أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عادل زكي - (عسكرة الشرق الأوسط) للباحثة سحر حنفي محمود















المزيد.....


(عسكرة الشرق الأوسط) للباحثة سحر حنفي محمود


محمد عادل زكي

الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عسكرة الشرق الأوسط
---------
سحر حنفي محمود
قسم الدكتوراة في العلوم الاقتصادية
كلية الحقوق، جامعة الاسكندرية
---------

من أكثر المناطق توتراً في عالمنا المعاصر يحتل الشرق الأوسط موقعاً متميزاً، وتتبدى مظاهر هذا التوتر في الصراعات الحدودية، والاضرابات في العلاقات الثنائية بين الدول،(1) والهجرة غير الشرعية، وتهريب المخدرات والأسلحة، والاتجار بالبشر. كما تبرز جلية على صعيد الاستعداد الدائم والمتأجج للمعارك الحربية الوشيكة، وهو الأمر الذي استصحب، بالتالي، الإنفاق المتزايد على التسليح من قبل دول الشرق الأوسط بصفة خاصة الدول التي تمثل بؤر التوتر، والتي صار الأمن العسكري هاجساً لا يغادر قادتها، وفيما يلي نحاول باختصار، بطبيعة الحال، ترسيم الخطوط العريضة التي تحدد ملامح التوتر العسكري في الشرق الأوسط خلال عشرين عاماً تقريباً (2000-2018) وسوف نعتمد على التقارير الصادرة عن المؤسسات البحثية الدولية كالمعهد الدولي لأبحاث السلام في استكهولم (SIPRI)(2)
(1)
فقد تزايدت احتمالات تفجر مواجهات عسكرية مباشرة في شرق المتوسط في فبراير 2018، فعقب اعتراض البحرية التركية لسفينة تابعة لشركة إيني الإيطالية كانت تستكشف الغاز قبيلة السواحل القبرصية، قامت إيطاليا بنشر قطع بحرية في المتوسط لحماية عمليات التنقيب التابعة للشركة، كما عززت مصر من انتشار قواتها البحرية بالقرب من حقل ظهر النفطي وتمركزت حاملة الطائرات المصرية ميسترال بالقرب من منصات الأنتاج، كما تصاعدت التوترات علي السيطرة منطقة البلوك 9 بين لبنان وإسرائيل عقب تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، بالتصدي عسكرياً لعمليات التنقيب وتهديد زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله في 16 فبراير 2018 بالرد عسكرياً علي إسرائيل في حال اعتدائها علي حقوق لبنان في استكشاف الغاز قبالة سواحلها.
(2)
نظمت الدول المطلة علي المتوسط عدة مناورات عسكرية ضخمة، فقد أعلنت تركيا اعتراضها التام علي تنفيذ مناورات "ميدوزا-5"(3) بين مصر واليونان، والتي عقدت خلال الفترة من 3 أكتوبر الي 4 نوفمبر 2017، وادعت أنقرة أن المناورات تخالف معاهدة باريس للسلام عام 1947 التي تحظر التدريبات العسكرية في رودس، وقامت تركيا بإرسال طائرات استطلاع لجمع المعلومات عن خطط سير هذه المناورات.
ولم تمر أيام علي إنتهاء المناورات المصرية- اليونانية حتي أعلنت تركيا أنطلاق مناورات عسكرية مشتركة تحت مظلة حلف الناتو تحمل مسمي "الحوت الأزرق" خلال الفترة من 7 الي 16 نوفمبر 2017 بمشاركة كل من الولايات المتحدة وبلغاريا وبريطانيا ورومانيا وتركيا، وقامت إسرائيل أيضاً بأجراء عدة مناورات عسكرية في المتوسط كان أبرزها المناورات البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة في مايو 2017، والتدريبات التي أجرتها مع قبرص في ديسمبر 2017.
أما روسيا فقد نظمت عدة مناورات بالقرب من السواحل السورية، ففي يوليو 2017، أغلقت روسيا أجواء المياه الدولية في شرق البحر المتوسط، استعداداً لمناورات أجرتها القوات البحرية والجوية الروسية بالذخيرة الحية، وسبق أن أجرت روسيا مناورات مماثلة في مايو 2017 امتدت بعض فعالياتها الي السواحل الليبية، وتخللت هذه المناورات عمليات إطلاق صواريخ من الغواصات الروسية في المتوسط.
(3)
حصلت الدول المطلة علي البحر المتوسط علي منظومات تسلح نوعية لتعزيز قدراتها العسكرية حيث امتلكت مصر حاملتي مروحيات من طراز "ميسترال-أ" وتسلمت غواصتين هجوميتين من طراز "209" من ألمانيا، و4 فرقاطات من طراز "الفتح" تم تصنيعها بصورة مشتركة مع فرنسا، وتعاقدت علي 50 مقاتلة من طراز "ميج-29إم"، 46 مروحية هجومية من طراز "كا-52"، ونظام "إس-300 في إم" للدفاع الجوي من روسيا.
وتسلمت إسرائيل في مطلع عام 2017 الغواصة النووية الألمانية من طراز "دولفين"، وفرقاطة من طراز"ساعر-6"، و2 من المقاتلات متعددة المهام "إف-35" من الولايات المتحدة، فضلا عن التصنيع المشترك لصواريخ "السهم2" و "السهم3" مع الولايات المتحدة.
أما تركيا فقد أنهت التعاقد للحصول علي منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" في ديسمبر 2017 بقيمة 2,5 مليار دولار، علي الرغم من اعتراض الولايات المتحدة وتحفظات حلف الناتو، حيث تخطط روسيا لتوريد هذه الصواريخ الي تركيا في مارس 2020.
وكشفت تقارير تسليم الأسلحة في عام 2017 الصادرة عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي، عن تسلم الجزائر في عام 2016 فرقاطتين من طراز "ميكو آية- 200" من ألمانيا، و 14 مقاتلة من طراز "سوخوي-200 أم كي أي"، ومروحيات هجومية من طراز "مي-28 إن إي"، و200 دبابة من طراز "تي-90 إس اية" من روسيا ضمن التعاقد علي صفقات تسليحية ضخمة مع روسيا.
(4)
وعلي مدار العامين الماضيين عكفت روسيا علي توسيع وتجهيز قاعدتي طرطوس البحرية(4) وحميميم الجوية(5) كي تصبحا مؤهلين لاستيعاب الوجود العسكري الروسي طويل الأمد في سوريا، وأصبحت القاعدتان نقاط ارتكاز للانتشار العسكري الروسي في البحر المتوسط، الذي تعتبره بعض الدول الأوروبية اختراقاً لمجالها الحيوي في جنوب المتوسط.
وقامت مصر بإفتتاح قاعدة "محمد نجيب" في مرسي مطروح في يوليو 2017، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويضاف الي ذلك القاعدة العسكرية في "سيدي براني" قرب الحدود مع ليبيا، وهو ما يعد مؤشراً علي تصاعد تركيز مصر علي تأمين الجبهتين الشمالية والغربية.
وقامت إيران بتأسيس عدة قواعد عسكرية في سوريا، ففي ديسمبر 2017، نفذ الطيران الإسرائيلي غارات جوية مكثفة علي قاعدة عسكرية ومنصات صواريخ ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا.
ورصدت تل أبيب وجود محاولات إيرانية لنشر غواصات في المواني السورية، وهو ما دفعها لتعزيز انتشارها العسكري في البحر المتوسط حيث نشرت منظومات متقدمة للإنذار المبكر ومنصات القبة الحديدية المضادة للصواريخ وزوارق دورية.
(5)
يعد الصراع علي احتياطات الغاز ضمن المحفزات الأساسية للتوترات في البحر المتوسط فعلي الرغم من وجود بعض الأتفاقيات علي ترسيم الحدود البحرية ونطاقات التنقيب عن الغاز فإن قطاعات واسعة لا تزال موضع نزاع بين دول المتوسط.
ويستدل علي ذلك بقيام تركيا في يوليو 2017 بالضغط علي قبرص لوقف تنقيب شركة توتال الفرنسية عن الغاز في مياهها الإقليمية وأرسل الجيش التركي سفناً وغواصة للمراقبة والاستطلاع لعرقلة عمليات التنقيب، كما أعلنت أنقرة أنها تعتزم البدء في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في منطقتي البحر المتوسط والبحر الأسود فضلاً عن الأتفاق مع روسيا علي مد خط "توراك ستزيم" الذي يمر عبر البحر المتوسط الي أوربا والتفاوض مع إسرائيل علي إنشاء خط أخر للغاز عبر المتوسط.
وتعتزم إسرائيل استكشاف 24 قطاعاً بحرياً في شرق البحر المتوسط مجاورة لحقل الغاز ليفياتان، وهو ما دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية لشراء منظومة صواريخ ونظام للتحكم والمراقبة لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط في يوليو 2017 بتكلفة 430 مليون دولار.
وتقوم شركة "سيويوز نفت جاز" الروسية بالتنقيب في إطار اتفاقات تطوير حقول الغاز والنفط البرية والبحرية بين موسكو ودمشق، كما تقوم شركة " نوفاتيك" الروسية بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل اللبنانية ضمن كونسورتيوم دولي يضم "توتال الفرنسية" و "إيني الإيطالية".
وفي أكتوبر 2017 تمكنت شركة "روس نفط" الروسية من إتمام صفقة شراء 30% من مشروع "حقل ظهر" المصري للغاز بقيمة 1,25 مليار دولار، وبذلك تصبح الشريك الثالث في إدارة الحقل المصري العملاق مع "إيني الإيطالية" التي تملك 60% من المشروع و "بي بي" البريطانية التي تملك 10% من المشروع.
ويتصل ذلك بتحول مصر الي مركز إقليمي للطاقة في ظل اكتشافات الغاز الضخمة في المياه الإقليمية المصرية وخطط التحول لمركز لتسييل وإعادة تصدير الغاز ونقطة تقاطع لمسارات أنابيب النفط الإقليمية الواصلة الي أوربا.

(6)
شهدت منطقة شرق المتوسط صعودا للتحالف المصري- اليوناني- القبرصي في ظل تقارب مصالح الدول الثلاث، حيث عقدت خلال الفترة من نوفمبر 2014 حتي نوفمبر 2017 خمس قمم لقادة الدول الثلاث كان آخرها في قبرص لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري، وخلال اجتماع وزراء دفاع الدول الثلاث في ديسمبر 2017 في مدينة لارنكا في قبرص تم الاتفاق علي تأسيس آلية للتنسيق والتعاون العسكري تشمل عقد اجتماع سنوي لتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية.
وفي المقابل اتجهت تركيا لتعزيز تحالفاتها الإقليمية من خلال الانتشار العسكري في قطر وسوريا والسعي لتأسيس قواعد عسكرية علي البحر الأحمر، حيث افتتحت تركيا قاعدة عسكرية بجنوب العاصمة الصومالية مقديشو في 30 سبتمبر 2017.(6)
وسعت أنقرة خلال زيارة الرئيس رجب طيب اردوغان الي السودان في ديسمبر 2017 لضم الخرطوم الي التحالف التركي- القطري والسيطرة علي نقاط استراتيجية في مسارات الملاحة البحرية في البحر الأحمر بتولي إدارة وتطوير جزيرة سواكن السودان.
(7)
لم تحسم بعد الخلافات حول ترسيم الحدود بين المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل والمياه الإقليمية اللبنانية، كما تهيمن إسرائيل عسكرياً علي المياه الإقليمية لقطاع غزة، وفي السياق ذاته توظف تركيا الخلافات الحدودية بين شطري الجزيرة القبرصية لفرض نفوذها علي البحر المتوسط. ولم تنته الخلافات المغربية- الجزائرية حول ضبط الحدود المغلقة بين الدولتين، وهو ما كشفته تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل التي اتهم فيها المغرب بغسيل "أموال تجارة المخدرات عبر الاستثمارات في أفريقيا" في أكتوبر 2017، واحتجاج الأمن المغربي حول تسهيل الجزائر عبور لاجئين سوريين الي المغرب في أبريل 2017، ويرتبط ذلك بالمواقف المتعارضة للدولتين من عدة قضايا من بينها مصير الصحراء المغربية وحقوق سكان منطقة القبائل الأمازيغية في الجزائر.
(8)
تتبع بعض دول المتوسط سياسات التدخل العسكري في دول الجوار مثل قيام تركيا بتنفيذ عملية "غصن الزيتون" في يناير 2018 للسيطرة علي عفرين السوريه، وسبق وأن قامت تركيا بنشر قواتها في مدينة إدلب السورية في أكتوبر 2017 ضمن اتفاق لخفض التصعيد توصلت اليه أنقرة مع إيران وروسيا. وتحولت روسيا الي فاعل إقليمي مركزي نتيجة الانتشار العسكري الدائم لموسكو في البحر المتوسط انطلاقاً من قواعدها العسكرية في سوريا، وعززت إيطاليا كذلك من وجودها العسكري في ليبيا والنيجر في يناير 2018 ضمن خطط التصدي للهجرة غير الشرعية وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية المحلية لمواجهة التهديدات.
(9)
الشرق الأوسط إذاً هو أرض المعارك الضارية بين شركات السلاح من جهة، وشركات النفط والطاقة من جهة ثانية(7)، وشركات الإنشاءات والتعمير من جهة ثالثة، أي أرض الصراع بين الشركات الإمبريالية دولية النشاط، ووراء كل شركة تقف دولة بكل ما تملك من ترسانة عسكرية وسياسية وإعلامية. وسيكون بحثاً عبثياً كل بحث علمي لا يأخذ في اعتباره أن خروج الرأسمالية العالمية من أزمتها إنما يتوقف على مدى تأجيجها للحروب وخلق بؤر التوتر، وإثارة الفتن الطائفية، والصراعات الإثنية.


-------------------------------------
الهوامش
(1) فمع بدايات القرن وقعت الاشتباكات المسلحة بين أسبانيا والمغرب في جزيرة ليلي في يوليو 2002 نزلت على شواطئ الجزيرة مجموعة من الجنود المغاربة لغرض مراقبة عمليات الهجرة الغير شرعية حسب تصريحات الحكومة المغربية. كان رد الجيش الأسباني محاصرة الجزيرة برا وجوا والقبض على الجنود المغاربة وتعمد تسليمهم إلى السلطات المغربية عبر الحدود عند سبتة في خطوة تاكيدية لسيادة إسبانيا على سبتة وجزيرة ليلى. وفي يوليو 2011 هدد القذافي بشن هجمات صاروخية ضد الدول الأوروبية وهو ما قاد مجلس الأمن الدولي لتبني قراراً يقضي بفرض حظر على الطيران فوق الأجواء الليبية واتخاذ كافة التدابير الضرورية الأخرى لحماية المدنيين من قصف القوات الموالية للقذافي، في الوقت الذي توعد فيه القذافي بمهاجمة بنغازي. وصوتت على القرار الذي رعته بريطانيا وفرنسا ولبنان والولايات المتحدة 10 دول وامتنعت 5 دول من الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن. وتضمنت مسودة القرار فرض"حظر على كافة الرحلات في الأجواء الليبية عدا رحلات طائرات الاغاثة". ويخول القرار الدول الاعضاء اتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية المدنيين والمناطق التي يقطنها المدنيون المهددون بالهجمات. ويشدد الحظر على تصدير الأسلحة الى ليبيا بدعوة جميع الدول الأعضاء إلى "تفتيش كافة السفن والطائرات القادمة من ليبيا او الذاهبة اليها". كما يدعو الى توسيع تجميد الأرصدة الليبية بما فيها سلطة الاستثمار الليبية والبنك المركزي الليبي وشركة النفط الوطنية الليبية. ومن ثم صار البحر المتوسط مسرحاً للهجمات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي علي ليبيا. أضف إلى ذلك إشكاليات الهجرة غير الشرعية والتهريب ونشاط عصابات الجريمة المنظمة، والتغير المناخي والتوازن الديمغرافي وأزمات الهوية وتذبذب أسعار النفط، وتفاوت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بين ضفتي المتوسط، وتهديدات الفاعلين المسلحين من غير الدول لأمن المتوسط، خاصة الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم "داعش" وفروع تنظيم القاعدة، والميلشيات المسلحة في مناطق الصراعات الداخلية في سوريا وليبيا، وعصابات التهريب العابرة للحدود.
(2) تشمل سلسلة منشورات المعهد
SIPRI Yearbook: Armaments, Disarmament and International Security
SIPRI Monographs
SIPRI Research Reports
SIPRI Chemical & Biological warfare Studies
SIPRI Policy Papers
SIPRI Insights on Peace and Security
SIPRI Fact Sheets and Policy Briefs
Multi-author volumes
Pocket-size summaries of the Yearbook in English and a number of other languages
(3) ذكر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر محمد الرفاعي أنه: "من المقرر أن تشارك في التدريب حاملة المروحيات "سجم أنور السادات" طراز ميسترال، والفرقاطه "سجم تحيا مصر" طراز فريم، والغواصة "41"، وعدد من القطع البحرية اليونانية بالإضافة إلي تشكيل من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز إف 16".
(4) هي منشأة عسكرية تابعة للبحرية الروسية في ميناء يقع في مدينة طرطوس، سوريا. اعتبر الخبراء منذ وقت طويل أن رفض روسيا التخلي عن تلك المنشآت في سوريا الحليفة منذ العهد السوڤياتي، من الأسباب التي تدفع السلطات الروسية إلى مقاومة الضغوط الغربية الرامية إلى إرغامها على التخلي عن الرئيس بشار الأسد. غير أن القاعدة متواضعة نسبيا وفيها عدد قليل من العاملين والميناء ليس عميقا بما يكفي لترسو فيه كبرى البوارج، حتى أن بعض المحللين يعتبرون أن كلمة "قاعدة" غير مناسبة بينما يفضل الجيش الروسي استعمال عبارة "نقطة إمدادات ومساعدة تقنية".
(5) قاعدة جوية عسكرية روسية تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية في محافظة اللاذقية، سوريا. وتتشارك القاعدة بعض مسارات الهبوط مع مطار باسل الأسد الدولي، لكنها فقط محصورة للعمال الروس. كانت القاعدة صغيرة المساحة حيث أنها مخصصة سابقاً للطيران المروحي، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة. وقد وقعت روسيا اتفاقا مع سوريا في أغسطس 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.واستخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة السورية .وبعد مرور سنة على التواجد الروسي أعلنت روسيا عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
(6) افتتحت تركيا رسميا قاعدة عسكرية كبيرة بجنوب العاصمة الصومالية مقديشو. وتعد القاعدة، التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا. وتقع القاعدة على ساحل المحيط الهندي، وتعمل بطاقة تدريب تصل إلى 1500 جندي صومالي. والهدف الرئيسي من إقامة هذه القاعدة هو المساعدة في إنشاء جيش صومالي قوي قادر على مواجهة حركة الشباب الإسلامية المتشددة وغيرها من الجماعات المسلحة.
(7) تعتبر شركات النفط العالمية الكبرى من أقدم المشروعات دولية النشاط. وقد شهدت السوق العالمى للنفط مراحل مختلفة لسيطرة عدد محدود مِن شركات النفط العملاقة على جانب كبير من تلك الأسواق؛ فخلال الفترة من 1928 وحتى 1938، تم توقيع عدة إتفاقيات بين ثلاث شركات كبرى تهدف إلى تقسيم العالم بين كارتل: ستاندارد أويل أوف نيوجيرسى (إكسون موبيل حالياً) وشل، وبريتش بتروليوم (الإنجلو/إيرانيان) ثم إنضم إلى هذا الكارتل: ستاندارد أوف نيويورك وستاندارد أوف كاليفورنيا وجولف وتكساكو، وأضيف إليهم منذ أواخر الخمسينات الشركة الفرنسية للنفط. ولقد كان هذا الكارتل حتى عام 1949، يسيطر على 97% من إنتاج النفط فى النصف الشرقى للكرة الأرضية، وعلى نحو 80% من إنتاج أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى. وبشأن الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقتها بالنفط وجبروت حروبه، فنحن أمام أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ متعطشة للنفط، تلك المادة التى تُحرك صناعاتها، وأساطيلها وجيوشها، ومن أجل ذلك شنت حروباً مفتوحة لا نهاية لا، ومن أجل ذلك أيضا استقدمت المؤسسة الرأسمالية الدائمة إلى إدارة الولايات المتحدة"رئيس حرب"، هو رجل نفط وإبن رجل نفط، هو جورج بوش، كما إستقدمت له نائباً سبق وأن شغل منصباً مرموقاً لأكبر شركة لخدمات النفط فى العالم ومركزها تكساس، هو "ديك تشينى" ووزيرة خارجية، وهى التى ستأتى فيما بعد كمستشارة للأمن القومى كونداليزا رايس، والتى كانت عضو مجلس إدارة كبرى شركات النفط التى دشنت إحدى ناقلات النفط العملاقة حاملة إسمها. إنه الفريق الذى أتى كى يُدير الحرب المفتوحة، فى العراق، من أجل النفط. وبعد سنة واحدة من غزو العراق، وحسب ما ورد فى صحيفة "الفاينانشال تايمز" زادت أرباح شركة "هاليبرتون" 80%، وزادت أرباح شركة بكتل 160%، وزادت أرباح شركة شيفرون تكساكو 90%، أما أسهم شركة "لوكهيد مارتن" لصناعة الأسلحة فزادت 300% خلال سنة منذ تولى جورج بوش الحُكم. وتعود العلاقة بين الزيت وبين القوة العسكرية إلى السنوات اأاولى من القرن العشرين؛ حينما حولت القوى المتحاربة، ألمانيا، وبريطانيا العظمى أسطولهما البحرى من التسيير بالفحم إلى التسيير بالنفط. ولما كانت بريطانيا تَفتقر إلى الزيت، فقد وجدت نفسها مُعتمدة على إحتياطيات النفط فى الشرق الأوسط، ولهذا أصبحت حماية هذه الاحتياطيات حاسمة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. فظهور الدبابة والغواصة والطائرة المقاتلة التى تعمل بمحرك ديزل، عمل على تعميق أهمية الزيت، وعند نهاية الحرب كان الوصول إلى النفط وبصفة خاصة النفط فى المناطق البعيدة؛ عاملاً رئيسياً فى التخطيط الاستراتيجى للقوى المتنافسة.وأستمر الوضع على ما هو عليه بعد الحرب. وحاولت بريطانيا، التى كانت حينئذ مسيطرة فعلياً على حقول الزيت فى إيران، أن تمد نفوذها إلى الحقول فى العراق والكويت. وكانت فرنسا هى الأخرى تبحث عن موطىء قدم فى هذه المنطقة. وركزت اليابان على منطقة الانديز الشرقى الهولندى، والتى كانت منطقة مُنتِجة آنذاك للنفط. وبدأت الولايات المتحدة بحثها عن النفط على إمتداد الحافة الجنوبية للخليج، كانت كُل هذه القوى، إضافة إلى ألمانيا والإتحاد السوفيتى، تعرف أن الوصول إلى الزيت سيكون سبب النصر فى الحرب القادمة، ولهذا كرس الجميع، عندما إندلعت الحرب العالمية الثانية، قوات أساسية للحصول عليه. ولقد قدمت اليابان نموذجاً واضحاً للإقدام على الحرب من أجل النفط؛ فلم تكن اليابان مؤمنة من تلك الجهة، وكان شبح فقد أو نقص النفط دائماً ما كان يتراقص أمام أعين القادة فى طوكيو، ولذلك كان القرار هو الاستيلاء على الحقول المنتِجة فى منطقة الانديز الشرقى الهولندى. قامت اليابان بالعدوان على حقول النفط وهى تعلم يقيناً أن أمراً كهذا لا شك يثير غضب الولايات المتحدة، فكان القرار الثانى هو توجيه ضربة عسكرية إستباقية إلى الأسطول الأمريكى فى بيرل هاربر فى هاواى. ومن ثم صارت الولايات المتحدة أحد اأطعضاء الرئيسيين فى دائرة القتال العالمى. ولم يكن التقدم، المؤقت، الذى أحرزه الزحف الألمانى فى الأراضى السوفيتية فى عام 1941، إلا من أجل النفط، بالسيطرة على الآبار فى منطقة القوقاز.أدركت الولايات المتحدة ما بعد الحرب أن الدور الذى يلعبه الزيت هو دور فيصلى ويتعلق بالأمن القومى، ومن هنا عملت دوماً على ترسيخ وجودها فى الخليج العربى ضماناً لانسياب النفط. ولم يقتصر هذا التواجد فقط على الخليج العربى وإنما إمتد إلى العديد من الأجزاء على مستوى العالم؛ وتظهر إعتبارات أمن الزيت بالنسبة للولايات المتحدة فى برنامج المساعدة العسكرية لاذربيجان وكازخستان، فوفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية فإن جزءً مهماً من مبلغ الخمسين مليون دولار المخصص لأذربيجان فى السنة المالية 2004 سيُنفَق من أجل تعزيز "أمن الحدود البحرية" للبلد؛ وفى كازخستان تستخدم المساعدة الأمريكية لتجديد القاعدة الجوية القديمة من العهد السوفيتى فى "أتيروا" على الساحل الشمالى لبحر قزوين، قرب حقل زيت "تنجيز" الغنى بالزيت. ومن أجل الزيت كان الزحف السوفيتى على أفغانستان وصولاً إلى المناطق الأبعد الغنية بالنفط، ومن أجل الزيت تم قذف العراق، ومن قبله أفغانستان، وإن كان السبب الأكثر أهمية، بتصورى، هو ضبط أسواق المخدرات التى كادت تشهد الانفلات على صعيد الإنتاج والتوزيع العالميين. ومن المعروف مدى إرتباط بارونات المخدرات وأباطرة الدواء بتلك السوق. ومن أجل الزيت تم قذف ليبيا، وإن الأمر لا يقتصر على العدوان العسكرى من أجل تثبيت الأقدام وضمان الإمداد المستمر، وإنما يصل إلى المشاركة الفعالة فى الانقلابات العسكرية وتأجيج الحروب الأهلية والصراعات الآثنية خلقاً لبؤر التوتر على الصعيد العالمى وهو الأمر الذى يضمن عدم تولى حكومة وطنية السلطة فى بلاد الزيت. ومن أجل الزيت، كذلك، تدور حروب مريرة فى نيجيريا البلد الرئيسى المنتِج للنفط فى أفريقيا بعد أن نهب الجنرالات الثروة، ولم تكن دول حوض بحر قزوين أحسن حالاً فلقد شهدت تلك المنطقة أيضاً صراعاً دموياً سقط معه عشرات الضحايا وبصفة خاصة فى أوزبكستان فى مارس 2004، ومن أجل الزيت، أيضاً، حدثت المجازر فى الشيشان؛ والتى عادة ما يتم تقديم الصراع الدامى فيها على أساس من كونه صدام بين قوى معادية، إثنية ودينية، أو صراع على السلطة بين الحكومة المركزية فى موسكو وبين سكان يسعون إلى الاستقلال، بيد أن ثمة بُعد جيوبولتيكى مهم: فقد كانت جروزنى، فى ظل الحكم السوفيتى، مركزاً رئيسياً لتكرير الزيت، كما كانت نقطة ترانزيت حرجة لانابيب النفط التى تحمل طاقة بحر قزوين إلى جمهورية روسيا، وأوكرانيا، وأوروبا الشرقية. وبصدد عالمنا العربى، وبصفة خاصة الأجزاء منه المنتِجة للنفط، فلا شك أن الأزمة تتبدى بوضوح فى عدم الاستفادة، وبمعنى أدق عدم سماح الإمبريالية العالمية، بأن يستفيد العرب من نفطهم فى التنمية المستقلة المعتمدة على الذات، إبتداءً من إحتكار الغرب لوسائل الإنتاج وعدم السماح للاقتصاد الوطنى بالمشاركة فى أى مرحلة من مراحل الإنتاج أو التوزيع أو التسويق، فكل تلك المراحل تحتكرها الشركات الكبرى، ولا تترك للحكومات الطبقية سوى الريع، الذى يتم إيداعه فوراً فى خزائن المصارف الغربية، كى يقترضه العرب بعد ذلك بأسعار فائدة أكثر إرتفاعاً. ولم تزل الشرايين مفتوحة!!



#محمد_عادل_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القيمة النسبية
- في نمط الإنتاج الإقطاعي
- بصدد الديالكتيك
- نقد التبادل غير المتكافيء
- نقد نظرية ريكاردو في التبادل الدولي
- نقد الحضارة، للباحث محمد عبد الحق (ج 2)
- نقد التناقض
- نقد الحضارة، للباحث محمد عبد الحق
- بنية الصناعة العسكرية في إسرائيل للباحث أشرف بكر
- البلدان المتخلفة من هيمنة المستعمِر إلى قهر الدين الدولي، لل ...
- التبادل: النشأة والتطور والقانون الموضوعي
- بروميثيوس – والصانع الأعظم، للباحث محمد عبد الحق
- أزمة مقياس القيمة
- في فرضية التطور: مزيد من الشرح
- في فرضية التطور
- التطور: أزمة التصادم بين الدين والعلم
- كيف نفهم ما يحدث في السودان؟
- تجديد الإنتاج الاجتماعي: بالتطبيق على الفكر الاقتصادي لكارل ...
- حينما يناهض الإرهابيون الإرهاب !
- من الاستعمار إلى الاستغلال


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عادل زكي - (عسكرة الشرق الأوسط) للباحثة سحر حنفي محمود