أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين الاسلامي














المزيد.....

السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين الاسلامي


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ان استهداف الكتاب والمثقفين اصحاب الرأي و القلم الحر بهدف زرع الرعب و الخوف في صفوفهم هي سمة اساسية تميز الحركات الاسلامية لوقف مسيرة التطور والتقدم الثقافي والاجتماعي و لنقد الاتجاهات العلمانية والمعاصرة للرؤية المتخلفة و البالية، لهذه التيارات الي تعتبر مصدرا لنشرالخرافات الدينيةوللنكبات و المصائب الاجتماعية التي تجسدها و تبشر بها والتي ترتكز على مجموعة من المفاهيم والافكار والعقائد الساذجة التي ولى دهرها حيث ان بقائها يتناقض مع الواقع وتطور المسيرة الاجتماعية ومن هذه الزاوية يجد الاسلاميين مبرراتهم الفكرية والايديولوجية لإرتكاب جرائمهم ضد اية محاولة تمس الدين السلامي سواء من قريب او من بعيد .
كانت الشرطة الباكستانية اعتقلت يونس شيخ البالغ من العمر اربعين عاما مطلع العام الحالي في مدينة كراتشي بعد ان صدر له كتاب بعنوان (الشيطان مولوي) او رجل دين شيطاني ومن ابرزما جاء في الكتاب و أثار مشاعرالرجعين الاسلاميين سواء في الحكومة او خارجها هو موضوع " الزنا وعقوبة رجم الزاني و الزانية" في الاسلام وموقف الأئمة منه. وهو ليس سوى انتقاد سطحي للدين يدخل ضمن النقد الاصلاحي الليبرالي له ،الا ان الكاتب دفع ثمنه باهظا عندما حكمت عليه المحكمة "المتخصصة بشؤون مكافحة الارهاب "!! قبل يومين بالسجن مدى الحياة لإصداره كتابا "يسئ للأسلام" على حد قول المصادر الحكومية رغم اصرار وتأكيد الكاتب خلال التحقيق و المقابلات الصحفية المعلنة بأن ما جاء في كتابه لايسئ للاسلام وانما يحميه من سلوك بعض رجال الدين الذين"يسيئون ويحرفون المبادئ الاسلامية."
ان هذا الحكم التعسفي الجائر من قبل محكمة تابعة لدولة باكستان الاسلامية ،جزء لايتجزء من العمليات الارهابية التي تمارسها تيارات الإسلام السياسي الارهابية ضد الكتاب والمثقفين و تدخل في خانة ارهاب الدولة الاسلامية. واما بصدد ادعائات الحكومة الباكستانية حول مكافحة الارهاب فهي ادعائات باطلة وغير واقعية لإن باكستان تعتبر ومنذ زمن بعيد مهد للحركات الاسلامية حيث تخرج من رحمها اشد التيارات الاسلامية الرجعية من امثال المجاهدين ايام الحرب الباردة او حركة المافيا الاسلامية وتجار المخدرات(كحركة طالبان) وبن اللادنيين ومجموعات ارهابية اخرى تستخدم لتفجير الصراعات الاقليمية كجيش محمد وجيش طيبة. واصبحت باكستان بفعل دولتها الاسلامية الرجعية ملاذا آمنا للإرهابيين وقاعدة اساسية لإنطلاق معظم العمليات الارهابية الى شتى انحاء العالم ومن الناحية اخرى اتخذت الحكومة الباكستانية من الدين الاسلامي وسيلة فعالة ومؤثرة للحفاظ على النظام و العلاقات الرأسمالية ولتحميل العمال والكادحين اكبر قدر ممكن من الفقر والجهل والبطالة والمرض وحرمانهم من ابسط مقومات الحياة حتى اصبح الحصول علىالمياه الصالحة للشرب مسالة حياة او موت و يحرم منها معظم العمال والكادحين وان الحكومة الباكستانية واعية من حيث استخدام الآيديلوجيا الفاشية الاسلامية كوسيلة فعالة لقمع الحركات الجماهيرية ومطالباتها المدنية. وسخرت اموالا طائلة لتوليد الافكار الرجعية الدينية وباتت المدارس والمعاهد وكليات الشريعة الاسلامية تلفت انظار العالم وتحولت الى بؤرة اساسية لتربية وتنظيم ونشوء الرموز الدينية ووصل الوضع الى حد ابراز المخاوف والقلق لدى بعض الدول عندما شملت شظايا انفجارات الارهابيين الاسلاميين بلدانهم.
ان الدين وخصوصا الدين الاسلامي يجب ان ينظر اليه استنادا، الى تصور الرفيق منصور حكمت مؤسس الشيوعية العمالية تماما كمصانع لتنقيح وانتاج التبغ والسكائر له آثار كارثية على حياة المجتمع. ومثلما يدفع اصحاب هذه المصانع الغرامة السنوية المفروضة عليهم لمنظمة الصحة العالمية جراء تسبب الدخان لأمراض في وسط المدخنين وغيرهم ،يجب ان تفرض الغرامات على تلك المؤسسات والانظمة الذي تقوم بتوليد واعادة توليد الدين الاسلامي لكي تحافظ على حياة الجماهير من هذا الكابوس و المرض المعدي. وعلى الكتاب والمثقفين ان يواجهوا الاسلام بوصفه دينا للعنف والقتل والارهاب ولتجفيف ينابع هذه الاخطار علينا ان لانكتفي فقط بالأنتقادات في الصحف الجرائد والكتب وانما الشروع بتنظيم انفسنا في اطار( تنظيم إلحادي ) . ان ظاهرة الإلحاد ليست ظاهرة اجتماعية جديدة بل لها جذور في اعماق المجتمع تنعكس في الاحتجاجات والاعتراضات الجماهيرية فالتجاوزات وتدنيس" المقدسات" والطاعة الدينية ليست الا شكلا من اشكال التمرد على الافكار الدينية واعلان الإلحاد في شكله غير المنظم.
ان التشتت والتحفظ لدى معظم المثقفين والكتاب على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي حول الهجمة الشرسة التي تشنها الحركات الاسلامية على اصحاب الرأي و القلم الحر، شجعت الاسلاميين لإرتكاب مزيدا من الجرائم والاعتداءات الوحشية فبعد الصدمة الاسلامية الخمينية لإيران والمنطقة والعالم واطلاقه الفتوى لقتل الكتاب والمفكرين واليساريين والشيوعيين الرافضين للحكم والدين الاسلامي جاءت مجازرالارهابيين الجزائريين التي لم ينجو من جرائمهم حتى المطربين والمطربات بل وجمال الطبيعة ايضا وينشط الاسلاميون الان في العراق حيث يمارسون ما فعله اصحابهم في ايران والجزائر واخيرا جاءت المحكمة القرقوشية الاسلامية الباكستانية لتعلن عن قمع اي صوت لإنتقاد الدين الاسلامي في اجواء يسودها الصمت الكامل للكتاب والمثقفين عما يجري حولهم و كأن اصدار هذا الحكم الجائر عليه هي مسالة شخصية تخصه لوحده وليست تمس الاخرين في الصميم.
طه معروف
14/8/2005









#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين الاسلامي