نداء إلى غريب في وطنه

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 5861 - 2018 / 5 / 1 - 12:09
المحور: الادب والفن
    

تعال.... أيها الغارب في خط النهاية
لقد توقف الزمن عند باب الدار
تعال
لنشهد سويا على نحس نزل في ثنايا المكان
حين دنس الإنسان جوهر الإنسان
فأحال صباحات الربيع
إلى وجه كالح
كوجه كاهن أسودَ من طغيان الخطيئة
تعال...
فليس لك مأمن تلتف حوله.... أو يلتف حولك
فالطوفان قادم من جميع الجهات
سمعت جدتي تقول
إذا غضبت الشمس فأنها تحرق البحار
فتجف مياهها وتصعد للسماء تشتكي
فيسترضيها الرب ثم تعود
لتغسل وجه الأرض
من دناءة وخطيئة وظلم لا يقاوم
تعال....
فالبحر بدأ في الغليان
والماء في رحلة الصعود ينظر بالعين المجردة....
تعال أيها الغريب في وطنك
نبني من بقايا الحجارة القديمة سد
أو ننحت من أجداث هذه الأشجار البائسة الحزينة
سفينة للنجاة
نحمل فيها الوطن
ونحمل فيها كل الأشياء التي فيها رائحة الأجداد والأباء
لنكنزها لجيل قادم يولد بعد أن تقلع السماء ثوبها المدلهم
وتجف الأرض من ماء منهمر
ونتهيأ للطوفان
تعال
ليس أمامنا إلا قليلا من الوقت
كي نرفع القواعد من بيت الوطن
ونحصن الجدران...
تعال....
فالهزيمة عار
والصمت خطيئة حر
والنوم في وكر الضباع أنتحار
تعال....
فلدي بعض من سلاح أصيل
مجرب لا يمكن أن يخطئ
أو يصاب بالعجز
فلعل فرصة وحيدة تجعل الزمن يتحرك
ونستثمر الأنتصار
الموت أو الحياة ليست هي المشكلة
أن تعيش حيا وعلى وجه الوجود أسمك منقوش
تلك هي الحكمة
فحتى هذه الجبال الشاهقة يمكن أن تزول في لحظة
والبحر المحيط يمكن أن يموت
لا شيء محصن في الوجود...
تعال....
يكفينا البكاء
ويكفينا أن نستمر بالعويل
هذا فأس يحطم ويبني
وهذا محراث يشق الأرض وينتزع منها أسرار البركة
فقط تعال لتكون معي الكفة الأخرى
لنضرب معا
وجه النحس
ونزيل السواتر عن سبيل الناس...

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل