تساؤلات في رحلة عجيبة.....

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 03:24
المحور: الادب والفن
    

في رأسي ثقي أسود
يمر من أمسي إلى حيث لا تأريخ يذكر
هل هو جنون؟
أم صحوة عقل؟
يبدو أن جحيما ما قد مر من هنا
دمر جدران ذاكرتي المعطوبة بأشياء تافهة
حاولت أن أشعل عود كبريت
لأرى خيط الشمعة المتدلي من جسدها الهزيل..
حتى النور لا يمكنه المرور من هنا.....
جاء الصوت من خلف ظنوني
صه أيها الغريب
ليس للأحلام الوردية لون محدد
ككل الأحلام
تلبس ثوبها الشفاف
من غير طعم ولا لون ولا رائحة
هنا أنت وحدك
والزمن لا يسير
والمكان مقفر من الأشياء
فلا تتعب خطواتك المتعبة أصلا
في البحث عن وهم الوجود
لا أرباب
لا كتب
لا رسالات
لا شيء
لا شيء أبدا..... لا شيء هنا
أنت واقف في صحراء مترامية الأطراف
حتى الشمس أبت أن تعود
حتى يخرج الظلام من هذا الثقب اللعين
أعرف أنني أكلم نفسي
وهي تكلمني
وأظن أن الجميع يصغي
الجمع موتى منذ زمن سحيق حتى قبل الخلق والوجود.....
أنت أيها الحي الذي تفكر بأجوبة
أخر الموتى
وأول من سبقهم بالرحيل
رباه أي رباه
ماذا يدور من حولي؟
من يكلم من
وأنا صامت مذهول
تدور بي لحظاتي بلا زمن
بلا شيء يدور اللا شيء هنا
أين أنا؟
ولماذا هذا الصمت المرير؟
ولماذا كل شيء معتم؟
أبحث في جيوبي عن أجوبة مخبأة للزمن الأغبر
حتى تلك الخرق البالية نسيت أن تحمل معها ما يلزم
لساعة الضيق...
تصفيق لي
تصفيق ثم تصفيق يمزق السكون
ولتنشب في مدار تيهي زلازل وحريق
تصفيق
لعلي أكون غارقا بنشوة أفيون يسلب لبي
وينتشليني من هذا الغريق
تصفيق
لقد نلت إذا أجازة الجنون
ولم أعد بحاجة إلى هوية أخرى
فكل الهويات التي تحملون ستفقد عقلها في لحظة وعي
ومن خلف الجنون.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل