أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكيم نديم الداوودي - لموتك كل المسار يا دانا يذرف دمع الذهول














المزيد.....

لموتك كل المسار يا دانا يذرف دمع الذهول


حكيم نديم الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 19:26
المحور: الادب والفن
    


مرة اخرى اخطو نحو قبو صمتي ، لأفتح فيها نافذة لأطلّ منهاعلى ما مضى وعلى ما سيجيء، وما فيها من الصور والمواقف والنوادر فمنها هذا الخبر العاجل حول رحيل الكاتب الثوري دانا جلال والذي نقل لي نعيه الصادم صديقنا الاعلامي اري كاكه يي. فعرفنا معا شيئاً من تفاصيل يومياته في الغربة فكان دانا زاهداً في حياته اليومية،وجشعاً في تقديم خدماته وبذل اقصى طاقاته من اجل ديمومة المسيرة الوطنية والثورية.
فيا زمن شتات والضياع ما اثقل وقع خبرك على من عرفوا دانا من قريب وبعيد وأحبوه!.. فانا احدٌ من محبيه ، صحوت اليوم من غفلتي على صدمة رحيله المؤسف ومن شدة لسعات جمر دموعي ونواح النفس عليه. وفي أخرحديث تلفوني معه وقبل ثلاثة ايام من الآن، شكى لي قبلَ كبوته الاخيرة في احدى ردهات المشفى السويدي،عن مضاعفات وجع قلبه المتعب في زمن عَطب الصداقة وجفاء لقلوب ونضوب معين الوجدان. قال : يا حاكم حكيم ربما ستتحقق هذه المرة نبوءة شعراحمد شوقي مع تدهور وضعي الصحي الميئوس : دقات قلب المرء قائلةً له ـ إن الحياةَ دقائقٌ وثواني، فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها، الذِكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني !
قلتُ له لا بأسَ عليك يا دانا يا قلب الاسد وعرين الجبل، فضحكنا معاً فأردفت بضحكة اخرى ناعمة من اجل تبديد قلقه، فنصحته باجراء الفحوصات الطبية العاجلة. ابتسم لنصيحتي فقال لي انا الان في العمل سأرتاح قليلاً ثم امضي الى البيت، فليعلم الجميع ان لكل مرء زمنه سيطويه. فقلت له انا معك فاقول ايضاً: (نحن جميعاً دخلاء على هذا الزمن، بل في صلبه، ومن دمه المُراق). استعجل دانا الرحيل ولم يدعنا لنرى سوياً ظهورافقنا المُضيئ في نهاية ذاك النفق القريب، نسكب معاً نبيذ كبتَ كبواتنا المتكررة مع دموعنا الحبيسة على جنة أرض اخرى، ليست كتلك التي افترستها انياب ادعياء حفظ وترسيخ السلم العالمي، ومروجي نشرالديمقراطية،وصمتهم المتعمد ازاء دماء شهداء طريق الحرية والانسانية.
فسلاما لضميركَ النقي يا دانا الطيب ، ولزهدك الثوري ، لجرأتكَ العابرة فوق في رد الافكارالعنصرية المقيتةومداخلتك المفحمة على الاباطيل والشبهات المغرضة في تزييف تاريخ الثورات التحررية مباديء العدالة والحرية والسلم العالمي .
كنت بهيّاً يا دانا المناضل، سواء في ايام نضالك السري ام العلني. فكنتً دوماً في طليعة كل المسيرات الوطنية والاحتجاجات الجماهيرية والندوات والتجمعات الفكرية والثقافية التي كانت تنظم من قبل القوى التقدمية واليسارية في ادانة الظلاميين والانظمة الشوفينية في قمع الشعوب واضطهاد العقول النيّرة... نم قريرالعين فآن أن لتستريح، لا تخفْ شمسكَ ستظل مشرقة في قلوبنا ولن تغيب..محبيك سيمجّدون ذكركَ، وينثرون الورود في ذكرى غيابك.
فيا منْ عرفتم دانا المتألق ومواقفه الوطنية المشرّفة عبرالاعلام ومواقع الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي. ها اليوم قد ترجل عن صهوة حواد نضاله الدؤوب سواء بالكلمات أوعبرالحوار والنقاشات المنتجة. كان من اجود الاصدقاء والخلاّن في عطاء مسيرته النضالية وفي الصف الاول دوماً في سجل النضال للذود عن القيم الانسانية وعن شرف وكرامة الانسان والوطن، اراه الآن كالسابق بملامحه الدقيقه وجسده الرشيق الكاتب دانا وكأنه في مجلسنا الممتع مثل الامس مع ثلة من اصدقاءنا على امتداد الايام الموغلة بالذكريات . ومن اجمل خصاله الحميدة والنزيهة كان يحتفظ بكبرياء جواد الفارس وهو في قمة عوزه المادي يكسب قوته اليومي بعرق جبينه رغم بلوغه الستين. ومع كل ذلك الشظف المقيت يظل مدافعا عنيداً للذود عن المعاني الانسانية السامية ، وروحاٌ نقية كنقاء حمامة وديعة بين اسراب حمائم الانسانية، وصقراًشرساُ مستميتا في منازلة آكلي الجيفة ومال السُحت الحرام ومحاربة سُراق قوت الفقراء .
لك التحية .. والذكرالطيب لمأثرك الانسانية والوطنية والصبّرالجميل لأهل بيتك ولمن عرفكَ من قريب اوبعيد..ولكل من صدمه رحيلك المفاجيء وهوالآن في لحظات تأمله العميق في ماهية لغزالحياة والموت.. ولك بقية قصائدي المرسلة..
كان حلماً في مفازات ذاكرتي
فيأبى أن ينطفيء أو يغادر الى آخر المطاف
فيه كنا نتبضع إرث ايامنا السالفة
نستعيد غضارة ما مضى،
نهرق تعباً وصباً ، وابعاض قوانا ..
رواء صحوتنا المهدورة ،
شظفٌ يأخذُ بايدنا فيدّلنا على المعسرة ..
نحنُ مغفّلون فأعيانا الدوار،
والجري الحافي فوق اللهب
ووداع النهار الكسول،
والجسد الغارق في النحول
وكبوات صبواتنا المستهلكة
وانتظار مَشهدها المّملّ
كل المسار لموتك يا دانا،
يذرف دمع الذهول..



#حكيم_نديم_الداوودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا ترجل الروائي والمؤرخ د. زهدي الداوودي
- مملكة من الأطياف
- انتخب من يعبر عن صوت الشهداء


المزيد.....




- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكيم نديم الداوودي - لموتك كل المسار يا دانا يذرف دمع الذهول