أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي - الحبيب بورقيبة: قوة المنهج والضلع الأعوج














المزيد.....

الحبيب بورقيبة: قوة المنهج والضلع الأعوج


عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أراد محاكمة من أفضى إلى ربه فليكن منصفا متحريا للصدق دقيقا في النقل ولا يحاكمه إلا إلى كلامه بنصه لا بفهمه أو فهم غيره خاصة إذا كان هذا الشخص ذائع الصيت كالحبيب بورقيبة رحمه الله أثار جدلا واسعا في حياته وبعد موته بين قادح ومادح والرجل يستحق كل هذا الاهتمام لأنه لم يكن عاديا بكل المقاييس فهذا الشخص القيادي الفذ حداثي الفكر والمنهج قبل أن يعرف عالمنا الحداثة ساس مجتمعا قبليا تقليديا فألغى كل ما يفرقه وصهره في بوتقة واحدة عنوانها

" الأمة التونسية "

الوطن والعقل مقدسها الكرامة والعمل مشروعها وطنية تفضي إلى الكونية ما جعله يبني دولة حديثة ويؤسس لمشروع تنويري لا مكان فيه للتوريث والعشائرية إلا أنه مشوب بمحاباة جهوية استفحلت مع مرور الأيام إلى أن عزلته وكادت تستأصل مشروعه لكن الإدارة القوية ومرجعيتها الفكرية وقوة الهوية الوطنية والثقافة ذات الصبغة أو الصيغة البورقيبية

" فرحة الحياة "

كانت وما زالت عصية على التطويع إلى اليوم إلا أن في مشروع الحبيب ضلعا أعوجا لا يستقيم لكنه أفضل من كل المشاريع التي خرجت من رحم هذا الربيع ما جعل ساستنا يلهجون باسم الحبيب بورقيبة ولاء وعداء يلعنونه ويمجدونه ومع ذلك ينصفونه أتباعه يحيون مشروعه ويجددونه بزعمهم والذين يخالفونه ليس لهم أي مشروع يطرحونه ويتوقف وجودهم وشرعيتهم على مناهضة مشروع بورقيبة علهم ينجحون يوما في تغيير معالمه وما عجز كل الأطراف عن تغييب أو تغيير أو تطوير مشروع الحبيب بورقيبة إلا دليل على إفلاسهم وعدم أهليتهم ولا يزيد دورهم على نصب أو شجب التماثيل حزب بالنصب يفاخر ويلعنه الآخر وكلاهما شريك في هدم الدولة وتجويع وإذلال الشعب لتغويل وتصنيم الحزب

أما هذا الوليد الذي استهل صارخا في حي القرايعية في بيت لا يملكه اجتمع عليه احتلال أرضه وخروج والده كارها من بيته في حي الطرابلسية بعد انتقال الزوجين علي بن الحاج محمد بورقيبة سليل كراغلة مصراطة مهاجر أسلافه الذين ساقهم البحر من بلاد الفرنج موطنهم الأصلي إلى ليبيا مستقرهم الذي هجروه كذلك فارين من القرمانليين وفطومة خفاشة بنت خدوجة مزالي سليلة سوس المغرب الأقصى

أي أن الحبيب تونسي المولد مغربي الأخوال ليبي الأعمام ألباني الأصل يوناني المهاجر لكنه لم ينتسب يوما إلا إلى تونس أرض مولده ونشأته وإن كان نادرا ما يَذكر ويُذكر بأصول عائلته وهذه الأعراق التي تتنازعه كان لها عميق الأثر في سياسته وسيرته التي كانت تشده غربا فكان يثني على الغرب ويحاكيه ويستدبر الشرق بكل ما فيه كان صغير إخوته ومع ذلك ترك البيت في أول سني طفولته حيث كانت مدرسته في تونس بعيدا عن مدينته المنستير كفله أخوه محمد فاتفق وجود الحبيب في تونس مع بداية نهضة تعليمية بدأت تترجمها مدرسته الصادقية ومع أنه كان يعاني من سوء التغذية والنحول الشديد إلا أنه كان بادي النبوغ كثير الحركة نشيطا أو كثير الهرج كما أكد سيردون المشرف على مدرسته لوالده عندما زاره لم يفرح الحبيب بورقيبة بنيله الشهادة الابتدائية لأنها اقترنت بحدث أليم ألا وهو فقده لأمه لكن هذا اليتم المبكر لم يزده إلا إصرارا على النجاح والتميز تعثر ثم قام ومازال يتعثر ويقوم إلى أن ختم دراسته الثانوية في ضعف المدة المقررة لها بسبب المرض الذي كان يلازمه منذ طفولته والفقر الذي حال بينه وبين تحقيق مراده وجد في الفنون والآداب وفلسفة الأخلاق التي تميز فيها ملاذا آمنا لروحه وخير مبلسم لجراحه الغائرة يتم وفقر ومرض لكن هذا البدن العليل والجسد النحيل كان مطية الحبيب لتحقيق هدفه النبيل القضاء على أعدائه الثلاثة الفقر والمرض والموت بسبب هيمنة الاحتلال ما جعله يرفض مواصلة تعليمه في تونس أو الجزائر ليُتمه في فرنسا التي يريد تحديها ما جعله دائم الغياب عن دروس تعليم لغتها كأنه أراد أن يثبت منذ نعومة أظفاره أنه قادر على تحصيل المعارف من غير وصاية الفرنسية وما رحلته إلى فرنسا إلا لسبر أغوارها واقتباس أنوارها كأنه أراد تفكيك نظامها واستصحابه لإعادة تركيبه في بلاده ليضع أول لبنة لدولة يريدها غربية المناهج والأفكار تونسية اللسان والقرار



#عبد_الملك_بن_طاهر_بن_محمد_ضيفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تخرج الإنسانية إنسانها من إهابه ليكف إنساننا عن توحشه وإ ...
- سؤال الهوية
- بنياه تقلد وسامي: وسام الحب والسلام
- نقد وتحليل وجوه عزازيل
- الكلمات والمعاني
- الطائفية الدستورية
- تميمة الجهاد
- سؤال العقل؟
- أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل كذبة صهيونية وأحموقة عرب ...
- التسامح يبعدك عنك ليقرب الآخر منك
- أمت أناك تنهض أمتك وتتحقق رؤاك
- مَا المُقَدَّسُ مَنِ المُقَدِّسُ وَلِمَاذَا يُقَدَّسُ؟
- ما علاقة المتأول بالمعنى الأول؟
- ما الذي يجمع بين أبي عثمان وبين نابغة اليونان؟
- التحرش ينتهك حرمة المكان والزمان ويهدر كرامة الإنسان
- وليد التليلي: شاعر بلا نخبة أديب بلا مرتب ولا رتبة مبدع في ز ...
- لماذا تعج أرض العرب والمسلمين باللاجئين الأوربيين؟
- مت أيها العربي ولا تبالي
- لا نموت ولا تحجبنا القبور
- نعي براقش


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي - الحبيب بورقيبة: قوة المنهج والضلع الأعوج