أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - قادة الكتل السياسية وعيد الام














المزيد.....

قادة الكتل السياسية وعيد الام


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحم الله منظر العشق والحب الشاعر الراحل نزارقباني حيث قال يوما " ان النساء الجميلات لايغْفِرْن لرجل لاذاكرة له ولاينظر في اوراق الروزنامة ويقدم لهنَ فروض العشق اليومي " . لقد إختار العالم يوم الانقلاب الربيعي في الحادي والعشرين من شهر اذار ( مارس ) يوما للام يحتفل فيه فيكرَم هذه القيمة السامية. لايوجد في الكون من لايرى في امه أجمل والطف وابهى نساء العالم واكثرهم حنانا, هكذا يرى الاسود والابيض والاصفر والاسمر, يؤمن بهذا المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والملحد ايضا. ولذلك فان الاحتفال بتكريم الام ليس موضة غربية كعيد الحب او الفالنتاين مثلا بل ربما تكون الام هي العامل المشترك الوحيد الذي تتفق عليه كل الحضارات والمعتقدات والاديان والمذاهب وبالتالي الشعوب والاقوام كتحصيل حاصل.

ان الغربي الغارق في واقعيته لايمكن له ان يتصور ويطوف ويسبح بقيمة الام الى فضاء اوسع من الحيز الضيق الذي يحدد فهمه لهذه القيمة في البيت الذي يعيش فيه ولذلك تراه يهز راسه مستغربا عندما تحاول ان تذهب به لترمز بهذه القيمة السامية الى الارض والخصوبة والوطن والاصل, عيد الام بالنسبة للانسان الغربي هو ان يحتفي بامه التي ولدته بقبلة وباقة من الزهور وهدية فتجازيه بحضن دافئ . لانقول هذا اجحافا بحق الانسان الغربي وانتقاصا في مستوى العلاقة التي تربطه بامه لان الحق يجب ان يقال في ان هذا الغربي مؤمنا كان او ملحدا تراه متميزا في اظهار اسمى ايات الاحترام والتقدير بل التقديس احيانا لمن سجَلها القدر أماَ له. ولكن يبقى الشرقي والعراقي كما نعرفه جيدا متميزا في التعبير عن قيمة الام والتحليق بها الى الفضاءات السامية الرحبة حيث انصهرت وتمازجت لديه قيمة الام ( المحلية الشخصية ) مع قيمة الام ( الوطنية ) الاوسع والاشمل لتشكل مزيجا راقيا لاإنفصام فيه يلهب مشاعره ولايتوانى عن فدائهما تحت كل الظروف وفي كل الاوقات. ولذلك اصبح معتادا ان ينطلق الاديب والشاعر والفنان ليِسقط خوالجه ومشاعره تجاه والدته الطيبة الحنونة التي تعيش معه في البيت وتحاول بكل السبل اخفاء معاناتها ودموعها من ويلات الزمن لينطلق مباشرة الى استعارة تلك المعاناة والدموع فيوظفها في البكاء والالم على امه الكبرى ( الوطن ) وهو يرى ما حلَ بها او به من بؤس وشقاء ودمار بفعل عبث العابثين وغدر الغادرين وطمع المجرمين.

ان الادب والفن يبدأ بارسال الوجه الاول من الصورة ممثلا بالام العراقية وهي تُخفي في عباءتها الطاهرة كل معاناتها والامها وهمومها ليتبعها الوجه الثاني فيشير الى الام ( الوطن ) جسدا يئن من ثقل الاحتلال والنهب والتدمير فتندفع الصورة كاملة في فعل واحد لتقصف قلب وروح وعين المتلقي فتسبب اعراضا واضحة تتمثل في احمرار شديد في الوجه ونزيف في القلب وحرقة في الروح وفيضانا في العيون.

من الطبيعي ان لاتكون تلك الاعراض حكرا على احد او مجموعة معينة بل هي حق وواجب لكل مواطن يشعر بانتمائه لامه ووطنه, ولكن يبقى السياسي الوطني الصادق - وبحكم المهنة التي اختارها لنفسه – هو من ينبغي ان تكون هذه الاعراض سببا لشقائه وعليه العمل بكل الوسائل للمعالجة منها لانه بعلاجه لنفسه انما يفتح الطريق للتخفيف من الام الكثيرين. وها هي الانباء تتحدث عن اجتماعات يعقدها قادة الكتل السياسية العراقية كل يوم على مائدة احدهم لمناقشة ما وصل اليه وضع البلد وسبل الخروج من هذا النفق المظلم.

ترى هل يقرر السياسيون العراقيون قادة الكتل السياسية الاجتماع للاحتفال بعيد الام ليس للتسامر ونحر وأكل الذبائح فقط وانما لكي يجلسوا فتُقرأ على مسامعهم احدى قصائد التغزل بالام والوطن او يُعرض عليهم احد التقارير الصحفية الدسمة الذي يتحدث عن اي منزلق ينحدر اليه الوضع واية مظاهر باتت سائدة في الشارع فتشتعل فيهم نار الغيرة ويشهد التاريخ السياسي العراقي المعاصر اهتزازا اصيلا للنخوة ولو مرة واحدة في هزة عراقية خالصة فيتنازلوا عن الانانية السياسية ويؤمنوا ان اربع اخماس مشاكل العراق كانت بسبب ايمان الحاكم والسياسي فيه ان الحياة السياسية هي ( فلم مصري ) ودور البطولة هو حصته من البداية وحتى يشاء الله امرا كان مكتوبا. عسى ولعلَ حضور كل هذا اوبعضه يساعدهم في ان يتمخض اجتماعهم عن هدية ما يقدمونها للمراة الام والارض في عيدها فتعرف عضلات وجهها نوعا من الابتسامة بعد ان انهكها همَُ وحزن وثقل الايام والسنين والعقود.

انظروا في اوراق الرزنامة واحزموا امركم واذهبوا الى اطهر النساء وانبل وطن فلهم وليس لسواهم ينبغي ان تُقدم فروض العشق العذري الطاهر النقي.
اللهم اجعل اطباقهم وكؤوسهم هنيئا مريئا عليهم وامنحنا فقط ما تملك نفوسهم من الغيرة الوطنية .



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية
- هل إشترت ايران احدى قنابل كوريا الشمالية ؟
- ليلى المسيحية في العراق مريضة
- ايران – هل أصبحت القنبلة النووية خبز النظام
- الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة
- انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟
- حظ يانصيب
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...
- وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - قادة الكتل السياسية وعيد الام