أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - !هذا ما كان ينقص العراق














المزيد.....

!هذا ما كان ينقص العراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميليشيا "الامامين العسكريين" و " حكومة انقاذ وطني" اسماء وعنواين جديدة في المشهد السياسي العراقي، تبرز بعد مرور اكثر من شهرين على انتخابات( كانون الاول) التي بينت استحالة التوافق بين الكتل الطائفية . جيش "الامامين العسكريين" اصبح اسم لاخر للميليشيات الطائفية المسلحة وثمرة من ثمرات احداث انفجار قبة سامراء. فقد شكلها حزب الفضيلة الشيعية بحجة توفير الغطاء الامني لحماية زوار العتبات" المقدسة" اللامتناهي في العراق .خطايا هذان الامامان العسكرييان فهما رغم إطلائهما بالذهب الخالص لكنهما ظلما و لم يخطرببال الاسلاميين، في يوم من الايام، ان يمد لهما يد العون عن طريق تجنيد وتشكيل الميليشيات بأسمائهما ، إلا بعد تفجيرهما وتناثر قبتيهما الذهبيتان . على اية حال لحق الامامان بقطار الميليشيات الطائفية رغم التأخر قليلا، للمساهمة في تدجين الطائفية في العراق و رغم كثرة الميليشيات و سيطرتها المطلقة على مجمل الدوائر الحكومية والوزارات وخصوصا وزارة الداخلية التي حولت دوائرها ومؤسساتها الى سجون رهيبة تمارس فيها التعذيب والاعدام بشكل فظيع الى حد بروز مصطلح(العثور) على عشرات الجثث معصوبي الأعين ومكتوفي الايدي ورصاص في الرؤوس والصدور ،عنوانا للجرائم المنسوبة الى هذه الوزارة ،إلا ان الكتل الشيعية لم تكتف بهذا ، بل اتخذت من انفجار سامراء ذريعة لتعميق الصراع الطائفي عبر تشكيل ميليشيا جديدة خصوصا بعد بروز التحالف الطائفي الجديد المتكون من التحالف الكردستاني والكتل السنية المشحونة ببقايا فلول النظام البائد لإعاقة تقدمهم في الساحة السياسية او بعبارة اخرى فان ميليشيا الامامين العسكريين اوجدتها الظروف السياسية الجديدة على الساحة العراقية ولا يشكل انفجار سامراء إلا وسيلة لتغطية التداعيات والمعطيات السياسية الجديدة.ان إضافة ميليشيات الامامين الى قائمة الميليشيات الشيعية هي بمثابة استعداد الكتل الشيعية لخوض المعارك المستقبلية وفق المعادلات السياسية الجديدة وان تصريحات زالماي خليل زاد الموجه لها عكس هذا الوضع بصورة ضمنية عندما قال:(عندما تسيطر الميليشيات والاسلاميون المتشددون على السلطلة في العراق ويبدأون في التوسع خارجه حينئذ سيجعل ذلك طالبان في افغانستان يبدو كما لو كان لعب الاطفال).حيث ان هذه المخاوف الامريكية كانت وراء اصرار الكتل الطائفية الجديدة لعدم قبول ابراهيم الجعفري لتولي رئاسة الوزراء بل الامر تجاوز ذلك حين اقترحت الكتل الطائفية المذكورة تشكيل حكومة الانقاذ الوطني على غرار حكومة الوحدة الوطنية المزعومة حسب "الاستحقاق الانتخابي" اي حتى ولو بمعزل عن مشاركة الائتلاف الشيعي.ان هذا العنوان الجديد يعبر عن انعطاف سياسي خطير يمربه العراق ويعكس سير عملية انقسام العراق بصورة ذاتية في إطار الصراع الطائفي العميق وتواجد قوى الاحتلال . ولكن من هم المنقذون ؟ أليس مروجو حكومة الانقاذ الوطني هم انفسهم طرف اساسي في الأزمة العراقية ؟ اولا فان نفس الكتل التي تفاجئنا بعناوين جديدة لحكومتها ويتحدثون دون خجل عن انقاذ العراق ساهمت بشكل فعال في تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وفرضت الهوية الطائفية وزرعت بذور الحقد والكراهية الطائفية في صفوف الجماهيروهم جزء اساسي من المصيبة ولذلك ليس لهم الحق بالحديث عن انقاذ العراق ،لإن حكومة الانقاذ تهدف لإنقاذ امريكا من المأزق العراقي بعد تشديد الصراع وصعوبة خروجه من هذا النفق المظلم الذي يمر به وثانيا فان انقاذ جماهير العراق يمر عبر القضاء على هؤلاء الكتل والرموز الطائفية التي اغرقت العراق في بحر من الدماء من خلال ميليشياتهم المسلحة او فرق الموت التابعة لها ولذلك فان الاسماء والعناوين الطائفية المبتكرة هي امتداد ونتيجة لتلك السياسات والصراعات الطائفية التي تسلطت على المناخ السياسي في العراق منذ ثلاث سنوات .ان الحكومة الفعلية لإنقاذ الجماهير هي الحكومة التي تدوس على الهوية الطائفية وترفع شعار الحكومة غير القومية والطائفية والدينية وتجعل من الهوية الانسانية عنوانا للقضاء على واقع التقسيم الطائفي وتناضل من اجل دفن النعرات القومية والطائفية الى الابد وإلا فان ابتكار الاسماء والعناوين ،ليس إلا اطالة الوضع المأساوي و المتأزم في العراق.
طه معروف
1432006



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوضاع المرأة في ظل افغنة العراق
- مأزق تشكيل الحكومة العراقية
- مريوان حلبجيي امام تهديد الاسلاميين في كردستان
- الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير
- النكسة الثالثة للقضية الفلسطينية :على هامش فوز حماس في الانت ...
- الطالباني يشترط صلاحيات اوسع للرئاسة
- بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق
- ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب ...
- حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش
- فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر
- الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد ...
- امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - !هذا ما كان ينقص العراق