أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الفائز الأكبر في انتخابات البلدان العربية














المزيد.....

الفائز الأكبر في انتخابات البلدان العربية


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 10 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا أسوأ من ابتهاج أوساط «حزب الله» اللبناني بالانتصار «الكبير» الذي حققه «خيار المقاومة» في الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد الماضي في لبنان سوى افتخار «حركة النهضة» التونسية بحصولها على عدد من الأصوات فاق ما حصل عليه منافسها الأول، حزب «نداء تونس»، في الانتخابات البلدية التي جرت في اليوم نفسه. فإن الأغلبية التي حققها «حزب الله» وحلفاؤه من أتباع دمشق في المجلس النيابي اللبناني لا تعدو كونها أغلبية من أصل أقلية، حيث أن نسبة المقترعين كانت أقل من نصف الناخبين المسجَّلين (49.2 بالمئة)، ناهيكم بالعدد الكبير من المواطنات والمواطنين غير المسجَّلين. أما الفوز الذي حققته «حركة النهضة»، فهو على خلفية مشاركة انتخابية كادت لا تتعدّى ثلث المسجَّلين (33.7 بالمئة)!
والحقيقة الفاقعة أن الفائز الأكبر في انتخابات البلدين، وقبلها انتخابات مصر الرئاسية الصورية، إنما هو حزب المقاطعة والامتناع، حزب اللواتي والذين لا يرون جدوى من تكلّف العناء والوقت للمشاركة في انتخابات يعلمون علم اليقين أنها لن تغيّر شيئاً في سوء أحوال بلادهم، إذ أنها سوف تثبّت من جديد في واجهة المشهد السياسي الأطراف ذاتها التي تهيمن عليه والتي تتحمّل مسؤولية رداءة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها. أما سبب تلك القناعة بأن لا جدوى من المشاركة، فيكمن في طبيعة الآلية السياسية المتوفّرة، سواء تعلّق الأمر بانعدام الديمقراطية كما في مصر، أو بغياب إمكانية التغيير النوعي في نظر الجماهير العريضة مثلما هي الحال في لبنان وتونس.
فإذا صحّ أن البلدين الأخيرين يتميّزان بهامش حقيقي من الحرية والديمقراطية قياساً بمحيط عربي يُرثى له، يبقى أن الانتخابات فيهما تقوم على استخدام إمكانيات مالية وتنظيمية كبيرة لا تمتلكها سوى الأجهزة الحزبية المهيمنة التي تستقيها من سيطرتها على مقاليد الدولة أو من تمويل خارجي أو من الإثنين معاً، بحيث تسدّ الطريق أمام بزوغ بدائل نوعية. فيسود غالبية الناخبين المحتملين شعورٌ بأن الانتخابات لن تغيّر شيئاً في أوضاعهم، ولا يتعدّى التنافس فيها صراعاً على تقاسم كعكة السلطة بين فرقاء مزمنين.
فإن كانت الحال أن لا ناقة لهم في الانتخابات ولا جمل، لا ينتفعون من أحد الأحزاب القائمة بأي صورة من الصور ولا يؤمنون بإمكانية خرق حقيقي لجدار القوة والمال اللذين تحوز عليهما الأطراف السائدة، يستنكفون عن التصويت، وهم أغلبية الناس في منطقتنا. وقد عبّر عن رأيهم هذا العراقي الذي صرّح لوكالة «أسوشيتد برس» في بغداد (في خبر نُشر يوم أمس)، وبلاده تقف بدورها على عتبة انتخابات نيابية، قائلاً: «أقسم بالله، لن يتغيّر شيء. أقول لك، إنها عملية إعادة تدوير للقمامة… إنها الأحزاب ذاتها التي دمّرت العراق».
أما خير إثبات لما ندّعي عن المشاركة الانتخابية، فهو في المقارنة بين الذروات التي بلغتها في كل من تونس ومصر إثر ربيعهما الذي أفضى إلى انهيار نظامي بن علي ومبارك، وقد اعتقد الناس آنذاك أن أمامهم خياراً حقيقياً وطريقاً إلى تغيير نوعي، والحضيض الذي انحدرت إليه تلك المشاركة بعد أن جرّب الناس الأحزاب الدينية التي نصّبت نفسها بديلاً عن النظام القديم، مستفيدة من تمويل خارجي كما من لعبها على وتر الإيمان، فوجدوا أنها لا تختلف نوعياً وهي عرضة للتسلّط والفساد أسوة بمنافسيها. فلا يكفي أن تكون الانتخابات «حرة ونزيهة»، مثلما يُزعم أنها في لبنان وتونس خلافاً لما هي عليه في مصر، إن كانت شروط التنافس فيها أبعد ما تكون عن العدالة والمساواة.
أما الانتخابات الحرة والنزيهة حقاً، فهي التي يفرض فيها القانون سقفاً على مصاريف الحملات الانتخابية لا يجوز أن تتعدّاه، والتي يحرّم فيها القانون أي تمويل أجنبي لأي قوة سياسية كانت (أيننا من بلد كفرنسا يلاحق القضاء فيه رئيساً سابقاً، هو نيكولا ساركوزي، بتهمة تلقّيه تمويلاً سرّياً لحملته الرئاسية من ليبيا معمّر القذّافي!). وأما الحدّ الأدنى من العدالة والمساواة، فهو الذي يوفّره تمويل الدولة للحملات الانتخابية (في فرنسا، على سبيل المثال، يحصل المرشّحون على تمويل بنسبة ما حصلوا عليه من الأصوات). وكلّها شروط محقّقة في معظم البلدان الغربية، باستثناء الولايات المتحدة إمبراطورية المال حيث لا تمويل حكومي للحملات الانتخابية، كما في بعض بلدان أمريكا الجنوبية.
فطالما لم تكتمل شروط الديمقراطية تلك، لن يكون من سبيل أمام شعوبنا، إن أرادت الحياة وأرادت تغيير «النظام» تغييراً حقيقياً، سوى سبيل الثورة وإحياء «الربيع العربي»، على أن تكون لديها في المرّة القادمة قيادات سياسية تعبّر حقاً عن مصالحها وطموحاتها، بحيث لا تقع مرّة أخرى بين فكّي كمّاشة متساوييْن في ابتعادهما عن تلك المصالح والطموحات. عندها فقط يتحوّل الفائز الأكبر في الانتخابات العربية من فائز سلبي إلى فائز حقيقي.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وحكام الخليج: اختلاق وابتزاز
- وجه طهران الظريف ووجهها القاسم
- ماذا بعد الضربات الثلاثية على مواقع نظام آل الأسد؟
- نفاق بنفاق
- غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة ...
- يوم صدق محمد بن سلمان
- العلم التركي يرفرف في عفرين
- سوريا والاحتلالات الخمسة
- الصعود العالمي لليمين الشعبوي وشرط انهائه
- قيصر روسيا وسوريا وسياسة المكايد
- صفعة ترامب وصفعة عهد التميمي
- معضلة «التطرّف والاعتدال» في علاقة إسرائيل بمحيطها ا ...
- في تغليب العداء للكُرد على العداء لنظام آل الأسد وحم ...
- تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…
- مصيبة الشعب الكردي
- دفاعاً عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره
- استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت ...
- البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل!
- العالم العربي:”طور مضاد للثورة ليس هو ذاته غير مرحلة في السي ...
- ما دامت القوى التقدّمية عاجزة عن تشكيل بدائل قوية وحقيقية سن ...


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الفائز الأكبر في انتخابات البلدان العربية