أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المستاري - كيف تصبح ثريا في سبعة أيام؟














المزيد.....

كيف تصبح ثريا في سبعة أيام؟


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيـف تصبـح ثـريـــا في سبعــة أيـــام؟



محمد المستـاري(*)


نعلم أن الشباب المغربي المعاصر كمثل غيره من شباب العالم، لديه رغبة قويـة في أن يصبح ثريا، وهي في الواقع رغبة معقولة وطبيعية، خصوصا مع اشتداد الحاجة بفعل تعدد متطلبات الحياة وغياب فرص الشغل، لكننا نأسف بشكل كبير لكوننا غير قادرين على تقديم أي طريقة أو «وصفة»، يمكن أن يصير بموجبها الشباب المغاربة أثرياء في سبعة أيام أو سبعة أعوام أو حتى سبعة عقود، ذلك لأن كل خيرات وثروات وطنهم قد وزعت بين لوبيات سياسية واقتصادية، مستعدة لضرب كل الحقوق والقوانين القاضية بالعدالة والإنصاف الاجتماعيين عرض الحائط، لكي تزيد في اغتنائها وجشعها المفرط. وهكذا يبدو أن الثري سيبقى ثريا، وأن الفقير حتما سيزداد فقرا وشقاء..

حقا إننا نستغرب كثيرا عندما نستمع لروايات المليارديرات في بلادنا وهم يتحدثون بكل فخر واعتزاز عن عصاميتهم ويتشدقون بقوة إرادتهم في صنع معالم مستقبلهم، بإبراز كيف أنهم كانوا يعيشون في قرى وبوادٍ صغيرة ومعزولة «يرعون أغناما»، ثم استطاعوا أن يتحولوا في وقت وجيز إلى كبار الأغنياء في العالم، بل إن منهم من صار له نصيبا كبيرا في البـر والبحر، ولم تعد تنقصه غير ولاية واحدة على رأس الحكومة حتى يحقق له أيضا نصيب في الجـو؟

وحقا إننا نستغرب كثيرا من أشخاص في بلادنا صاروا يتصدرون قائمة أثرياء العالم مع أن قريب عهدهم يوضح كم أنهم كانوا فقراء. إننا نقر بأن الفقر ليس عيبا، لكن حجم التحول الصاروخي الذي طرأ ويطرأ باستمرار على ثرواتهم وممتلكاتهم، هو الذي يدعونا إلى كل هذا الشك والارتياب، كما يعيد تساؤلاتنا الملحة من جديد حول التفكير في الغاية من وجود الدولة، أهي حقا من أجل ضمان المصلحة الجماعية، أم من أجل حماية مصالح الجهات المالكة؟

إن ما قاله الفيلسوف الروماني «شيشرون»، -قديمـا-، بخصوص كون مبدأ الحق، لا يتجسد دائما من خلال المؤسسات وقوانين الشعوب، هو قول يصدق كثيرا على واقع العديد من الشعوب الثالثية والمتخلفة؛ حيث يرى أنه «لا يوجد عبث أكبر من الاعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل». لأن الغرض من سن تشريعات ووضع قوانين على المقاس، ليس هو إشاعة العدل والمساواة، ولكن بهدف تحقيق منافع خاصة.

عندما نتأمل الواقع الاجتماعي في المغرب، نجد أن بسطاء الناس هم الذين تفرض عليهم الضرائب والزيادات ويجدون أمامهم عراقيل كثيرة عند ولوجهم للإدارات والمؤسسات العمومية، في حين أن كبار الملاك والأثرياء يتهربون من تسديد الضرائب ويستفيدون من امتيازات خاصة، كما يستفيدون من الريع الذي يثقل كاهل ميزانية الدولة.

لن تصبحوا أغنياء أيها الشباب، لأنه في الوقت الذي كان فيه آباؤنا وأجدادنا يخاطرون بأرواحهم ويستميتون في نضالاتهم من أجل استقلال الوطن واستكمال وحدته، ضد مدافع المستعمر.. كان آباء وأجداد الكثير من أثرياء اليوم، الذين يتبجحون بالوطنية الصادقة، خُدَّاماً أوفياء للاستعمار، وبالتالي صاروا اليوم ورثة «شرعيين» له، ما دامت الدولة لم تعمل على المساءلة بخصوص كل ثرواتهم.

لن تصبحوا أغنياء أيها الشباب، مهما أفنيتم زهور شبابكم في الدراسة والتحصيل العلمي، ومهما زادت وكبرت طموحاتهم وانتظاراتكم وتفاؤلاتكم، لأنها حتما ستنقرض في آخر المطاف، وستدركون حينها أنكم ستشتغلون بموجب عقود لن تضمن لكم حتى الاستقرار في حياتكم، وستدركون حينها أن من كان غنيا فسيبقى على حاله أو سيزداد غنا، ومن كان فقيرا فحتما سيزداد حاله بؤسا وشقاءً.

باحـث في علـم الاجتمـاع – المغـرب



#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوق كمدخل سوسيولوجي لفهم البنية والتراتبيات الاجتماعية
- أي منطق يحكم عملية الاستوزار في المغرب؟
- هكذا استطاعت السلطة السياسية التغلب على وحدة النِضالات
- شعب لا يستحي!
- شرطية المرور.. أو الحب الذي قادني إلى عكاشة
- دفاعًا عما تبقى لرجال التعليم من كرامة
- الفيضانات تفضح الفساد.. وتكشف أن أرواح المغاربة بخسة ورخيصة! ...
- المسؤولون المغاربة ما زالوا يجهلون الأسباب الحقيقية لأزمة ال ...
- عفوا فلسطين.. فضائياتنا الإعلامية منشغلة الآن!
- يريدون خلق جيل من الضباع
- ملاحظات على الخطاب الملكي الأخير حول قطاع التعليم في المغرب
- عذرا زملائي، أوراقي كانت مبعثرة
- في ذاكرة معطل
- ألان تورين منتقدا السوسيولوجيا الكلاسيكية
- ثورات عربية دامية.. ومكتسبات مفقودة.. وإرادة مسلوبة!!
- هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغ ...
- إلى الزمزمي، كيف يمكنني أن ألاقي الملك ليمنحني رخصة نقل كعطا ...
- العدالة والتنمية: -مَا يْخَسَّرْ خَاطَرْ، مَا يَقْضِي حَاجَة ...
- إلى رمة المزاح برنامج جديد: -المدام مسافرة- على القناة الثان ...
- لماذا يجتمعون في -قُبَّةِ- البرلمان؟ / الأسئلة المحرجة.. وال ...


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المستاري - كيف تصبح ثريا في سبعة أيام؟