخرج بشكل حرفي, حيث يثور اقل ما يثور على نفسه, فلن تسكن هذه الرغبة بالشبع لأي ترويض مهما حاولت المسلمات الواقعية ان تمهد لكي يصبح الجوع عادة, لأن الجوع ليس واقعا, انما هو فرض لواقع من قبل الشبعان, الذي يغفل كون الجوع حاجة بيلوجية تضرب كل خلية في جسد العراقي, حينما لا تنفع مبررات أي مبررات ليصمت رنين جرس انذار الموت, وتنفجر الثورة لطلب الحياة.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم مروة في الحزب الشيوعي العراقي 2018م
- أثر التشريب على مسرح الكواليس
- الهيئة العربية للمسرح تثرد بصف اللكن
- الهيئة العربية للمسرح تخوط بصف الاستكان
- مانيفستو العلمانية في بابل مع علي وجيه واحمد الحسيني وحيدر ا ...
- شاهدت مسرحية غالب العميدي
- سينوغرافيا الممثل المسرحي
- عندما يأتي الممثل متأخرا
- ما فائدة تمرينات الممثل ؟
- الجمهور يتمسك بالمسرح الشعبي ولا يعيق المسرح الا المسرحيين ا ...
- مسرح الواقعة في مقابل التسجيلي و الوثائقي
- اهانة اتحاد كتاب العرب للشعب العراقي
- انمار طه مواطن عراقي يارئيس جمهورية العراق
- أين منحة المثقفين يا حيدر العبادي ؟
- حصة المواطن العراقي من نفط الدراما منذ 2003م
- ستانسلافسكي ليس لديه طريقة في التمثيل
- اتحاد كتاب الانترنيت العرب وقانون حظر الفكر ألبعثي ألصدامي
- مهرجان المسرح ضد الارهاب في بغداد وغموض حول مشاركة بابل
- مسرحية الذباب العراقية في عرب جوت تالينت
- فرص عمل للمثقفين


المزيد.....




- اللون الأحمر يتصدّر إطلالات النجمات العربيّات والعالميات
- شاهد.. بكاء زوجة تشارلي كيرك أثناء إيصال رسالة من ابنتهما في ...
- -حماس سلمت جثة لا تعود لرهينة-.. مصدران يكشفان لـCNN مع تزاي ...
- خدمة عسكرية عن طريق القرعة.. ألمانيا تخطط لتطوير قدرات جيشها ...
- حماس تعيد رفات أربع رهائن آخرين، وإسرائيل -تقرر فتح معبر رفح ...
- مقتل 6 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة رغم اله ...
- أحمد الشرع في موسكو: أول اختبار للعلاقات بين دمشق الجديدة وا ...
- فرنسا هربت رئيس مدغشقر المخلوع، لكنها لاتريد التدخل في الأزم ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع سيلتقي ببوتين في أول زيارة له إلى م ...
- اشتباكات في غزة بين حماس وبين من وصفتهم بالخارجين عن القانون ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرمد السرمدي - لماذا تسمع ( نداء 88 ) ولا تسمعنا ؟