أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - ماذا يقول العراقيون ؟!














المزيد.....

ماذا يقول العراقيون ؟!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 5823 - 2018 / 3 / 22 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت الدنيا في امريكا والغرب ولم تقعد بعد ، ضد شركة فيس بوك ومارك بسبب تسريب معلومات تخص 50 مليون مستخدم الى شركة بريطانية استخدمت المعلومات استخداما سيئا لأغراض سياسية . ورغم ان فيس بوك قد اعترفت بالخطأ ومارك اعتذر عنه لكن القضية ما زالت تتفاعل وقد تنتهي الى المحاكم والغرامات الثقيلة والتعويضات .....
ماذا يقول " أخوة هدلة " ، العراقيون ، ولم يبق منهم فتى ولا فتاة ، ولا شابٌ ولا شابة ، ولا رجلٌ ولا امرأة ، ولا كهلٌ ولا ايجة ، ولا شايب ولا عجوز ، دون ان يفتح له او لها صفحة على الفيس بوك ويتحدث في كل شيء وعن اي شيء ؟!
من الشؤون السياسية حتى الشؤون العائلية . ومن اسرار وقواعد بيانات الوزارات الى التحركات العسكرية ، ومن قرارات المحاكم التحقيقية التي لم تصدر بعد الى آخر ماكنة حلاقة اشتريتها بالأمس . ومن جدول القضايا المطروحة على الاجتماع السري الفلاني الى فصول العشائر وما هتف به المهوال الفلاني بحق الشيخ العلاني ..ومن تطورات اسراراكبر قضية فساد قيد النظر في الهيئة الفلانية الى ماقالته فلانه في ظهر علاّنة خلال عرس فلتان او فاتحة فلتانة ، مما سيتسبب بمعارك عائلية لن تنتهي ، ربما الاّ بسقوط قتلى ، وفصول عشائرية جديدة !
اما الحصيف منهم ومنهُنَّ فيتحدث على الماسنجر ، حاسبا انه "خاص "، وما هو بخاص الاّ فيما بينهم :
" لقد القينا القبض على ثلاثة منهم قبل يومين واعترفوا على فلان وفلان وثالث آخر من المنطقة الفلانية وما زال التحقيق مستمرا ، يبدو ان الشبكة كبيرة ، هذا حديث خاص ، بيني وبينك ، ارجو ان لا تبلغ به أحدا ..."
او
" نعم اكملنا استحضاراتنا وسنهاجم من المحورين الفلاني والعلاني بعد يومين ... ارجوك ، لقد ابلغونا بعدم الكلام بهذا الشأن اطلاقا .... "
او
" نعم انا اداوم في البناية الزرقاء التي تطل على الساحة الفلانية في الشارع الفلاني .... هاهاها هل صدقت انها شركة خدمات عامة ؟! لا يارجل هذه فقط واجهة لتضليل الإرهابيين ، انها بناية الحاسبة الالكترونية التي تخص الوزارة والتي فيها قاعدة بيانات كل شيء فيها ... هش ارجوك لا يسمعنا احد ! "
وبشأن كاميرات التصوير ، فحدّث ولا حرج ، لقد دخلت الى كل شيء وصّورت كل شيء : الملفات السرية ، والقواعد الحربية ، ومخازن الأسلحة ، وشحنات البضائع ، وسجلات الدوائر ، وانتهت الى الحمامات وغرف النوم العائلية ، وتعرى ( بالمعنى الحقيقي للكلمة ) امامها أناسٌ و " أناسات " من كل صنف ، بما في ذلك شيوخ عشائر ووكلاء وزارات ونواب برلمان !!
كانت الامبراطوريات الغازية القديمة ترسل الجواسيس والعيون لرصد كل ما يمكنهم عن أي مجتمع او دولة وضعت في جدول الاطماع والغزو ، وقد أرسل الإنكليز ، عند مطلع القرن العشرين في إثر رحالة وجواسيس اقل أهمية سبقوها ، المس " جيروترود بيل " في مهمة للاستخبارات البريطانية ترتبط بتطلعات التاج البريطاني في المنطقة عموما والعراق تحديدا ، وبعد جولة لها في ايران ، سكنت هناك وادعت انها "علويّة ". كان ذلك اعدادا وتمهيدا ، لكي تأتي الى العراق قبيل الحملة البريطانية والاحتلال الإنكليزي ، فتصبح " الخاتون " وتقيم علاقات سرية واسعة مع تجار وشيوخ قبائل ورجال دين وموظفين كبار ولتتمكن من دقائق هذا المجتمع في طريق التكون ولتظفر بأسراره وتحدد الأسس التي ينبغي لبريطانيا ان تتعامل معه على أساسها ، وكان هذا الجهد الاستخباراتي والتراكم المعلوماتي والصلات المتشعبة بالناس ودواوينهم والاطلاع على اسرارهم وحقيقة علاقاتهم ، ما مكّن " أبو ناجي " وهو الاسم الذي اطلقه العراقيون على الاستعمار البريطاني من ان يدير الامر بسياساته المعروفة لأطول مدة ممكنة .
لكنني اعتقد اليوم ان من الغباء لأية جهة استخباراتية ان ترسل الجواسيس الى العراق لجمع المعلومات ، فكل أنواع المعلومات معروضة وشائعة وحسبها ان تفّرغ عددا محدودا جدا ممن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك والماسنجر ، تحديدا ، وبعد تصنيف وغربلة ومقاطعة يمكن له ان يظفر بأية معلومة يريدها . وهذا لا يعني ، طبعا ، ان تلك الجهات قد كفّت عن استخدام الجواسيس وانما يعني انها استعاضت عن جهود جواسيس المعلومات والاسرار بالعملاء التنفيذيين الذين يتمكنون ، من تقديم خدمات عملية واستراتيجية في تنفيذ السياسات وتطبيق القرارات ! اما المعلومات والاسرار فقد اصبح بإمكان دول وأجهزة اقل شأنا بكثير ان تحصل على أطنان منها في أجواء هذا الانفتاح غير المعقول على نشر وتداول كل شيء ، مما يعبر ، بالتأكيد عن مشكلة او ازمة اجتماعية وثقافية وسايكولوجية . وليس غريبا ، والحال هذه ان تكون لدى مخابرات موزمبيق وبوركينا فاسو ملفات ثقيلة تحتوى علي كل شيء عنّا !
حتى الرئيس الأمريكي السابق ، أوباما ، وهو ابن أصول وحمولة ، كما تعلمون ، كان قد نبه ، خلال فترة رئاسته ، جزاه الله خيرا ، الشباب الى خطورة ان ينشروا كل شيء ، فيما يخصهم ويخص غيرهم ، على حبال مواقع التواصل الاجتماعي ، لكن الظن يذهب بي الى ان العراقيين لم يلتفتوا الى نصيحته هذه وعّدوها حسدا منه لنجاح مارك واكتساح الفيس بوك لكل حواجزهم !
اكتب هذا الكلام ، ممنيا النفس ، ان ترعوي هذه الملايين وتتحسب في عرض كل شيء وتناول كل شيء على مواقع التواصل الاجتماعي وان ينتبهوا الى انهم لا يتكلمون او يتبادلون المعلومات في دائرة شخصية مغلقة وانما في دائرة مفتوحة يتابعها أناس في الطرف الاخر من العالم ، كلهم آذان مرهفة وعيون مفتوحة ، يترصدون المعلومة المهمة والسرّ الخفي ليكون محل بيع وشراء وبزنز قائم لا يرعى فيهم الاّ ولا ذمة ، هذا في ابسط الأحوال اما في أحوال أخرى فقد يكون رصاصة توجه الى صدور إخوانهم وابناءهم وقنبلة تخرب جهودهم وما تبقى لديهم !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بن سلمان واحلام العصافير العراقية !
- الإسلام السياسي: خطابُ قوةٍ ام اعلان افلاس ؟!
- اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ....
- الديمقراطية الممكنة والديمقراطية المستحيلة: ننتخب ام نقاطع؟ ...
- الدوامة...
- امتان لا امةٌ واحدة . شعبان لا شعبٌ واحد !
- كوارث أقارب الخياط !
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) ...
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟!
- اوراق في المقامره الكبرى القادمه !
- ذهب البارزاني ، جاء البارزاني ، عاش حيدر العبادي !
- انصفوا الطلبه : صدام يلغي قرارته المجحفة ونحن نتمسك بها !
- العائلة الحاكمة ولعبة الولد الضال .....
- استفتاء اربيل ومحتويات الصندوق الاسود .....
- البارزاني وشركاءه .....محرقة جديده ؟
- من ايران الى السعودية .... روهينجا يامسلمون !
- عراقيون... مُقبلينَ ، أجانب ....مدبرين !
- ابعد من الاستفتاء ... !
- هل تكره اسرائيل ؟
- ثورة 14 تموز وأسطورة الزمن الجميل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - ماذا يقول العراقيون ؟!