أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد رشيد العويد - تحية إلى سمر يزبك














المزيد.....

تحية إلى سمر يزبك


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقيت الأديبة الروائية سمر يزبك في مهرجان العجيلي الأول للرواية العربية. سيدة جميلة مهذّبة. في المهرجان قدمّتْ شهادة عن تجربتها الروائية، وقدمت بدوري شهادة في أدب الدكتور عبد السلام العجيلي. ولأنها حازت حظاً واسعاً من الحسن والجمال إلى جانب ملكة طيبة في الكتابة، فقد تركت أثراً عميقاً في الحاضرين من الفعاليات المشاركة ومن الجمهور. أديبة وكاتبة مهتمة ببلدها، نقلتْ بعض ما أرادته من روايتها "صلصال" إلى حيث قصر العدل في شارع النصر في دمشق لتقول للحجاج بن يوسف الثقفي أحد رموز الطغيان الأبدية: إنك لا تملك أن تكمم الأفواه إلى الأبد. وبمثل ما ينسحب ظلّ الحجاج على كل طاغية عربي، تنسحب الظلال الوادعة لأمثال العالم سعيد بن جبير على كل مقاوم وممانع لاستمرار الاستبداد في وطننا العربي والسوري منه بشكل خاص. وكما فعل الحجاج يفعل الطغاة اليوم، يقتلون ويحرقون ويجرفون ويسجنون، لا يميزون بين رجل وامرأة. وإذا كان الحجاج قد جمع بين النساء والرجال في سجن واحد، فإن زبانية طغاة هذه الأيام لا يتورعون عن اغتصاب إناث عاملات في الحقل السياسي، فما بالك بضربهن ومحاولة تشويههن؟ يغدو الضرب هنا نوعاً من الترويح عن النفس لا أكثر لدى هؤلاء.
ففي الاعتصام أمام قصر العدل بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لحلول قانون الشؤم، قانون الطوارئ تعرضت الأديبة سمر للضرب المبرح الذي أرقدها فراشها مخلّفاً رضوضاً كثيرة في جسدها، وللسحل كأنها ليست مخلوقاً آدمياً، يحمل المبسم منه ابتسامة عذبة، ومن دون أن يراعي البعثيون من شبيبة وطلبة كونها زهرة جاءت بأريجها معتصمة لا محاربة، تحمل قلماً ولا تحمل عصا ولا مدفعاً، لأنها لو كانت تحمل مدفعاً لوجهته إلى صدر عدو لها يغتصب بعض أرضها. كل ذنبها مع إخوانها ورفاقها أنها تمانع استمرار قانون الطوارئ، لما فيه من إهانة لبشرية السوري الذي يعيش مكبلاً بالخوف يمنعه من التطوير والتحديث، ومن الإبداع. وكذلك فعلوا مع الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي حسن عبد العظيم، من دون أن يعملوا على احترام شيبته وهم في مثل سنّ أحفاده.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المعتصمون للضرب والإهانة، فإذا كانت المرة الأولى مصادفة الاعتصام مع مسيرة تأييد للسيد الرئيس فنزل البعثيون إلى الساحة، فما تبريرهم هذه المرة للتعرض للمعتصمين بالضرب والإهانة؟
إلى متى يظل البعثيون على جهلهم يمدّهم بالغواية، وتذهب بهم هذه إلى ضرب وسجن وتشريد نبلاء هذا الوطن؟ إلى متى لا يدركون أنهم جعلوا من سورية طللاً ينعق بين أرجائه بومُ الخراب؟. لن نملك في سوريا، وبدقة أكثر، لن يملك النظام في سورية مخرجاً من أزماته بغير مصالحة الشعب ومحاورةِ معارضته الأبية التي رفضت أن تمدّ يدها إلى الأجنبي.
ولن يملك الناس القدرة على التخلي عن حريتهم وستكثر الاعتصامات والاحتجاجات، حتى يُنشَرَ بيرق الحرية ويرفرف فوق ربوع سوريا المجيدة بأبنائها. وفي هذا الاعتصام وفي نوع من العفوية ردد المعتصمون شعار "الله سورية حرية وبس" في رد على شعار "الله سورية بشار وبس" وإذا كان السيد الرئيس يمثّل ضمير كل بعثي وجبهوي سوري، فإن الحرية بلا ريب تمثّل ضمير الإنسانية بلا منازع في كل مكان وزمان، وبهذا المعنى تكون الخيمة التي تظلل البشر من حريق الطغاة والبلسم المقاوم لدمّل اللهو بمصائرنا، وبهذا يحقق المعتصمون الهدف من اعتصامهم.. الحرية.
تحية للذين ضُربوا وهم يحملون بين ضلوعهم توقاً نازفاً حرية، تحية لهم في قبضهم على جمر الاستبداد يطفئون حمرته الزائلة، وتحية لهم.. أجنة تتخلق نخلاً باسقاً في صحراء بعثية



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجبّ انشقاق عبد الحليم خدام ما قبله؟
- المطلوب محاكمة حزب البعث قبل خدام
- الوهق
- بانتظارهم
- هل كانت الرقة رافداً من روافد العجيلي
- ثقة مستعادة
- صمت المثّال
- حجر على صراط
- طيبة
- الموت الأصغر
- السادن
- على جناحي ذبابة
- صيف حار
- وأخيراً رأيته
- العباءة
- في الجحيم
- في الليلة الأولى
- التماعة
- المِذَبّة
- مشكلتنا ليست في اللغة


المزيد.....




- ترامب: فنزويلا -ترغب في التحدث معنا- رغم تصاعد التوترات والح ...
- مئات الأطنان من النفايات في جنوب إنجلترا تثير تحذيرا من -كار ...
- -لا يهمني-.. ترامب يقلب الطاولة على الديمقراطيين ويدعو حزبه ...
- أبيغيل سبانبرغر.. ضابطة استخبارات تحكم ولاية فرجينيا
- دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها ونظمها البيئية معرضة للانهيار ...
- تركيا تتمسك باستضافة -كوب 31- وأستراليا تستبعد الرئاسة المشت ...
- المدرسة الطازية.. معلمة مملوكية في القدس
- يديرها إسرائيلي إستوني.. شبكة غامضة تهرّب الغزيين عبر رحلات ...
- قتلى وجرحى بقصف روسي شرقي أوكرانيا
- -الميكانيزم- في لبنان.. من هي؟ وما دورها؟


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد رشيد العويد - تحية إلى سمر يزبك