أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قيس قره داغي - الالتفات على آذار وكركوك او القيد الذي ألتف على معصم العراق والمنطقة















المزيد.....

الالتفات على آذار وكركوك او القيد الذي ألتف على معصم العراق والمنطقة


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 07:47
المحور: القضية الكردية
    


كان على البعث ان يف ببنود اتفاقية آذار 1970 بدلا من التاكتيك الذي لجأ اليه لكي يضمن على الاقل ضمان قيادته للعراق ، فالبعث استولى على الحكم في تموز 1968 بكل يسر ولم يكن هنالك ما يعكر صفو حكمه سوى الثورة الكوردية التي بدأت شرارتها في 11 أيلول 1961 ولم تتمكن ثلاثة حكومات متعاقبة قبله من اخمادها أو حتى إضعافها بعد ما جربت حظوظها وألتجأت حتى الى استقدام الجيش السوري الى كوردستان ، ولذلك فكرت اركان البعث ان يعملوا على ازالة الخطورة هذه امامهم ، غير انهم لم يجيدوا اللعبة فتقدموا الى قيادة الثورة الكوردية للتفاوض بشأن حل القضية الكوردية وهم يبيتون في داخلهم نيات غير طيبة ظنا منهم ان وسيلة المناورة ستوصلهم الى الغاية الاساسية وهي السيطرة الكاملة على العراق ومن ثم تمهيد الطريق لقيادة الامة العربية من خلاله فوقعوا وأوقعوا المنطقة في سلسلة طويلة من المشاكل لم تنتهي الا بوقعهم في الفخ الذي نصبوه للاخرين ووقع في نفس الفخ اطراف اخري تعلقت بشباك الفخ وهي تسلك نفس الميكافيلية البعثية في الوصول الى اهدافها السياسية وكانت شعوب المنطقة هي الضحية ، اما الحركة الكوردية رغم الانتكاسات التي لحقت بها جراء تلك المؤامرات المتتالية بقت هي الوحيدة تخرج من أتون تلك المشاكل بعافية وباتت رموزها تقترب من مراكز القرار التي طالما كانت تقلب لها ظهر المجن .
مسلسل الاحداث انطلقت منذ البداية وقبل خمسة وثلاثين سنة حينما كان الكورد لا زالوا يحتفلون بنجاح الاتفاقية فكان الطرف المقابل منهمك بنسج مؤامرة خبيثة حيكت خطوطها في دهاليز الامن العامة لأغتيال زعيم الثورة المرحوم مصطفى بارزاني فارسلت وفدا من رجال الدين الشيعة والسنة وبعض عناصر الامن العامة وهم يحملون أجهزة مقنبلة لزيارة البارزاني في مقره بناوبردان وقد درسوا شخصية البارزاني الذي كان يكن الاحترام للدين ورجالها فاستقبل الوفد فعلا من قبله وأثناء الحديث الذي جرى في قاعة صغيرة جدا تم تفجير جهاز التسجيل الموضوع بين البارزاني واحد الملالي على طاولة صغيرة بينهما ولكن البارزاني خرج من الحادث باعجوبة كبيرة وسط احتجاج جماهير كوردي واسع لتبدأ العقبات الاخرى التي بدا النظام زرعها بدأ بترحيل الكورد الفيلية ومرورا بأستئناف عمليات التعريب لمدن كركوك وخانقين وسنجار التي بدات بنقل الوجبة الاولى من المنتسبين الكورد لشركة نفط الشمال بكركوك الى انتهى الامر بالقطيعة النهائية بين النظام والحركة الكوردية بعد ما تم تقطيع كركوك وألحاق اقضيته الكوردية الى محافظات الشليمانية وديالى و صلاح الدين وأعلن عندها الكورد استئناف القتال ليلتحق اكثر من 100 الف بيشمركة بالثورة وبها صنع النظام الحلقة الاولى من السلسلة التي اعدها لاعدام المنطقة برمتها .
خلال سنة من القتال المستمر سجل فيها البيشمركة انتصارات كبيرة في الميدان اصبح الجيش العراقي الذي تحول الى اداة قمع بشكل تام ، فلم يتحقق الهدف الذي اراد النظام تحقيقه فالتجأ الى مناورة كبيرة أخرى تنازل فيها عن شط العرب واراضي عراقية لنظام ايران المشاهنشاهي المقبور لقاء التفات الاخير على مساعدتها للثورة الكوردية وقطعها فتم له الامر بعد ما المحت الدول العظمى ومن ضمنها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي السابق فتم الاعلان عن اتفاقية الجزائر المشؤمة في آذار 1974 التي شلت الثورة الكوردية لفترة قصيرة لم تتجاوز العام الواحد لتستأنف الثورة مجددا في جبال كوردستان في وقت كان النظام لم يزل في أوج عنفوان أنتصاره الوهمي كما كان يعتقد ، ولكنه تمكن في غضون ذلك العام بشل الحياة كاملة في الشريط الحدودي الطويل الذي يربط العراق بايران بعد ما تم رفع مئات القرى بسمك أكثر من عشرة كيلومترات وتم شراء ذمم عدد كبير من ضعاف النفوس وكان النظام انه بهذه النفوس الضعيفة التي تصفق له مقابل ماينثر عليهم من مال يتمكن من رص صفوفه وتقويته وبذلك اصبحت الحلقة الثانية من السلسلة جاهزة ليتبع ذلك سقوط النظام الشاهنشاهي الايراني فأصبحت حلقات السلسلة تتوالى وتتلاحم واحدة بعد الاخرى ، مرة أخرى التجأ الى مبدأ التاكتيك الوقتي فاراد تطبيق مبدأ صيد عصفورين بحجر وطبعا كان صدام هو الذي يخطط وينظر لكل هذا بعد ما صفى كل من يشك في قوته داخل حزبه وأبقى فئة تبصم لكل ما يمليه ( القائد الضرورة ) ، فتصور ان الاوان قد آن لاسترجاع ما منحه لايران في اتفاقية الجزائر بعد ما أكلت نار الثورة الايرانية هشيم ايران وجعلتها دولة تدب الفوضى وعدم النظام في قواته المسلحة وكان الحكام الجدد لايران بالمقابل لهم مطامعهم التوسعية واصبح مبدأ تصدير الثورة تصم الاسماع في حينها فساعدت هذه على سرعة نشوب حرب مدمرة لمدة ثمان سنوات احرقت الاخضر واليابس ولم تضع اوزارها الى ان ادرك الطرفان ان جرع السم خير من مواصلة القتال أما صدام بالذات خرج من الحرب كالسكير الذي استرجع رشده بعد عربدة طويلة وإذا به يجد بلده يئن تحت ديون خيالية تصعب تسويته غير انه كان لم يزل مزهوا بالتطبيل الفارغ لانتصاره الوهمي في الحرب فاصبح خطابه يحمل طابع المنتصر على خامس جيوش العالم قوة ومن هذا المنطلق عاد الى عادة التكتيك القديم ففكر بالكويت الصغيرة والغنية بالبترول ، هذه الدولة الصغيرة التي طالب حاكمين من حكام العراق بضمها الى العراق ، أولهما الملك غازي والثاني عبدالكريم قاسم الذي اطلق عليها القضاء العراقي السليب باعتبارها واحدة من سناجق ولاية البصرة في فترة من فترات الحكم العثماني فظن هذا الاخير بانه سيكون الحاكم العراقي الذي يضمه بقوة حرسه الجمهوري بعدما اعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية ستكون الى جانبه وهي التي قدمت له الدعم اللوجستي ايام حربه مع ايران أو هكذا افتهم من حديث سفيرة امريكا في بغداد اياه فدخلها عنوة واعلنها محافظة عراقية كما هو معروف وبها امتدت السلسلة طولا وقوة وهو لم يزل يضيف الحماقات المتتالية على حماقاته بدلا من اعادة النظر الى الدروس والعبر التي لم يتعظ منها في الغلطة القاتلة الاولى التي بدأها عندما أراد استقطاع كركوك من لحمة كوردستان عنوة ، فكانت الانتفاضة التي عمت في طول العراق وعرضه سوى مناطق متفرقة صغيرة بقت موالية له ، غير انه قام بقمعها بشكل وحشي في الجنوب ولكن في كوردستان كانت هنالك قيادة وثورة وأحزاب وجماهير منظمة أستطاعت جني ثمار الانتفاضة وتطويرها الى برلمان وحكومة اقليم استطاعت تحقيق ما لم تتحق سابقا وهي مبدأ الفدرالية التي اقرت في البرلماتن الكوردستاني وكما استطاعت بمساعدة المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية اعادة بناء خمسة آلاف قرية وقصبة كوردية ومن ضمنها حلبجة الشهيدة تم تدميرها عن بكرة ابيها في عمليات وحشية اطلق عليها اسم الانفال بعدما خرج من الحرب العراقية الايرانية بجيش عملاق ، لا أود المرور في الحلقات الاخرى التي صنعتها حماقة النظام لان الجميع على بينة بها وكانت كركوك الحلقة الاولى ولم يقكر أبدا بالعودة الى حيث البدأ بل وضع طاقات عملاقة في خدمة مخططه الاحمق بتغير واقع المدينة القومي حيث لم يمر يوما دون تهجير عائلة كوردية منها واستقدام عائلة عربية اليها ، غير ان تغير طابع مدينة كبيرة كركوك ليس بالامر الهين وربما عمليات التعريب كانت تحتاج الى ضعف أو اضعاف الفترة التي كان صدام فيها حاكما بامره في العراق ( 35 عام ) ولهذ نرى اليوم ان نصف ما عربه صدام في كركوك تم إزالته اتوماتيكيا في ثلاثة سنوات فقط .
ففي الاعوام الخمسة والثلاثين المنصرمة التي مرت على توقيع اتفاقية آذارو 31 عام على اتفاقية الجزائر طرأت تغيرات كثيرة على حياة الناس والحكام والانظمة والقوى والجيوش ، فهواري بومدين الجزائري والشاه الايراني ونظامه الحديدي طواهما النسيان وصدام سقط من الحكم ليعثروا عليه في حفرة تليق بحماقاته ويمتثل الآن امام قاض كوردي من مدينة حلبجة الشهيدة يتوسل به كي يمنحه قوسا من الكلام ورابع جيوش العالم والذي كان يحرق الاخضر واليابس في كوردستان اصبح خبر كان والاتحاد السوفيتي المشترك في مؤامرة الجزائر من خلف الكواليس انفرطت عقده والولايات المتحدة الامريكية اصبحت حليفة للكورد ربما ستكسب صفة الاستراتيجية مستقبلا بعد ما كانت تعطي الثورة الكوردية ( الاذن الطرشة ) كلما سعت اليها سابقا وتركيا التي كانت تطلق اسم رؤساء القبائل على قادة الكورد اصبحت تسعى اليهم لاهثة لئلا تفقد مصالحها في المنطقة فتقعد ملوما محسورا وسوريا صاحبة سياسة الحزام الاخضر الشوفينية ضد الكورد اصبت هذفا جاهزا بين فرضة وشعيرة القناص الامريكي ، أما الشئ الذي بقى صامدا هو الحركة الكوردية ومطالبتها العادلة في استعادة كركوك الى اقليم كوردستان الفيدرالي وهذه هي مشيئة التاريخ لا بد من تحقيقها ، عمر المكر والخديعة والتآمر والالتفات والمناورة والتاكتيك لم يكسب النصر وكان الفشيل الذريع نصيبه دائما غبر التاريخ وستبقى الحركة الكوردية في عافية دائمة ما دامت تمثل امة كبيرة والامم لا تموت ولا تقهر ولكن الانظمة والحكام وحتى الاحزاب تزول وتنقرض ، ولذلك ستعود كركوك كوردستانية شاء البعض ام أبى وإذا احتاج الامر الى دورة جديدة وهذا ما لا نعتقده في ظل الواقع الجديد في العالم ستزول انظمة وايدلوجيات اخرى ولكن كركوك ستبقى كوردستانية .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وطريقها الصعب في الوصول الى مركز صناعة القرار في العر ...
- هذا ما قالتها الصحافة التركية حول زيارة الجعفري
- فلتكن حالة الصائغ عبرة للحكومة العراقية
- سامان گرمياني وكفري .. رجل ومدينة
- العلاسة أخطر ظاهرة في العراق الجديد
- من شهداء التركمان في طريق تحرير كوردستان
- في رحاب الوداع الاخير لمرزية رزازي
- أين هي حكمة المرجعية في هدر الدماء العراقية ؟
- معركة السنة الخاسرة في العراق
- الدستور الدائم ولادة مشوهة بعد مخاض طويل
- دولة شيعية في الجنوب .. لم لا ؟
- نصب للشهيد والمقصلة للشعب
- الكورد الفيلية متمدنون حتى في وثبتهم
- اين الحكومة العراقية من احداث كوردستان ايران ؟
- من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟
- اتهام باطل يراد منه شق صفوف الكورد
- نكهة الذكريات في كتابات الاستاذ احمد رجب
- حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية
- التحالف الشيعي الكوردي _ خوش جمعية و خوش احباب
- ملف المدن المنسية _ كفري


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قيس قره داغي - الالتفات على آذار وكركوك او القيد الذي ألتف على معصم العراق والمنطقة