تكوين النص وأثره على المتلقي

منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 00:53
المحور: الادب والفن
    

الكاتب عندما يقوم بكتابة نص فانه في لحظة التكوين تتبادر الى ذهنه صورا مختلفة واقصد بالصور تلك المشاعر المنبثقة داخله وهذا ياتي مع ولادة المضمون فالمضمون بحسب هذه الرؤية سابق رتبة وجودا وبما ان العقل البشري يحمل الكثير من تجاربه الانسانية فهو امام خيارات هائلة من تدفق هذه الصور- سرعة العمل العقلي في احضار المفاهيم - وبالتالي يحتاج المؤلف الى تركيز عال في ترجمة تلك المداليل المشاعرية وغيرها الى الفاظ تنسجم مع تلك المضامين وهذه تعد من الامور التي تحتاج الى تمكن عال من السيطرة على تلك الصور ومحاولة وضعها في اطار شكلي مناسب – لانه احيانا تاتي معاني يفشل الشكل في ايصالها - وكلما زاد وعي الكاتب استطاع ان ياتي بنص راق وله من المضمون الشيء الكثير وبخلاف ذلك ستقفز تلك الصور عابرة ما بعدها وبعدها فيحدث حينها صورا شكلية لا ترتبط ببعضها البعض وتكاد ان تكون مستقلات مضمونية عن بعضها البعض فتجد شكلا ومضمونا لا علاقة له بما بعده وكذلك الذي بعده لا علاقة له بما بعده وهلم جرى
وهذا مجمل جدا من حيثيات تكوين النص والا فان له دراسة عميقة تعتمد في مبانيها على المنهج الفلسفي الذي تنطلق منه وتتعدد تلك الرؤى باختلاف المذاهب المعرفية – قد ياتي التعرض لها - ولكن ليس ها هنا محلها
فنستنتج ان المؤلف عليه ان يكون في حالة ذهنية عالية لكي يكون نصه في المستوى وما نلاحظه اليوم في نصوص معتد بها تلك التدفقات المتضادة والتي تجعل من النص صورا عشوائية لا حد لها وبعدها يُلام القارئ لانه لا يفهم وهذا ليس بصحيح نهجا على اللحظة التكوينية وببساطة يغفل المؤلف عن تلك الطفرات في نصه فيراه من ناحيته مفهوما لان الصورة الكلية موجودة اجمالا في ذهنه ولكن تفاصيلها تضيع من خلال عمليات الفكر التي تنجز بزمن قصير جدا جدا وبالتالي يقع القارئ في النصوص الشكلية المفقودة ويحار في طريقة جمعها فهما وهو اكيدا لم يطابق حركة المؤلف الذهنية اثناء التكوين وتدراك هذا امر لا يحتاج الى كثير عناء من قبل الكاتب ما دام في دائرته الفكرية والمشاعرية ومراجعة دقيقة للنص تكشف مواطن الفراغات التي حدثت بسبب تشتت الذهن في نقل الشكل المناسب لتلك الصورفيستطيع ملاها واما ان نطالب المتلقي بفهمها فهذا لا سبيل اليه وفق ما تقدم بل سيكون طلبا بما لا يفهم واللغة بابسط تعاريفها وسيلة للافهام وليس للابهام

#منير_الكلداني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل