الاستبداد ..وجحيم الطائفية

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تراقب الشعوب العربية اليوم الوضع العراقي وهي تضع يدها على قلبها!!
وتتابع مشاهد القتل اليومي على أرصفة بغداد وروحها تتقطع بين التوحد مع مأساة الشعب العراقي وبين الخوف من المصير نفسه!!
فالأنظمة العربية تتربع على مساحات مشتركة وآليات حكم تقترب من التطابق بدءاً من ميكيافيللي وروبسبير وستالين وكاسترو.. وليس انتهاء بصدام حسين!!
تشترك جميعها في الرؤية القطيعية للناس وحركة الجماهير والتاريخ.. ومهما اختلفت فيما بينها إلا أن موضوعة الاستبداد تظل قاسماً مشتركاً لا خلاف عليه!!
ومن ناحية ثانية تشترك هذه الشعوب في التنوع العرقي والديني والمذهبي فيما بينها.. وبما أن الاستبداد ولد الفساد وحول الأوطان إلى بؤرة ضخمة من الأمراض والانقسامات فلا شك أن ما نراه اليوم من بدايات حرب أهلية تجتاح أرض الرافدين.. فإن باقي الشعوب العربية لن تكون بمنأى عنها.
والاحتلال أيضاً ليس بعيداً عن هذه الشعوب!!
والسؤال الذي لا يقض مضاجع العراقيين فحسب وإنما تحول إلى مطرقة تهشم رؤوس العرب من المحيط إلى الخليج هو: هل ما نعيشه في العراق اليوم يمثل مصيرنا (العروبي) القادم؟!!
وهل ما يزعمه قادة العراق الجديد من ديمقراطية هي نفسها الديمقراطية التي حلمت بها هذه الشعوب..تلك الفكرة العظيمة التي غيرت وجه أوروبا من مجتمع ظلامي تحكمه الكنيسة والقياصرة إلى مجتمع مستنير قائم على إرادة الشعوب ويحكمه القانون والإرادة الشعبية..
الشعوب العربية أصيبت بخيبة أمل وهي ترى (الديمقراطية) العراقية تعيد أمجاد أوروبا الظلامية من حكم المرجعيات الدينية وإعادة تشكيل المذاهب سياسياً وتجييش الشارع عن طريق اللعب على أوتار الطائفية والانقسامات التاريخية.. وعلى أحزان الناس الموغلة في القدم!!
ألا يسأل هؤلاء القادة أنفسهم: إلى أين يأخذون العراق اليوم؟!
وهل مثل تفجير قبة الإمامين وما تبعه من إحراق المساجد وقتل الأئمة درساً حقيقياً لهم في قداسة التوجه الوطني والكف عن هذه التعبئة الطائفية التي ستذهب بالجمل بما حمل!!
ألا من صحوة عراقية تعيد مجد التعايش الأهلي قبل أن تأكل هذه المرجعيات (السياسية!!) ما تبقى من جسد الوطن..

#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات