أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - أثر التشريب على مسرح الكواليس














المزيد.....

أثر التشريب على مسرح الكواليس


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 5898 - 2018 / 6 / 9 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


هل الجمهور المسرحي اليوم يجد من يمثله ؟, لأنني وجدت ممثل صامت وممثل لمسرح خيال الظل وراقص لا ممثل ومسرح رقمي ومسرح ظل رقمي ومسرح تمثل فيه الاضاءة ومسرح تمثل فيه الموسيقى ومسرح بلا ممثل ومسرح بلا رابط لمشاهد المسرحية فكل مشهد يتم في غرفة وعليك انت الجمهور ان تربطها حسب ما ترى ومسرح بلا مسرح حيث الشارع مكانه وثلاث ارباع الصوت صراخ او لا تسمعه وتسعين بالمئة من المشهد لا تتمكن من ايجاد ثغرة من بين المتجمهرين وليس الجمهور لكي تتابع العرض المسرحي المفترض وكثير الكثير من التجارب المسرحية التي لا يمكن حصرها ربما الا في محاولة السؤال المتواضع اعلاه.

يعد ستانسلافسكي أول مجرب في فن التمثيل لم تكتمل تجربته كباقي المجربين, سيرتاح الكثير لهذه المقدمة التي تبجل لا بل تطبل بنفس ايقاع واقع البحث الاكاديمي والنقد الفني المسرحي, فما ان تقول ستانسلافسكي حتى تفتح لك الآذان صاغية لطرب انغام لحنك الغير مخالف لثوابت اركان فن المسرح النظري, لكن ستانسلافسكي يقول فعلا في كتابه فن المسرح انه ومايرهولد قد واجهوا مشكلة انخفاض مستوى السقف الذي يعتلي خشبة استوديو الممثل مما جعلهم يفكرون بأن يكون مكان الجمهور على الخشبة حيث والجمهور جالس لن يضرب برأسه السقف, اما الممثل فسيرتاح حينما يكون السقف بعيدا عن رأسه وهو يقدم دوره في الصالة, ولأنه استوديو تجريبي فكان سهلا على ما يبدوا ان ينقل ستانسلافسكي الكراسي على الخشبة, ولم يذكر اكثر من ذلك, لكنه بهذا اصبح مجربا ومن فعل ذلك بعده اصبح بنظر محبي ستانسلافسكي مخربا, ومن هذا المطلع نبدأ اغنية حزينة لموضوع نقاشنا الحالي, حيث التجريب اصبح اقرب للتشريب وهي الاكلة العراقية التي يتم تقطيع الخبز لتحضيرها الى قطع صغيرة وتغمس جميعا في صحن مليء بالشوربة, فتذهب ملامح قطع الخبز في تماهي لا يمكن معه تحديد الفرق فيما بينها, للدرجة التي تكاد تكون كلها متشابهة, ولا ضير في حال كونها جميعا ستتعرض للآكل, ان تكون متشابهة الشكل والطعم والرائحة, لتعبر اخيرا عن هوية التشريب كوجبة احتفالية تجمع من حولها المحتفلين بمناسبة او اخرى, الا ان واقع المسرح مع اليوم قد لا يختلف مع وجود الاختلاف ما بين المسرحيين كقطع الخبز ما قبل الشوربة, فما ان يسكب التجريب على العروض المسرحية واذا بها اقتربت من حال قطع الخبز بعد سكب الشوربة, وكأن التجريب وجبة تشريب.

ان للكواليس نكهة الظلام حيث تتلون بالسواد المتباين تلك الوجوه المرتدية لاقنعة الشخصيات في تمازج مع الفنيين ليحتمي الجميع بحصن الكالوس من الجمهور, هي ميناء آمن لكل سفينة اداء لم تستعد لبحر الجمهور المتلون المزاج, الغير مضمون التقبل, لرض مسرحي, فترى في عمق الكواليس انتشار خوف من الفشل, وتشعر بقمة الرعب لو كنت فعلا اعتبرت الجمهور الد اعداءك, مع ان كسب الجمهور مهمة عتيقة التصقت بمهنة الممثل لتضمن دوامها, ولعل الوصف مبالغ فيه عند القول بأن الافر اكتين ليس الا طلبا من الممثل للخلاص من لحظات وجوده غير المريحة على الخشبة في مواجهة الجمهور, علما ان وجوده قد يكون اقل توترا للطرفين لو كان امام الجمهور وليس لأجله أو بتخيل عدم وجوده أي الجمهور كما يؤكد تكنيك ميسنر, فالحل ان تواجه واقع وجودك كممثل امام الجمهور, بالتالي ليست الكواليس ببعيدة عن فكر الممثل مع الاسف حينما يحن اليها بتخيل عدم وجود الجمهور, او حينما يهم مسرعا برمي دوره على الجمهور وكأنه حمال تنص مهنته على ملىء مركب مغادر, فالجمهور لن يغادرك لا في اداءك ولا بعده ولا في الاداء القادم, ان لم تغادر فكرة التحدي بينك وبينه, والتي ولدت الخوف من الخشبة وتفضيل الكواليس خشبة.

على صعيد التمثيل وهذا الاهم في فن المسرح بما يمكن ان يوصف به من فن مباشرة الاداء بين ممثل وجمهور, لا يتمكن المتابع للتجارب من ايجاد مسرحية واحدة يمكن اعادتها وتحظى بجمهور المحتفلين الذي يأتي في عرض الافتتاح عادة, بل وتموت فكرة انها للنخبة حينما تعرض على الانترنيت ويكون عدد النخبة اللذين سجلوا ارقام لمشاهدتها اقل من عرض الافتتاح الذي يتضمن بالضرورة صديق وقريب الخ, فما الذي يحدث فعلا؟, ان موت المسرح واعلاء شأن الكواليس يعد من تراكمات موت الممثل الذي لو وجد لكانت الكواليس محطات استراحة اكثر منها خشبة يطل منها ممثل اخرس مضيع الهوية ومختبئ تحت وصف الصامت, ولكثرة ما صمت الممثل في هذه التجارب اصبح اخرسا فعلا, وولد لنا جمهورا اخرس بالضرورة, فلما لا تجد من يمثلك على الخشبة تكون شعبا بلا مثال تقدمه الثقافة والادب والفن, بالتالي لا يمكن للمسرح ان يكون بعيدا عن التدهور في بناء هوية مواطن يبحث عن تأكيد الهوية اكثر منه بحثا عن التشكيك بها, فحينما يكون للثقافة هوية حينها يمكن السؤال عن المستقبل.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيئة العربية للمسرح تثرد بصف اللكن
- الهيئة العربية للمسرح تخوط بصف الاستكان
- مانيفستو العلمانية في بابل مع علي وجيه واحمد الحسيني وحيدر ا ...
- شاهدت مسرحية غالب العميدي
- سينوغرافيا الممثل المسرحي
- عندما يأتي الممثل متأخرا
- ما فائدة تمرينات الممثل ؟
- الجمهور يتمسك بالمسرح الشعبي ولا يعيق المسرح الا المسرحيين ا ...
- مسرح الواقعة في مقابل التسجيلي و الوثائقي
- اهانة اتحاد كتاب العرب للشعب العراقي
- انمار طه مواطن عراقي يارئيس جمهورية العراق
- أين منحة المثقفين يا حيدر العبادي ؟
- حصة المواطن العراقي من نفط الدراما منذ 2003م
- ستانسلافسكي ليس لديه طريقة في التمثيل
- اتحاد كتاب الانترنيت العرب وقانون حظر الفكر ألبعثي ألصدامي
- مهرجان المسرح ضد الارهاب في بغداد وغموض حول مشاركة بابل
- مسرحية الذباب العراقية في عرب جوت تالينت
- فرص عمل للمثقفين
- الأداء التمثيلي في مسرحية الختام ضمن المهرجان المسرحي العراق ...
- أداء الممثل في مسرحية شاورما ضمن المهرجان المسرحي العراقي


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - أثر التشريب على مسرح الكواليس