أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طه معروف - حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش














المزيد.....

حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 11:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الحوار
عجزت كل مستحضرات التجميل الفرنسية عن اخفاء الوجه الحقيقي لحكومة فرنسا الراسمالية مصاصة دماء العمال وخاصة العمال "المهاجرين" الذين ما زالت تنعتهم الدوائر البرجوازية العنصرية الفرنسية بذوي الاصول المختلفة او المهاجرين بينما هم في معظمهم أبناء الجيل الثاني او الثالث حيث جلب آبائهم الى فرنسا بناء على رغبة وطلب سوق الراسمالية الفرنسية وساهموا بكدهم وبعرق جباههم في بناء فرنسا الحديثة. ان الدوافع الاساسية والحقيقية وراء الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في تلك الضواحي الهامشية على اطراف المدن الكبيرة ،هي بالاضافة الى ارتفاع نسبة البطالة، التمييز والعنصرية بل ان مجرد وجود هذه الضواحي هو دليل قاطع يدين الحرية والمساواة الفرنسية اللتان ترتكزان على أهداف عنصرية ضمن سياسة التعدد الثقافي البرجوازي العنصري لعرقلة ومنع اندماجهم في المجتمع الفرنسي. ان للسلطات الفرنسية اليد الطولى في ما حدث ،لأن تهميش هؤلاء الناس وحرمانهم من الحقوق المدنية واعتبارهم مواطنون من الدرجة الثانية و حرمانهم من فرص العمل ،هو الذي دفع بهم الى التظاهر و ان التعامل العنيف للشرطة الفرنسية هو الذي ادى الى تغيير اسلوب الاحتجاجات واشتدادها وخصوصا بعد التصريحات العنصرية لوزير الداخلية (نيكولا ساركوزي) الذي وصف المحتجون "بحثالة المجتمع" واعلن " ضرورة تنظيف الشوارع منهم" و نالت هذه الاجرائات و التهديدات العنصرية تواطأ من جانب الحزب الاشتراكي -رغم اعتراضه الخجول- و لقي ترحيب اليمين الفرنسي وخصوصا (حزب الجبهة الوطنية) بزعامة (جان ماري لوبان) المعروف بتشدده العنصري تجاه المهاجرين . وبعد اعلان حالة الطوارئ وفرض منع التجوال في المناطق الملتهبة ، لجأت الحكومة ايضا الى منح السلطات المحلية مزيدا من الصلاحيات لقمع المتظاهرين عبر اقامة الحواجز ونقاط التفتيش ومداهمة البيوت والاعتقالات العشوائية في محاولات يائسة لاخماد الحركة الاحتجاجية بهذه الطريقة دون استعداد او نية لتلبية طلباتهم لإيجاد فرص عمل والضمان الاجتماعي و وضع حد للسياسات العنصرية التي تعادل من حيث طبيعتها الدكتاتورية السائدة في الشرق . لقد افتضح امر هذه الدول الراسمالية التي ظن كثيرون في وقت ما او لايزالون أنها تحكم بالعدل والديمقراطية و المساواة. اذا كان اعصار كاترينا قد رفع الستارعن الواقع المؤلم الذي يعيشه العمال السود وخصوصا في مدينة اورليانز، فأن المواجهات والاعتراضات في الضواحي البائسة الفرنسية جائت خطوة اخرى لفضح اساليب العالم الراسمالي وان فرنسا ، مهد الديمقراطية ، هي السباقة بتجاوز المبادئ الانسانية خدمة لإرباح الراسماليين وان البرجوازية الفرنسية تنظر الى العمال كقناني المشروبات، يتم رميها الى الشوارع او حاويات القمامة بعد شربها والشبع منها او تشييد منها احزمة للبؤس حول المدن تكون دائما مرتعا لتفشي الفقر والبطالة وميدانا لتجارة المخدرات وانتشار الحركات الاسلامية والتشرد والفساد.
ان هذا الانفجار كان متوقعا بعد سنين من العنصرية والحرمان وهو جزء من الصراع الطبقي للعمال ضد البرجوازية الفرنسية والنظام الراسمالي وليس صراعا عرقيا او دينيا كما يحاول الاعلام الرجعي تصويره و ان استدعاء الائمة ورجال الدين كالمطافئ لإخماد نار غضب المحتجين ،هي خطوة مدروسة من قبل الاوساط الرجعية الفرنسية بالتعاون مع الحركات الاسلامية، بهدف تضليل المجتمع وتحريف مسار الحركة الاحتجاجية وتشويه سمعتها و لتبرير اعمالهم القمعية. على صعيد اخر ليست الصيحات حول" اضطهاد المسلمين" سوى محاولة بائسة من قبل الاسلاميين من اجل بعض المكتسبات السياسية لإحتواء الحركة الاحتجاجية خاصة وان الاسلاميين يحتاجون لهذه المناورة بغية استخدامها ورقة ضغط في المعادلات السياسية على الساحة الفرنسية بعدما تلقت ضربة قاسية من قبل الجماهير المتمدنة في فرنسا اجبرت الحكومة على أصدار قانون الغاء الرموز الدينية ومن ضمنها منع ارتداء الحجاب الاسلامي في المدارس ولذا فان تدخل الاسلاميين في شأن هذه الحركة هو محاولة لإسترداد تلك المكاسب التي فقدوها بفعل ضغط النضال الجماهيري .
ما زالت الاحتجاجات مشتعلة في فرنسا و قد لا تتوقف إلا بحل جدي لمشكلة البطالة والتمييز و سيؤدي تجاهلها الى المزيد من المآسي واعمال العنف وليس مستبعدا اتساعها لبلدان اخرى اوروبية لكون السياسة البرجوازية الفرنسية مطبقة بحذافيرها تقريبا في معظم هذه الدول ، بل ان هناك بعض من هذه الدول اكثر تشددا من فرنسا تجاه المهاجرين وخصوصا في مجال البحث عن فرصة العمل حتى ان بعض الدوائر والمؤسسات الاوروبية ترفض طلب المهاجرين للعمل رغم توفر كل الشروط والكفائات المطلوبة . ان هذه الاحتجاجات هي ثورة ضد التهميش والفقر في العالم الرأسمالي وان هذه المواجهات القت الحجر في بركة المياه الراكدة لقضية العمال المهاجرين وستلقي بضلالها على جميع الدول التي تحذوا حذو فرنسا في مجال تهميش العمال المهاجرين .
تطرح هذه الاحداث مرة اخرى ضرورة الشيوعية العمالية لكونها القوة الداعية و القادرة ، ان انتظمت ووحدت صفوفها، على القضاء على شتى انواع الاستغلال والتمييز العنصري . ان فرنسا بحاجة الى ادامة كومونة باريس لإكمال مهمتها؛ القضاء على ظلم الراسماليين و نظامهم الطبقي ، عنده سيعيد عمال فرنسا، معهم هذه المرة كل عمال العالم، مرة أخرى مااعلنوه في كومونة باريس :
" الموت لفرنسا ،عاشت الانسانية".
طه معروف
12/11/2005



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر
- الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد ...
- امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طه معروف - حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش