أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وسيم رفعت فرحات - لروح الشهيد أحمد أبو حسين














المزيد.....

لروح الشهيد أحمد أبو حسين


وسيم رفعت فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 5857 - 2018 / 4 / 26 - 04:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أحمد أبو حسين .. لا زالت الأرض في وسعها أن تضم لرحابها شهيد ٱخر ، كانت البداية في المخيم والنهاية أيضا ..
في وقت كان فيه الخريج يلتقط الصور ويشاركها على مع الأصدقاء على الفيسبوك والكاتب يدعو أصدقاءه والمتابعين لحضور حفل توقيع روايته التي تتكلم عن الواقع والمتزوج الجديد يحتفل بأول مولود .. ربما لم ينشف قبر محمد أيوب الذي ارتقى شهيدا قبل أيام لتنغمر كتلته مع الطين ويعجن الله منها مخلوقا جديد ليأتي على هذا العالم الممتلىء بالحروب والجشع والظلم .. إستشهد أحمد أبو حسين إبن مخيم جباليا بعد إصابته مباشرة من إحدى القناصات الصهيونية في فعاليات مسيرات العودة منتهكة في ذلك حقوق الصحفين في نقل الحدث المباشر للقناوات والإذاعات الإخبارية .. دائما يصر هذا الإحتلال بأنه الأكثر بشاعة والأكثر جرأة على تنكيس الإنسانية وجعلها سراب .. الفلسطيني يزعجعم دائما وكأنه دخيل على بلاده .. هذا الإحتلال البشع الذي دائما ما ينتهك كل الحقوق ويصادر حريات الصحفيفين والأطفال وكافة الفئات المجتمعية ليجعلها عرضة للقنص والذبح والبتر والهمجية ولكل الممارسات العدوانية وذنب هذه الفئات كلها أنها تنتمي لفلسطين وتحلم مثل باقي شعوب العالم بالرجوع إلى أرضهم التي سلبت جبرا وقصرا من أعين الأجداد والٱباء .. إستشهد أحمد عندما كانت مواقع التواصل الإجتماعي تحتفي بسنة اليوم وفي لحظة عند إستقبال خبر إرتقائه شهيد تحولت هذه الصفحات الإلكترونية لمراسم وداع لشهيد الأرض الجديد .. استشهد هذا السلام والذي انبثق عن كتلة صحفية أنارت بكاميرتها الشخصية تلك الحقائق التي أخفاها الإحتلال عن العالم لتعلن للعالم أن الفلسطيني وإن كان صحفي أو مهني فهو معرض للقنص والقتل ولمصادرة حقه بالحياة وكأن الجندي الإسرائيلي إله يتحكم في مصير الأرواح .. أحمد أيضا من المخيم .. من المكان الذي يتحول كله برمشة عين لبيت عزاء .. من المكان الأكثر تكافلا وترابطا بالعلاقات الإنسانية .. الشهيد الصحفي قبل مماته بوهلة يرسم حدود القبر في مخيلته ويضع بعض الأسئلة .. ؟
_سأموت الٱن أو بعد لحظات ولكن هل يسمح لي الله بأخذ كاميرا ووضعها بجانب رأسي ؟
_هل سيحييني من جديد تحت الأرض للقاء زملائي الذين إستشهدوا ؟
_هل أستطيع إلتقاط صورا فتوغرافية تحت الأرض كأن ألقط دودة أرض تحفر من أسفل إلى أعلى للوصول لضوء الشمس ؟

هنا المجاز يتراسل مع عينيه وكأنها ٱخر الأمور التي ستدور في مخيلته فيغمض عيناه ويودع أمه قائلا ما قاله أرنستو تشي جيفارا (لا تحزني يا أمي ان مت في غض الشباب .. غدا سأحرض أهل القبور وأعلنها ثورة تحت التراب ).. هو ليس محررا ولكنه يريد القضاء على الأعداء الذين دفنو ..

إستشهد أحمد وودع هاتفه المحمول المليء بصور دخنة الكوشوك والمليء بصور الفتايات السمروات الجميلات وصور بحر غزة والميناء .. استشهد وودع خربشات جدران المخيم التي ستنمحي حتما مع قطرات الأمطار الربيعية هذه حزنا عليه ..

استشهد أحمد وبدأت الٱه الحزينة بإعلان جدارتها بالحياة حينما تصير لغة على شفاه أمه المسكينة وأباه الكادح وأصداقه الحميمين ..
منذ الٱن / المايكروفون الذي لا يعمل والكاميرا التي تلتقط صورا مغبشة والأسلاك التي ترفض الفكاك من قوقعتها والصحفي الذي لا يريد العمل لتعلموا جيدا بأن كل ما ذكر في حداد حتى إنبعاث أملا جديد ..

الرحمة والسلام لروحك يا رفيقي . لروحك السلام وانت السلام يا أحمد .



#وسيم_رفعت_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتلال يجعل منا قصصاً قصيرة
- حوار ينقصه الإتزان
- أسباب الهجرة في تساؤلات
- الخريج في غزة


المزيد.....




- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
- فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر ...
- رغم تأكيد صحيفتين إسرائيليتين.. دي نيرو ينفي مهاجمة متظاهرين ...
- معهد فرنسي مرموق يرد على طلبات المتظاهرين بشأن إسرائيل
- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
- بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ ...
- تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- بعد تداول فيديو -صراخه على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين-.. رو ...
- لا لاتفاق العار، لا للمس بمكاسبنا في حرية الإضراب والتقاعد و ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وسيم رفعت فرحات - لروح الشهيد أحمد أبو حسين