أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قيس قره داغي - أين هي حكمة المرجعية في هدر الدماء العراقية ؟















المزيد.....

أين هي حكمة المرجعية في هدر الدماء العراقية ؟


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليلة أمس ، كنت اتابع برنامجا خاصا عن الامام المعصوم موسى الكاظم عليه السلام عبر الفضائية العراقية ، حيث ينهمك العالم الاسلامي في احياء ذكرى أستشهاده في 25 رجب 183 للهجرة أي قبل 1206 عاما في عهد هارون الرشيد الذي أرسل له رطبا مدسوسا بالسم وكان الإمام المسجون متنبئا بموته حيث رد على من وجه اليه السؤال المشهور ، متى الفرج ؟ فقال الفرج في ضحى يوم الجمعة وعلى الجسر ببغداد !!
وقد شاهد السائل نعشه في نفس الجمعة الموعودة على أكتاف محبيه على جسر بغداد ( وأغلب الظن كانت لبغداد آنذاك جسر واحد على نهر دجلة ) وهم يودعونه الى مثواه الاخير في مقبرة القريشيين في المكان الذي اخذ اسمه بعدئذ ( الكاظمية ) .
لا أدعي النبوة ولا تلك المرأة العراقية التي كانت بين حشود الناس وقد استطلعت فضائية العراقية رأيها قبل نصف ساعة فقط من حدوث كارثة جسر الأئمة المأساوية حينما قالت كل ماأتمناه أن يعود هؤلاء الناس سالمين الى ذويهم !!! ، لكني تنبأت فعلا ما يقع في هذا اليوم من سيل دماء الابرياء في بغداد ، والمسألة لا تحتاج الى نبوة ، فمجرد العودة الى ما حدث من مآسي بشرية في الاماكن المقدسة اثناء الاحتفالات والمناسبات الدينية يجعل المرأ لا يتوقع ويتنبأ إلا سوء العواقب من جراء أية تجمعات بشرية في العراق المدجج بأعداد كبيرة من الارهابيين السفلة من أعداء الله والانسان والأديان والمذاهب لا فرق بين هذا وذاك الا في درجة قرب الفرد من فكرهم الاسود وبعده .
بقدر ما نغرق أسفا على أرواح العراقيين الابرياء الذين كانوا في موعد مع ( الفرج ) على جسر الائمة ببغداد ، بنفس القدر نتأسف لمماطلة الاطراف ذات المسؤولية في الحفاظ على أرواح العراقيين ، والمرجعية الدينية في النجف الاشرف يتربع على رأس من يتحمل المسؤولية أزاء هذه الحوادث ، يقول النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم ( لا يلدغ المسلم من جحر مرتين ) في حين لدغ العراقيين من جحر الارهابيين السفلة عشرات المرات في غضون فترة أقل من ثلاثة سنوات بعد عاث أيتام البعث وزمرة الزرقاوي فسادا بعد العثور على ولي نعمتهم صدام مختبئأ في حفرة تكريت المشهورة ، فالمعروف ان لفتاوي المرجعية الدينية تأثير بالغ على نسبة غير قليلة من العراقيين وخصوصا شيعة علي ، ولدينا تجارب في التأريخ البعيد والقريب على هذا التأثير الذي لا اريد ان أصفه بالتأثير السحري ، فمذكرات من شاركوا في أحداث ثورة العشرين العراقية قد دونت اهمية تلك الفتاوي في تأجيج الروح الثورية لشيعة علي ضد القوات البريطانية التي أنقذت الشيعة من سلطة العثمانيين الذين اظطهدوا الشيعة طيلة قرون حكمهم في العراق ، تلك الثورة وملحقاتها التي أبعدت الشيعة من مركز صنع القرار العراقي طيلة العقود الثمانية المنصرمات من عمر العراق الحقيقي ، وقد وصل الامر حدا جعل من كل عالم ديني يتعاون مع الحكم الوطني أن يسمى عند أهل الشيعة ( حفيزا ) وهو مصطلح مختصر يجمع بين كلمتي المحافظ والانكليز ، وهذه المرجعية الحالية التي يقودها السيد علي السيستاني تمكنت من جمع شمل جميع الاحزاب الشيعية في كيان سياسي واحد تحت أسم الأئتلاف العراقي رغم وجود الكثير من الاختلافات الصميمية بين تلك الاحزاب ، وقد تمكن هذا الائتلاف من إستخدام أسم المرجعية في الدعايات الانتخابية في الكثير من المناطق ذات الكثافات السكانية الكبيرة وخصوصا في مدينة الثورة التي يعيش فيها اكثر من مليون عراقي شيعي ، وقد تمكن هذا الائتلاف ان يشكل حكومة إئتلافية مع التحالف الكوردستاني الذي جاءت مرتبته الثانية في كسب أصوات العراقيين ، وأرادت الاحزاب المجتمعة تحت خيمة الائتلاف ان تكافئ المرجعية الدينية بأن يجعلها سلطة فوق سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وقد خرجت المسودة الاولى والثانية من الدستور الدائم وهي تحمل بندا خاصا بهذا المعنى ، وكان على المرجعية ان توجه الائتلاف برفع ذلك البند بعد ان أطلعت على آراء الناس السلبية منه وأصبح البند نقطة خلاف رئيسة بين الائتلاف والاطراف الاخرى ولكنها لم تمارس حكمتها التي توصف بها ، في حين سمعنا بعد ذلك فتاوى متنوعة من هذه المرجعية أكثرها تمس وتضر مصالح مستضعفي الكورد في كركوك الذين لا زال الكثير منهم يفترشون الارصفة والساحات العامة هنا وهناك بعد أكثر من عقدين من التشرد والحياة الصعبة ، وآخر الفتاوى كانت فتوى ضد الديمقراطية و الفيدرالية التي باتت مطلبا لجميع أبناء العراق كوردا وعربا وتركمانا وأقليات أخرى ، فأية حكمة في معاكسة مطالب ومصالح الناس ؟
وأهم من هذا وذاك ، صمتت هذه المرجعية أزاء الدماء التي تجري أنهارا في مناطق متفرقة من العراق ، فبأعتقادي ان المرجعية قادرة بأصدار فتوى تأمر وتوجه الشيعة فيها بالتريث في إقامة وأحياء الشعائر التي يجتمع فيها أكبر عدد ممكن من الناس ليكونوا اهدافا سهلة للارهابيين الكفرة ريثما تكون لنا حكومة صارمة تضع حدا لهذا الداء المستفحل في الجسد العراقي وتقطع دابر الانحلال الامني في البلد , فهكذا تجمعات تسهل للارهابيين أرتكاب جرائمهم القذرة بكل سهولة من جهة ومن جهة أخرى تمنح المجرمون جرعات قوية من المعنويات للتمادي أكثر في مشروعهم الدموي بعد أن تروق لهم مشاهدة أشلاء الضحايا الذين هم أعداء أستراتيجيين للقتلة سواء كانوا من السلفيين التكفيريين أو من مخلفات البعث الشوفيني االمنقرض .
أما واجب الحكومة الحالية يجب ان لا يقتصر على بيانات أستنكار وشجب ، بل عليها ضمان أمن وأمان الناس في كل جزء من العراق ، وخصوصا في مثل هذه المناسبات ، ولست أدري لماذا لم يقدم وزير من وزراء العراق استقالته بعد الاخفاقات المتكررة وهي ممارسة ديمقراطية سليمة نلاحظها لدى الآخرين في البلدان الديمقراطية وشبه الديمقراطية حتى في حالة حدوث الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والاعاصير بعد أن يفشلون في تأدية مهامهم بصورة صحيحة ، إن لم يكن سقوط مئات الناس الأبرياء ضحايا في يوم واحد سببا في تقديم الاستقالة من قبل رئيس الوزراء أو وزير الداخلية وهو المسؤول المباشر عن ضبط الأمن وتوفير الراحة والنظام للمواطنين فأية مأساة أخرى ينتظرون كي يفعلوها ياترى ؟ ، ففي عهد هذه الوزارة أصبحت الخلايا الارهابية دولة داخل دولة ، نصف جهاز الشرطة أرهابيون يخططون لقتل النصف الآخر من الشرطة والشعب ، أية وزارة هذه التي لا تملك حتى قدرة حمل أنقاض الجرائم الارهابية على الطرقات الرئيسية مثلما نجد أشلاء شاحنة مدمرة على الخط الرئيسي الذي يربط بغداد العاصمة بخمس محافظات رئيسية وبالتحديد في منطقة العظيم التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى ؟ فالاموال التي تصرفها الوزارة على قوى الامن الداخلي لو صرفت عُشْرها للشركات الخاصة بضبط الأمن أو حتى لأبناء العشائر ( اقولها والاسى يعصرني ) لحفظنا أرواح آلاف الابرياء من الموت الرخيص ، ما أسهل أن تعلن الوزارة الحداد الرسمي على أرواح الشهداء وهو أجراء لا يكلفها شيئا سوى الكلام وهي متألقة في صناعة الكلام وبيان الفروقات والتحولات التي طرأت على العراق بعد القضاء على الدكتاتورية .
أي كان سبب هذه الكارثة البشرية المروعة ، سواء كان السبب رداءة الجسر المنهار ، أو قذائف الهاون التي اطلقها الارهابيون على موقع التجمع ، أو نتيجة لأشاعة نبأ كاذب أو صادق بوجود أرهابي مفخخ بين الحشد أو أسباب أخرى يجب أن تعمل الحكومة على ما يردع حدوث كارثة مماثلة مستقبلا أو إفساح المجال للآخرين في تشكيل حكومة تعرف أي طريق تسلك لقطع جذور الأرهاب ووضع حد لمسلسل القتل الجماعي للعراقيين .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة السنة الخاسرة في العراق
- الدستور الدائم ولادة مشوهة بعد مخاض طويل
- دولة شيعية في الجنوب .. لم لا ؟
- نصب للشهيد والمقصلة للشعب
- الكورد الفيلية متمدنون حتى في وثبتهم
- اين الحكومة العراقية من احداث كوردستان ايران ؟
- من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟
- اتهام باطل يراد منه شق صفوف الكورد
- نكهة الذكريات في كتابات الاستاذ احمد رجب
- حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية
- التحالف الشيعي الكوردي _ خوش جمعية و خوش احباب
- ملف المدن المنسية _ كفري
- مؤتمر عالمي للمرأة الكردية في ستوكهولم


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قيس قره داغي - أين هي حكمة المرجعية في هدر الدماء العراقية ؟