أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رنا القنبر - صديقتي المسيحية في رمضان














المزيد.....

صديقتي المسيحية في رمضان


رنا القنبر

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صديقتي "المسيحية" تتجنب الإفطار أمامنا احتراماً لنا، وكنتُ أتساءل في ذات الوقت هل نحترم مشاعرهم نحن أيضا في هذا الجانب؟ أذكر يوماً، مرت جنازة مسيحي وأنا وبعض الأصدقاء نجلس بباب الخليل، دون تردد وقفنا جميعاً احتراماً وكأننا نؤدي واجب العزاء لهم .. سمعتُ يوماً أبا كمال يخبر أبي أنه لا يدخن ولا يفطر أبداً أمام الناس في رمضان ..
خالي رحمه الله كان إنساناً متصوفاً، تعمدتُ ذكر كلمة إنسان لأنه كان كذلك بأفعاله، عندما كنا نحتفل بعيد ميلاد أحد أفراد العائلة كان يشاركنا بنشيد "طلع البدر علينا" وكنا نفرح لهذه المشاركة الجميلة بعد أن نغني الأغنية المعتادة في هكذا مناسبة "happy birthday to you "، كان يبتسم لنا ويحترم اختلافنا في طريقة الاحتفال ..
هناك الكثير من الصائمين يشتمون ويلعنون لمجرد أن هناك "أزمة سيّر" في الشارع أو على باب محل لبيع "القطائف" أو "التمر الهندي"، وهنا تظهر أخلاق الصائم الحقيقي وتربية النفس..صديقي الذي لا يصوم ولا يصلي، يستفزه شتم الذات الإلهية، ويقول لي دائماً : ليتنا نصوم عن هذه البذاءة ، ليت الله حرم علينا الخروج من منازلنا في هذا الشهر لتجنب ما نراه ونسمعه الآن ..
جارتنا تأخذ حبوباً للأعصاب بشكل دائم، في رمضان أسمع صوت بكاء أطفالها باستمرار لأنها تفقد صوابها من أفعالهم، وهي تجهّز الفطور، فتضربهم، وبعد الإفطار يعيث أطفالها في الأرض فساداً أثناء نومها العميق بعد يوم شاق ومرهق ..
أسمع باستمرار جملة : "خليني صايم "، وهذا تهديدٌ واضح وصريح كفيل أن نختصر هذا الصائم ونغرب عن وجهه قبل حلول الكارثة !
صديقتي المقربة جداً تقول : لا يهمني من يفطر أمامي، هذه حرية شخصية لا علاقة لنا بها، صديقتي تعاني من دوار شديد وحالة صحية متقلبة بين الحين والآخر وتكمل صيامها بروحها الجميلة وتحترم الجميع .

لكن ماذا لو كانت صديقتي "جلوريا" المسيحية تفطر أمامنا هل كانت ستستفزنا حقاً ونبغضها؟ صديقي المهذب الذي لا يصوم ولا يصلي من سيحترم مشاعره ويعتقل هؤلاء الذين يشتمون ويلعنون أمامه؟
ماذا لو تناولت جارتنا أدويتها وأعدت الفطور لأطفالها بكل حب وهدوء وهي تعلم تماماً أن الله أعطاها الحق في ذلك، ووفرت علينا هذا العذاب اليومي ؟
ماذا لو شرب أو كمال "المجنون" الماء وتناول سيجارة أمام الناس انتقاماً من هؤلاء الذين كانوا يسخرون منه ويضربونه؟
ماذا لو طلبت صديقتي المقربة من الناس احترام دوارها الشديد وحاجتها لشرب الماء باستمرار ولماذا لم يستفز مشاعرها أحد لغاية الآن؟

هل كان عليَّ أن لا أذكر هذا كله أمامكم واختصر القول بأننا نقيس صبرنا بالآخرين، ومشاعرنا مستباحة حين نحمل ذنبها لأفعال ونقول أن الصائم يُستفز ويغضب ﻷن أحدهم لم يحترم صيامه.. لماذا ننتظر ردة فعل من الناس ونحن مقتنعين بالفعل وننتظر أجره من الله؟ المجاهرة مسألة أخلاقية في الدرجة الأولى وتعود للشخص نفسه ولا تعود لأحد غيره، كذلك عندما تحترم مشاعر المريض والخائف والحزين والفقير والتعيس وقليل الحظ والمنكوب واليتيم أنت تحترم الإنسان فيك أولاً. الدين لله ، هو وحده يحاسب.



#رنا_القنبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -قلبي هناك- في ندوة اليوم السابع
- رواية -قلبي هناك- بين الثّابت والمتحوّل
- رواية -حرام نسبي- لعارف الحسيني في اليوم السابع
- ديوان -على شفا القيامة-في اليوم السّابع
- سقوف الرّغبة على طاولة اليوم السابع
- ندوة اليوم السابع الثّقافيّة تحتفل باطفاء شمعتها السّادسة وا ...
- مزاج غزّة العاصف في اليوم السابع
- عذارى في وجه العاصفة في اليوم السابع
- مشكلة النّشر في ندوة اليوم السابع
- -مشاعر خارجة عن القانون في اليوم السابع -
- رواية تراحيل الأرمن في ندوة مقدسية
- سبيريتزما عزام أبو السعود في اليوم السابع
- الحرمان يقتل الابداع
- رواية مسك الكفاية في اليوم السابع
- حدائق الكريستال في اليوم السابع
- يوميات الحزن الدامي في اليوم السابع
- مفهوم التطبيع على طاولة ندوة اليوم السابع
- قصص صابرين فرعون في اليوم السابع
- شهادة محمد القراعين في ندوة اليوم السابع
- نجمة نمر د. محمد هيبي البيضاء في ندوة مقدسية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رنا القنبر - صديقتي المسيحية في رمضان