أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي














المزيد.....

امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستفتاء
امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي

وسط حملة دعائية، واسعة و مخادعة حول الاستفتاء على الدستور بوصفها " ملحمة ثانية" بعد الملحمة الاولى اي الانتخابات وتحت شعار " العراقيين سيقهرون الارهاب يوم الاستفتاء"، زجت امريكا والمتحالفين معها بالجماهير العراقية المسلوبة الارادة نحو تلك الصناديق التي لم تجن من ورائها سابقا خلال المهزلة الانتخابية سوى المزيد من القتل و الدماروالمآسي. مرة اخرى لجأ هؤلاء الى استخدام تلك الصناديق لنفس الهدف " الاستفتاء على الدستور" وسيلة لتحقيق غاياتهم السياسية الرجعية والطائفية ولإضفاء الشرعية على الاحتلال و التواجد الامريكي في العراق وما فرضه من قوى سياسية قومية وطائفية و بعد ان تحول استمرار هذا التواجد الى معضلة سياسية اقليمية ودولية معقدة وشائكة تهدد الادارة الامريكية ذاتها . غادر بول بريمر "رئيس الادارة المدنية السابق" العراق ونبه الادارة الامريكية الى خطورة الوضع في العراق اعقبتها تصريحات وزير الخارجية الامريكية السابق كولن باول بشأن نفس المسالة حيث قال : حصلنا في افغانستان على حميد كارزاي ولكن في العراق لم نحصل على مثل هذه الشخصية وتكاد تكون غائبة وغير موجودة. ومنذ ذلك الحين اصبحت استراتيجية الخروج من العراق من اولويات السياسة الخارجية الامريكية لتفادي تكرار الهزيمة الفيتنامية في العراق. الا ان الدبلوماسية الامريكية عجزت حتى الآن عن إيجاد استراتيجية مقنعة لخروج قواتها في العراق و لذلك فان "شعلتها الديمقراطية" في العراق تحولت الى بؤرة ملتهبة أمنيا وعمقت الخلاف الطائفي و خرجت من نطاق السيطرة والتحكم سواء عن طريق إدامة الحرب او الصفقات السياسية التي ابرمها السفير الامريكي زلماي خليل زاد مع الكتل الطائفية المختلفة اولقائات اجهزة المخابرات مع المجموعات المسلحة بهدف انخراطها في "عمليتهم السياسية" من خلال الوعود بالصفقات المالية والمقاولات او الوظائف العليا في الحكومة الدمية واخيرا عرض الصفقات السياسية على سوريا لوقف تجنيد وتمويل المسلحين اوتحريك الملف النووي الايراني . ان كل هذه المحاولات بائت بالفشل و لم تؤدي الى اقرار "السلام الطائفي" بل زادت من شدة وتوسيع القتال الطائفي وعمقت الشقوق و الصراعات الى حد اربكت الادارة الامريكية وان مسلسل السيناريوهات الامريكية بدءا بمجلس الحكم الانتقالي وانتهائا بعملية" الاستفتاء"لم تثمر إلا مزيدا من التزمت والتعقيدات التي ادت في آخر المطاف الى بناء السور الطائفي المبني على القتال والعنف المستمر منذ اكثر من عامين.
هكذا نلاحظ ان الرهان على عامل "السلام الطائفي" لإستقرار الوضع السياسي حسب الحاجة الامريكية عاجز كليا عن حسم هذه المسألة اي ايجاد المنفذ لخروج القوات الامريكية بمظهر القوة المنتصرة في العراق .ان الضجة الاعلامية الامريكية والغربية بشأن الاستفتاء على الدستور موجهة بالدرجة الاساس نحو الساحة السياسية الامريكية بهدف إعادة طرح وجودها العسكري في العراق واستخدام الملف العراقي والانتصارات الوهمية كرد على الأصوات المناهظة للحرب والوجود الامريكي في العراق .

يخطئ من يظن ان قوة الجبروت الامريكي قادرة على كسب الحرب في العراق ،ويجهل الحقيقة، من يعتقد بان هذه السيناريوهات الامريكية تهدف الى نشر الديمقراطية واحلال الامن والاستقرار. ان التصدع السياسي في صفوف الهيئة الحاكمة الامريكية بسبب عدم وضوح مستقبل القوات الامريكية في العراق قبل انجاز مهامها وبروز عدم الانسجام وتفشي ظاهرة الاستقالة في صفوف القيادات العسكرية والقيادات السياسية اضافة الى الانتقادات المتعلقة بالتكاليف الباهظة للحرب، مؤشرات تدل على فشل السياسة العسكرتارية الامريكية، ليس بشأن العراق فقط ، وانما بشأن استراتيجية العسكرتارية الامريكية العدوانية بمجملها. ووصلت الاكثرية الساحقة من الجماهير الامريكية المناهضة للحرب والعدوان الى قناعة راسخة ، بأن الادارة المذكورة وسياستها العسكرتارية الهمجية ليست اقل خطرا من الارهابيين الاسلاميين لتقويض الامن والسلام في العالم. وان الانسانية المتمدنة المناهظة للحرب والعدوان العسكري الامريكي تنظر الى إدارة بوش بوصفها مرآة تعكس فعلا وجوه الارهابيين الاسلاميين.
19/10/2005
طه معروف



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي