أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيف شاكر - احد السعف (عيد الشعانين )















المزيد.....

احد السعف (عيد الشعانين )


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 4 / 1 - 11:31
المحور: المجتمع المدني
    


استخدم الفراعنة «جريد النخيل» ليكون ديكورات أسقف المعابد، وكان للنخيل أهمية خاصة عند قدماء المصريين، فكانوا يستخدمون البلح فى التحلية، أما من حيث الصناعة فكان يزين غالبية أعمدة المعابد، وفى بعض الأدوات أيضا. وقد وجدت بعضها ضمن مقتنيات توت عنخ آمون الموجودة بالمتحف المصرى مزينة بأشكال السعف، كما استخدموه فى الاحتفالات والأعياد كدليل للفرح والابتهاج. ففى الاحتفالات كان الأطفال والرجال والسيدات يمسكون بجريد النخل، وهو السعف وبالزهور تعبيرًا عن سعادتهم، وكان النخيل حاضرًا بقوة فى مدينة هابو فى عيد الوادى، فهو كان مخصصا ليتبارى فيه المزارعون فى عرض أنواع الزهور ومنتجاتهم.

وكان سعف النخيل الأخضر يرمز لبداية العام لأنه يعبر عن الحياة المتجددة، كما أنه يخرج من قلب الشجرة وكانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر الزينة التى يعلقونها على أبواب المنازل، ويحملونها كذلك لتوضع فى المقابر ويوزعون ثماره الجافة صدقة على أرواح موتاهم، وما زالت هذه العادة حتى الآن خاصة فى صعيد مصر، كما كانوا يصنعون من السعف أنواعا مختلفة من التمائم والمعلقات التى يحملها الناس لتجديد الحياة فى العام الجديد
قال الراحل البابا شنودة الثالث فى كتابه «أحد الشعانين»، إن كلمة شعانين عبرانية من «هو شيعه نان»، ومعناها «يا رب خلص»، ومنها الكلمة اليونانية «أوصنا» التى استخدمها البشيرون فى الأناجيل، وهى الكلمة التى كانت تصرخ بها الجموع فى خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو فى الطريق إلى أورشليم. وأضاف: ويسمى أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة؛ لأن الجموع التى لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة، فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح. ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة فى زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها فى رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل، ومن طقس الصلاة فى هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التى تستخدم فى هذا اليوم وعيد الصليب. وفى كتاب «اللآلئ النفيسة فى شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة» يقول: إن الكاهن يبارك أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخل ويجرى الطواف الرمزى لتذكار دخول المسيح الاحتفالى إلى أورشليم، وسعف النخل يشير إلى الظفر وإلى الإكليل الذى يهبه الله للمجاهدين المنتصرين، أما أغصان الزيتون فتشير إلى السلام وعصيره يشير إلى القداسة، لهذا لما أرسل نوح الحمامة عادت وفى فمها غصن زيتون أخضر البوابة نيوز
يبدأ الاحتفال بأحد السعف مساء السبت الذى تطلق عليه الكنيسة «سبت لعازر» بشراء سعف النخل وأغصان من الزيتون، ويزينوها على شكل صليب، وإن كان الأب البطريرك أو المطران أو الأُسقف حاضرًا، يتقدّمه الشمامسة والكهنة وهم يحملون الشموع فى أيديهم مع سعف النخل وأغصان الزيتون.
ورتبت الكنيسة عدة صلوات لها طابع خاص بأحد الشعانين؛ حيث نظمت تسبحة نصف الليل لعيد أحد الشعانين، ورفع بخور باكر عيد أحد الشعانين، والطواف داخل الهيكل وبعد انتهاء الدورة يقول الكاهن أوشية الإنجيل ويطرح المزمور قبطيًا ثم يقرأ الإنجيل قبطيًا وعربيًا. وتختتم الكنيسة بصلاة التجنيز العام، والغرض من عمل التجنيز العام فى هذا اليوم هو خشية أن يموت أحد من الشعب فى أسبوع الآلام فلا يجب رفع بخور إلا فى يومى الخميس والسبت، فهذا التجنيز فى الأربعة أيام التى لا يجب رفع بخور فيها، بل إذا انتقل أحد من الشعب يحضرون به إلى البيعة وتقرأ عليه الفصول التى تناسب التجنيز دون رفع بخور. وأمرت الكنيسة أن تصلى صلاة التجنيز على إناء عادى به ماء ويرش منه على المصلين،
تهتم الكنيسة بوضع أيقونة الشعانين امام المذبح و تتميّز أيقونة الشعانين بطابع الاحتفال والانتصار، فمنظر أورشليم البهيّ غالبًا ما يكون باللون الأحمر أو الأبيض، وألوان الثياب المنثورة على الطريق يضفى على الأيقونة طابع البهجة. وفى الأيقونة يبدو المسيح جالسًا على جحش يحنى رأسه إلى الأرض، ورجليه فى اتجاه واحد، وتهدف إلى توضيح تواضع المسيح ووداعته وهو يُبارك شعبه، ورأسه ملتفت إلى خلف باتّجاه تلاميذه الذين يتبعونه. وأيضًا يرمز الحيوان إلى بهيمية الأمم التى رفعها السيد وجعلها تسمو، بينما فى أكثر الأيقونات الغربية يركب مثل الفارس على حصانه، وهذا يبدو واضحًا فى الكثير من الأيقونات الروسيّة؛ حيث يُستعاض عن الجحش بالحصان، لأنّ الجحش لم يكن حيوانًا معروفًا فى تلك البلاد.
أمَّا الأطفال فتبدو عليهم علامات الفرح، وعيونهم مع حضور الرب تدعو للتمثّلْ بطُهرهم البريء وفى أيديهم يحملون سعف النخل وأغصان الزيتون، فقديمًا كانوا يستقبلون الملوك عند عودتهم من الحرب ظافرين، ولذلك استقبل الشعبُ المسيحَ الراكب على جحش على أبواب أورشليم كغالب للموت، وساحق للخطية ومُحطم للشيطان.
والاطفال مع والديهم يهتمون بعمل اشكال متعددة باغصان السعف بجدلها مثل الحيوانات والورود والاكاليل والصلبان وشكل الحلي والملابس ويستغرق هذا طول ليلة احد السعف , وكان الاباء يقدمون السعف بعد جدله الي الاطفال الذين فقدوا احد والديهم ليجليبوا لهم الفرح.

القبض علي من يحمل سعفا
يقول المقريزى (1365-1442)فى كتابه «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» عن احد الشعانين ويسميه عيد الزيتونة ربما يرجع الاسم لاستقبال السيد المسيح بالزعف واغصان الزيتون
"عيد الزيتونة:ويعرف عندهم بعيد الشعانين، ومعناه التسبيح. ويكون في سابع أحد، من صومهم. وسنتهم في عيد الشعانين أن يخرجوا سعف النخل من الكنيسة. ويرون أنه يوم ركوب المسيح العنو،(وهو الحمار) في القدس، ودخوله إلى صهيون وهو راكب،
والناس بين يديه يسبحون، وهو يأمر بالمعروف، ويحث على عمل الخير، وينهي عن المنكر، ويباعد عنه. وكان عيد الشعانين من مواسم النصارى بمصر، في كنائسهم. فلما كان لعشر خلوان من شهر رجب، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، كان عيد الشعانين، فمنع الحاكم بأمر الله أبو عليّ منصور بن العزيز بالله النصارى من تزيين كنائسهم، وحملهم الخوص على ما كانت عادتهم، وقبض على عدة ممن وُجد معه شيئًا من ذلك، وأمر ما هو محبَّسٌ على الكنائس من الأملاك، وأدخلها في الديوان، وكتب لسائر الأعمال بذلك، وأُحرقت عدة من صلبانهم على باب الجامع العتيق"
كل عام والعالم كله بخير وسلام .



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قال البابا :الوطن قبل الكنيسة
- هل المسيحيون يؤمنون بثلاث الهة؟
- اللاهوت والناسوت في شخص المسيح
- حيثيات صلب المسيح
- صوت صارخ في البرية
- كيف القضاء علي الاسلام الارهابي ؟
- سؤال وجواب في الارهاب الاسلامي
- دماء الاقباط بذار الايمان
- قضية القدس عاصمة اسرائيل
- القدس لمن؟
- هدم الكنائس في العصور الاسلامية
- الارهاب ومستقبل الايام
- المثقفون وغلق الكنائس
- عيد الهلوين (الحصاد سابقا)
- غلق الكنائس لارضاء المتشددين
- المسيحيون رمانة الميزان للدول العربية ج2
- المسيحيون رومانة الميزان في المنطقة العربية ج1
- متي يحقن دماء الاقباط؟
- الحياة بعد الموت
- هل المسيح لم يمت على الصليب بل أغمى عليه ؟!


المزيد.....




- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...
- مسؤولان إسرائيليان: تل أبيب تنازلت عن مطلبها بفرض قيود على ع ...
- بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا
- تمكين «ذوي الهمم» الأوراق المطلوبة للتقديم على شقق ذوي الاحت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيف شاكر - احد السعف (عيد الشعانين )