عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي
الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 21:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نقطة البحث
" إذا لم تكن الثقافة هوية وماهية فما هي؟ "
المثقف الحر مُنْتَجُ المعرفة ومُنْتِجُهَا ما زال يبدعها ويشيدها ثم يجددها مع التزام شديد بالقضايا الحياتية والحيوية
يحرك المجتمع ليجنبه الركود ويحركه العقل ليقيه الجمود
هذا المثقف مناضل وناقد ورث عن الفلاسفة حب الحكمة والشغف بالحقيقة وأخذ عن الأنبياء حب الإنسان لإنسانيته والإعلاء من شأنه وقيمته والحرص على هدايته إلى طريق وطريقة سعادته
المثقف الحر متطلع إلى القيادة يروم تحقيق المصالح من خلال السياسة مهموم بمشاكل مجتمعه لا يظهرها ليزايد أو ليتاجر بها بل ليغيرها
هذه بعض مهام رجل الدولة الذي يريده المثقف الحر ويبشر به قد لا يباشر المثقف الحكم لكنه لا يعتزله يعارض ليصلح يهادن لينصح يحرص على تسيس الفرد ومجتمعه ثم يعمل على إعادة تشكيل وعيه وضميره ليمكنه من تحقيق مصالحه وتقرير مصيره
هذا المثقف هو النخبة ولو كان وحده فهو
ألد أعداء الفساد
أشد معارضي الاستبداد
أشرس محاربي الاضطهاد
وأشرف الثائرين على دولة العبيد والأسياد
ولو سألته عن أقصى أمانيه لأجابك أن يأتي اليوم الذي يبني فيه جيلا لا يرضى عن الحرية والعدالة والمساواة بديلا
ولأن المثقف الحر بطبيعته مسيس فهو يرى أن الطغيان بكل وجوهه مدنس وأن الإنسان في كل أحواله مقدس
لذلك يُشترط في المثقف الحر أن يكون رحب الأفق بعيد النظر
لا يحجر على المعانى ولا يلغيها
لا يدعي امتلاك الحقيقة ولا ينفيها
شديد الحرص على تحرير الدلالة من القيود القبلية ومن اللانهائية
لعلمه أن النص لا يتناقض كذلك شأن الخطاب
مع إقراره أنهما قد يحملان في طياتهما بعض الاضطراب
فالنصوص عنده لا تعاني من اليتم ومع تنزيهه للمعاني عن العقم يهتم بالأنساق المعرفية المهيمنة ولا يهمل تلك المغيبة والمهمشة
لا يطرد الدين من ساحة الفعل بل ينزهه عن خطاب السفاهة والجهل ويفصل بينه وبين ما يُنسب إلى النقل من الإرهاب وحب القتل ليخلع عليه حلل المحبة والعدل ثم يقدمه إلى الإمامة في محراب العقل
#عبد_الملك_بن_طاهر_بن_محمد_ضيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟