أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قيس قره داغي - من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟















المزيد.....

من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بظهور مسودة الدستور المسخ الى العلن تبددت كل الشكوك حول حقيقة هيمنة الدولة الفارسية من خلال مبشريها على القرار السياسي الجديد في العراق ، واتضحت المؤامرة بعد ما ظهر رأس الشليلة التي رميت في الميدان العراقي بعد ان دس اسم الفرس ضمن مكونات العراق الاساسية جورا لا جهلا .
يدعو البعض من المخلصين في كتاباتهم الى اجتماع القيادات العراقية على المائدة المستديرة لتذليل الاشكالات ونقاط الخلاف التي أخذت تطفو على السطح من جراء انفراد اناس لا يتوفر فيهم ادنى ولاء للعراق على لجنة الدستور و محاولاتهم المشبوهة في زرع المزيد من العبوات الناسفة الموقوتة بين طيات الدستور الدائم للبلد ما يجعل العراقي يستمر في العيش في دوامة العنف الغير مبرر الى ما لا نهاية . ولا اخفيكم سرا اذا قلت اني كنت مع هذه الجوقة الداعية الى حوار الملل والنحل والالوان الداخلة في الفسيفساء العراقي الجميل ولا زلت ، ولكن الدعوة الى الحوار مع كل من جاهد وسعى الى وضع ال ( فرس ) بين مكونات الشعب العراقي ليست الا دعوة الى حوار الخرسان الذين لا يفقهون حتى لغة الاشارة ، واذا كان الحوار لابد منه مع اصحاب هذا التوجه فالاجدى ان يتوجه العراقيين الى طهران وقم للتحاور ( وهذا مستحيل ) لان اساتذة القوم قابعون هناك وهم الذين يصدرون ايعازاتهم الى بغداد كي يتم كل شئ حسب الاتفاقات السرية المبرمة فيما بينهم اثناء ( سنوات النضال السري ! ) وما بعدها .
اقولها والاسى يعصرني ان سواد شيعتنا في العراق سيكونون في نهاية مطاف هذه المحاولات هم المتضررين بعد ان جاءت الفرصة الذهبية بأرجلها الى حد باب بيتهم كي تنقذهم من القمع والاجحاف والقهر عبر قرون طويلة ، اذ يخطئ من يقول ان اضطهاد الشيعة بدأ مع تولى البعث زمام الامور في العراق فالقرون العثمانية حافلة بأشكال التعسف الظالم ضدهم على حساب الحساسيات المذهبية التي كانت موجودة بين آل عثمان والدولة الصفوية الايرانية ، ولكن عندما يريد المرأ قراءة واقع تهميش الشيعة في العراق يطوي تلك الصفحات تجنبا من الملل ويبدأ مع سنوح فرصة القضاء على الدولة العثمانية ودخول الانكليز بقيادة الجنرال مود الى بغداد في 11 آذار عام 1917 ، تلك الفرصة التي لم تحسن القيادات الشيعية الدينة استغلالها فأفتوا بواجب التصدي لها تحت تأثير الدعايات التركية الرخيصة الهادفة الى الدفاع عن حرمة الاسلام ضد الكفار والتي اثرت على الاكراد في نفس الوقت ما دعى الشيخ محمود الحفيد احد ابرز زعماء الكورد آنذاك الى جمع اعداد كبيرة من الفرسان الكورد والذهاب بهم الى اقصى الجنوب العراقي مدافعا عن ( الاسلام ) ضد ( الكفار ) في شعيبة البصرة وقد تحالف العرب معهم بعد ما شاهدوا جماعة الشيخ يدافعون بجنون ويسقطون بالجملة في الميدان فاطلقوا اهزوجتهم الشهيرة ( ثلثين الجنة لكاكا احمد وكراده وثلث للعلي هادينا ) ، وهكذا مع احداث ثورة العشرين التي اندلعت من الفرات الاوسط لينتشر لهيبها في عموم العراق وكوردستان والتي كان حطبها الاف البسطاء والفقراء وعندما حان موعد قطف ثمارها كان هناك عائلة الشريف حسين بن علي بالمرصاد ، فتم اهداء العراق الى هؤلاء الذين لا تربطهم بالعراق اية صلة رحم فارسوا بنيان دولة احادية القطب في العراق استمرت الى يوم خروجهم منه بالقوة ليبدأ مشهد جديد من المسرحية ذاتها ولكن اشد قسوة وبؤس من السابق بعد ما توالت سيطرة اشكال من الاميين والعساكر على دست الحكم في العراق الجمهوري وبقى الشيعة فيها مهمشا والكورد اشد تهميشا وهما اصحاب الارض والتاريخ في البلد .
الحملة الامريكية على نظام صدام المستبد حملت معها فرصة للشيعة ربما لا تتكرر في المنظور المستقبلي القريب ، واقول الشيعة فقط لان الكورد قد انتزعوا ما يشبه الاستقلال انتزاعا بعد انتفاضتهم التي تزامنت مع انتفاضة الشيعة في الجنوب عرفت القيادة الكوردية ترجمتها الى حكومة ذاتية مستمرة في حكم الجزء المحرر في كوردستان لحد الآن في حين كان معظم هذه القيادات الشيعية بعيدة عن الشيعة المنتفضين بالاف الاميال ولذلك انقلبت انتفاضتهم الى مأساة المقابر الجماعية قرب المقابر الجماعية التي احتوت على 182 الف مواطن كوردي سبقوهم اليها في عمليات الانفال السيئة الصيت .
في بداية الزحف الامريكي على العراق الذي بدأ من ميناء ام قصر ، ارادت بعض الجهات الاعلامية والقومية العربية المشبوهة ان تدفع اهل الجنوب الى مشاكسة القوات الزاحفة الى بغداد ولكن اهل الجنوب ادركوا خطورة الامر فتجنبوه ولم تكن هنالك اية قيادات اسلامية شيعية في العراق سوى افراد من الوجوه الدينية المشهورة كالمغدور السيد عبدالمجيد ابو قاسم الخوئي الذي خاطر بدخول النجف ليلعب واجبه الارشادي غير انه اصبح ضحية لفدائيي صدام الذين اندسوا الى التنظيمات الدينية الجديدة بغية اشعال نار الفتنة في صفوف الشيعة فطعنوه عدة طعنات بالسكين ليردوه قتيلا في الصحن الشريف ، احد علماء الدين وجه للشيعة آنذاك تحية ملغومة متلفزة عندما قال حي الله الشيعة المدافعين عن العراق من دخول المحتل ، ولكن عقلاء الشيعة ( من الليبراليين ) افتهموا فحوى التحية وكتب احدهم في عمود صحفي ، انهم يريدون لتاريخ تهميش الشيعة ان يتكرر ، ولكن بعد ان اصبح الطريق سالكا الى بغداد تقاطر اليها الملالي افواجا وجماعات قادمين من طهران وقم وفي رؤوسهم خارطة طريق استنساخ نظام الحكم الايراني في العراق ، وطفقوا يسحبون البساط من تحت اقدام الشعب المبتهج بالانعتاق من كابوس الدكتاتورية المقيتة وتوحدوا رغم كل الخلافات في أئتلاف باركته المرجعية الدينية في النجف ما جعلهم يفوزون بالاكثرية الساحقة في الجنوب العراقي لتؤهلهم فيما بعد بالانفراد في لعبة كتابة الدستور الدائم التي اوكلوها الى كائن غريب لايعرف حتى تمييز الكورد الفيلية من الفرس ، تصريحاته في وسائل الاعلام اصبحت مثار سخرية العراقيين وغير العراقيين ، خرجت المسودة الى العلن وهي مكتوبة بلغة ركيكة واحدة فقط وهي اللغة العربية خلافا لقانون ادارة الدولة ااذي من المفروض ان يكون اساسا في العمل لكتابة الدستور ، هذه المسودة تحوي مواد تعتبر بعضها استهلالا لموضوع انتقال العراق الى مرحلة اظلم بكثير من مرحلة حكم البعث واعني مرحلة تطبيق كل ما يطبق في ايران من قوانين ليخجل المرأ ان يسميها قوانينا ، لا حقوق انسان ولا حقوق المرأة ولا حقوق اطفال ، وقد ظهرت في بصرتنا العراقية بوادر ذلك الانتقال بعد ما قرانا العديد من الاخبار السيئة من قتل الحلاقيين والاعتداء على النساء ومعاقبة الطالبات على شكل ملبسهن والى آخر السفاهات التي تحدث في عهد الحرية المذبوحة ، انظروا الى الفجوة الكبيرة التي احدثوها في جدار تحالفهم التكتيكي مع القائمة الكوردستانية ، كل طلبات الكورد في الدستور الدائم اصبحت خطوط حمراء بالنسبة لهم عليهم تصديها من دون حساب ، اذن مالذي جنى الكورد من العراق الجديد ، اينتظروا حتى يقوى عود الجماعة كي يصبح الكورد سندويجا بين فكي فارس ايران وفارس العراق ؟
والا قولوا لي بحق من خلق الحسين عليه السلام ، ماالذي يضر الشيعة من اقرار الفدرالية في العراق حتى تكون نقطة خلاف بين ( ممثلي الشيعة ) والقائمة الكوردستانية ؟
ما الذي يحدث للشيعة فيما اذا صرف جزء من عائدات النفط المستخرج من البصرة وكركوك على منكوبي المنطقتين حتى تصبح نقطة خلاف رئيسة بينهم وبين ممثلي كوردستان ؟
لماذا الاصرار على جعل العربية اللغة الرسمية الوحيدة في البلد وامامهم تجربة سويسرا حيث ان نسبة الالمان فيها يبلغ 70% وفيها اللغة الفرنسية لغة رسمية ونسبتهم 20% واللغة الايطالية لغة رسمية في حين نسبة المتكلمين بالايطالية تبلغ 9% واللغة الرومانية القديمة رسمية في مقاطعتهم ( خور ) ونسبتهم فقط 1% وسويسرا لم تخسر شيئا من وجود كل هذه اللغات الرسمية لا بل اصبح الدستور الفدرالي السويسري عامل امن واستقرار للشعب السويسري ومثال نموذجي لكل دول العالم .
لماذا الاختلاف على اسم العراق الفدرالي واصراركم على جعلها جمهورية اسلامية في حين جارتنا الغربية الجنوبية تسمى المملكة العربية السعودية ولم تذيل بالاسلامية وفيها قبلة الاسلام والمسلمين في العالم وملكها يكنى بخادم الحرمين الشريفين .
لماذا الادلاء بكل تلك التصريحات الاستفزازية بحق البيشمركة وقد كنتم سابقا تتسارعون في فتح مقرات لكم في الخطوط الخلفية لقوات البيشمركة لكي تكسبوا صفة النظال ضد الدكتاتورية في ( ارض الوطن ) !؟
لمصلحة من يجري تهميش الكورد الفيلية وهم الشريحة الكوردية التي تشاطركم المذهب وسبقت كافة شرائح الشعب العراقي في تحمل اضطهاد الحكومات العراقية الشوفينية المتعاقبة , حتى البعض منهم ظن انكم سوف توفون بحقهم وتعوضون ما يتيسر تعويضه قبل ان يجف الحبر الازرق على سباباتهم التي غمروها من اجلكم في قارورة الحبر الازرق في لعبة الانتخابات الاخيرة فكانت النتيجة تكريمهم بمنحهم صفة ( الفرس ) في مسودتكم السوداء .
فاتكم وانتم تلعبون بمقدرات العراق باسم الاكثرية الماحقة ان من ضحى بالكثير من القيم المعنوية والمادية قادما عبر البحار والمحيطات لازاحة حكم صدام حسين لم يبقى هكذا متفرجا على جر العراق الى بلاد فارس وسحب ولاية الفقيه الى ارض العراق ، فانتم وكافة قادة العراق تمارسون لعبة الحكم في غرفة من زجاج ، ومن الاجدر ان تعملوا مافيه خير العباد فمصلحة البلد في الاستفادة من سيل الانتقادات التي كتبها العراقيين شيعة وسنة ، عربا وكوردا وتركمانا وكلدوآشوريين ، ايزيديين وصابئة وواسلاما ومسيحيين والكورد الفيليين وهم ابناء هذا البلد ولاجلهم يكتب الدستور .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهام باطل يراد منه شق صفوف الكورد
- نكهة الذكريات في كتابات الاستاذ احمد رجب
- حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية
- التحالف الشيعي الكوردي _ خوش جمعية و خوش احباب
- ملف المدن المنسية _ كفري
- مؤتمر عالمي للمرأة الكردية في ستوكهولم


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قيس قره داغي - من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟