أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - وجه طهران الظريف ووجهها القاسم














المزيد.....

وجه طهران الظريف ووجهها القاسم


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في أعقاب الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه رئيسها دونالد ترامب في العشرين من الشهر الماضي، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة مضادة تخللتها مقابلات مع الإعلام الأمريكي وندوة جرت قبل يومين في «مجلس العلاقات الدولية»، أهم الهيئات غير الحكومية المعنية بالسياسة الخارجية الأمريكية.
أما الغاية من جولة ظريف فجليّة: في الوقت الذي يحيط الرئيس الأمريكي نفسه برجلين متشدّديْن إزاء إيران ومؤيّديْن لإلغاء الاتفاق النووي معها، أحدهما في منصب وزير الخارجية والثاني في منصب مستشار الأمن القومي، وبعد زيارة لابن العاهل السعودي كان موضوع إيران أحد عناوينها الرئيسية، رأت طهران أن تحاول مواجهة هذا التيّار بلجوئها إلى «القوة الناعمة» وإرسالها الدبلوماسي الإيراني الأول ذي الوجه البشوش إلى أمريكا. أما مهمة ظريف الرئيسية فكانت إغراء المعارضين لترامب ولإلغاء الاتفاق النووي، ولاسيما أوساط الحزب الديمقراطي ومن ورائها الرأي العام الأمريكي برمّته.
ومن يشاهد فيديو الكلمة التي ألقاها الوزير الإيراني في ندوة «مجلس العلاقات الدولية» لا بدّ أن يفطن إلى مدى التكامل بين وجهي «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» الرئيسيين في الساحة الخارجية، ألا وهما الوزير ظريف واللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس». ومن المعلوم أن هذا الفيلق الأخير هو جناح «حرس الثورة الإسلامية» المختص بالعمليات خارج الحدود الإيرانية، بما في ذلك أهم ساحات تدخل إيران الإقليمية، أي العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكلّها بلدان استغلّت طهران فيها الانقسامات الطائفية. وفي حين يتميّز وجه إيران العسكري القاسم بتفضيله العمل خلسةً وبصمت، تقوم مهمة وجه إيران الدبلوماسي الظريف على تصدّر الواجهة ببشاشة وكأن حمامة السلام واقفة على كتفه.
في كلمته أمام المجلس الأمريكي، وقد كادت الابتسامة لا تفارق وجهه خلال إلقائها، بذل ظريف جهده كي يُظهر الحكم الإيراني بمظهر التوّاق لتحقيق التوافق والسلام في منطقة الخليج بدولها التسع (دول مجلس التعاون الخليجي الست وإيران والعراق واليمن). ولم يناقض خطابه ويكشف حقيقة مبغاه سوى ترداده تسمية «الخليج الفارسي» بصورة بدت وكأنها مُصطنعة ومتعمّدة لكثافة ورود التسمية على لسانه خلال أقل من ربع ساعة من الحديث، عوضاً عن تسمية «الخليج» المختصرة التي يتوقّع المرء أن يستخدمها مسؤول إيراني يتوخّى حقاً احترام سيادة جيرانه.
وقد ادّعى ظريف أن تلك السيادة هي في رأس المبادئ التي تسعى بلاده وراء مراعاتها تحقيقاً لاستتباب السلم والاستقرار في المنطقة. والحقيقة أن دعوة إيران جيرانها الخليجيين إلى إقامة علاقات مبنية على احترام متبادل ومتكافئ للسيادة إنما تبدو وكأنها قائمة على الاستخفاف بعقولهم. والحال أن النظام الإيراني نظام أيديولوجي مذهبي، يقوم امتداد سلطته الإقليمية على تجنيد قوى محلّية أيديولوجية مذهبية بحيث استطاع إنشاء إمبراطورية خاصة به هي أول إمبراطورية إقليمية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمن، وبصرف النظر عن الإمبراطوريتين العالميتين البريطانية والأمريكية اللتين توالتا على بسط نفوذهما في المنطقة.
ومهما قيل عن أخصام طهران الإقليميين، وفي طليعتهم المملكة السعودية التي هي أقدم زبائن الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط، فما من دولة بينهم تحوز على كتائب مسلّحة غير حكومية موالية لها على طراز تلك التي تُشرف طهران عليها، ولاسيما وجهها القاسم، في العراق واليمن، ناهيكم عن دولتي سوريا ولبنان اللتين تقعان خارج منطقة الخليج. وقد تعوّدنا على خطاب السيادة يصدر عن طهران ليعني حرية إيران في التصرّف الإمبراطوري في البلدان الأربعة المذكورة بحجة أن ذلك من سيادة القائمين على السلطة فيها، وهم خاضعون في الواقع للسيادة الإيرانية. وهذا يذكّرنا بدفاع واشنطن المستمر عن «سيادة» الدول الخاضعة لها، مثلما كانت تدّعي إزاء دولة فيتنام الجنوبية وحكومتها «الدُّمية» (كما كان يُطلَق عليها في ذلك الحين)، أو بدفاع موسكو في الماضي عن «سيادة» دول أوروبا الشرقية التي كانت تتحكّم بمصائرها.
هذا وقد كانت أسهل نقطة سجال استخدمها ظريف أمام الرأي العام الأمريكي سخريته من حكام الخليج الذين «يتنافسون على شراء المزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة من أجل كسب دعمها بعضهم ضد بعضهم الآخر» على حدّ قوله، وهو يلمّح إلى زيارتي ولي العهد السعودي وأمير قطر الحديثتين والمتتاليتين إلى واشنطن. وقد ترافقت الزيارتان بصفقات جديدة من الأسلحة الأمريكية تباهى بها دونالد ترامب بصورة منعدمة الشهامة. فحذّر الوزير الإيراني من أن كلفة تلك الصفقات للولايات المتحدة «ستكون أعلى بكثير من الأرباح التي سوف تُجنيها من بيع الأسلحة»، وهو وعيدٌ مبطّن من قِبَل وجه طهران الظريف نيابة عن وجهها القاسم.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الضربات الثلاثية على مواقع نظام آل الأسد؟
- نفاق بنفاق
- غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة ...
- يوم صدق محمد بن سلمان
- العلم التركي يرفرف في عفرين
- سوريا والاحتلالات الخمسة
- الصعود العالمي لليمين الشعبوي وشرط انهائه
- قيصر روسيا وسوريا وسياسة المكايد
- صفعة ترامب وصفعة عهد التميمي
- معضلة «التطرّف والاعتدال» في علاقة إسرائيل بمحيطها ا ...
- في تغليب العداء للكُرد على العداء لنظام آل الأسد وحم ...
- تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…
- مصيبة الشعب الكردي
- دفاعاً عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره
- استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت ...
- البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل!
- العالم العربي:”طور مضاد للثورة ليس هو ذاته غير مرحلة في السي ...
- ما دامت القوى التقدّمية عاجزة عن تشكيل بدائل قوية وحقيقية سن ...
- لا للقصف الجوّي الهمجي في سوريا واليمن!
- عن تدخل الدولة التركية في سوريا


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - وجه طهران الظريف ووجهها القاسم