أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عارف معروف - هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) (2)














المزيد.....

هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) (2)


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 11:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عرضنا ، فيما سبق ، لما اشيع ويشاع من احكام وقناعات سلبية بشأن دور الناس ، او المجتمع ، او الشعب ، في مجرى تقرير الحدث او القرار السياسي ذو العلاقة الصميمة بحياتهم ، سلبا و ايجابا ، واتصاف مواقفهم ، عموما ، بالخضوع والمسايرة واللا اهتمام والانتهازية وغيرها من السمات السلبية الاخرى المشابهة وبما ينتهي الى عدم التعويل بالمّره على دور ايجابي ممكن للشعب العراقي واليأس ، بالتالي ، من اية قدرة ذاتيه على الفاعلية والتغيير حقا ، وربما التعويل بالنتيجة ، على عامل خارجي او قدري ( ولذلك اسبابه ومحفزاته ، كما سنرى لاحقا ) . ولكي تكتمل الصورة ، علينا استعراض شقها الاخر ، الذي اعتقد انه جانب مكّمل لها ووجه آخر للعمله ، وهو ما ورثناه و الفناه وشهدناه ،خلال العقود الماضية ، من موقف مغاير اشدّ المغايرة لهذه الاحكام والمواقف السلبية ، اذ جرى ، عبر عقود ،اشاعة نوع من الاحكام الايجابية والمتفائله ورفعها الى مصاف الحقائق التي لا يرقى اليها شك عبر الترديد والتسليم . احكام وتوصيفات تغنت بالشعب ونسبت اليه الرفعة والوعي والحنكة والقدرة الفذة على الفعل فكنت تسمع ان الشعب واع ، وانه شجاعٌ وجسور ، فهو ابو الثورات وشعب الانتفاضات الذي لا يصبر على ضيم وهو ابو الشهداء وباذل التضحيات عن طيب خاطر وهو شعب الاحرار وملهم الشعراء والاجيال ! حتى ان العراقيين تسالمواعلى مايشبه البديهية بالنسبة لهم وهو انهم شعبٌ ذكيٌ ، بل شديد الذكاء ، فطنٌ وحصيفٌ وقادرٌ على تبيّن الخيط الابيض من الخيط الأسود في احلك الظروف واشدّ الخطوب .وكنّوا عن ذلك بأنهم " مفتحين باللبن " ، ناهيك عن انهم شعبٌ كريمٌ وطيب ونزيه !
فمن اين اذن تصدر هذه الاحكام المتناقضه ، وما هو تعليلها الممكن ؟ وما هي آلية تعميمها واشاعتها والقبول والتسليم بها رغم تناقضها الشديد وتعارضها الصارخ ؟! ، واية ارضية تلك التي تتقبلها وتجد فيها تربة خصبة للنمو والتجذر كأحكام نهائية راسخة تنزل بمنزلة المسلمات ، سواء كانت سلبية محبطة ام ايجابية متفائله ؟!
وهل تكمن ، خلف اطلاق واشاعة الاحكام البالغة السلبية التي نشهدها الان غايات معينه تهم قوى او مراكز او دول عدوة تسعى لتحطيم نفسية الشباب العراقي واطفاء حماسة المواطن والتصاقه بوطنه او اندفاعه في الدفاع عن حدوده وثرواته كما يقول البعض ام انها محض احكام فردية تصدر عن جهل وتسّرع وتجد لها اصداء وترديد من قبل اوساط ضحلة الوعي ، قليلة المعرفه ، وان اتاحت لها وسائل الاتصال الحديثه والسوشيال ميديا امكانية النشر والانتشار ؟ ام انها لا هذا ولا ذاك وانما خلاصات فردية واجتماعية صحيحة تم التوصل اليها عبر التعامل بحيادية مع الواقع والتأمل في المعاش واليومي والعياني بعيدا عن المثالية والذاتيه ؟ واذا سلمّنا بان هناك جهات معادية خلف اطلاق واشاعة الاحكام السلبيه في الزمن الحالي ، فمن المسؤول ، اذن ، عن اطلاق واشاعة تلك التعميمات الايجابية المتفائله في العقود السابقة ، خصوصا خلال الخمسينات والستينات والسبعينات ؟! ، هل تكون مراكز وجهات صديقه تعمل لصالح هذا الشعب مجانا ولوجه الله ام انهاكانت نوعا من النرجسية و التقدير الذاتي البعيد عن الواقع ! وأذا كانت التعميمات والاحكام المسبقة السلبية خاطئة ومتجنية فمن يضمن ان نقيضها ، الاحكام الايجابيه صحيحه وموثوقه ؟!
هنالك واقع جدير بالاهتمام ويمكن ان يلقي على موضوعنا اضواء مهمة وهو اننا نجد لدى الشعوب الشقيقه و المجاورة بل وبعض الشعوب البعيدة اصداء مشابهة . فثمة احكام سلبية ترافق اوقات النكوص والتدهور والازمات و احكام وتعميمات ايجابية تشيع وتجد تقبلا وحماسة في ازمنة الصعود والتفاؤل والوعد ، في الوقت الذي توجد فيه خلاصات عامة متفق عليها تدوم وقتا اطول وربما ترسخت لزمن ممتد نسبيا يؤخذ بها كسمات مجتمعية ملازمة . ان معظم الشعوب العربية اليوم ، مثلا ، تعاني من شيوع الاحكام المسبقة المثبطه والقناعات السلبية بحق قدراتها ومستقبلها وامكانية نجاحها وثمة نظرة متشككه لماضيها و لقيمها وتقاليدها وممارساتها ، وقدر اكبر من التشكيك والانكار لثقافتها ومدى تمتعها بعناصر الحياة وامكانية الديمومة والبقاء ! انك لتجد ان معظم ما يردده الشباب العراقيون اتجاه مجتمعهم وقدرة شعبهم له ما يماثله ، بدرجات مختلفه واشكال متنوعة ، لدى السوري واللبناني والاردني والمصري والليبي والمغربي ،ويمكنك ان تتأكد من ذلك في تعبيرات وحوارات الشباب المتعلمين وغير المتعلمين عبر وسائل الاعلام وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي ، وهي التي تعطيك اطلاعا اوسع بفعل انتشارها وسهولة التواصل عبرها .
ان هذا الواقع يمكن ان يعطينا اشارة اولية بان هذه الاحكام ليست نهائية ولا خالدة وانما هي متغيره ومتناقضة ولذلك فهي مرتبطة بالظروف المتغيره اكثر مما هي معبرة عن حقائق نهائية ومطلقه .وان اشاعتها وترديدها لا يستند الى حس معرفي نقدي او فحص علمي مدعم وانما يتم تبنيها والتسليم بها وفقا للعواطف والانفعالات السائدة بسبب الظرف المعاش وما يعتمل فيه من عوامل ايجابيه او سلبيه وانعكاساتها الاجتماعية والسايكولوجيه ، وهذا لا ينفي بالطبع تدخل عوامل طارئة كأن تكون هناك جهات معادية مستفيدة من ترويج الروح السلبية والانهزامية والاحكام المسبقة المثبطة خدمة لأغراضها او جهات سياسية داخليه يهمها اثارة الحماسة والتعزيز ولو على اساس موهوم ، لكن الاساس الجوهري يبقى هو الظروف الموضوعية والبنى الأجتماعية وما يعتمل فيها من عناصر النجاح والفشل ، التقدم والتراجع ، التفؤل والنكوص ،وانعكاسات ذلك على حياة الفرد والجماعة وبالتالي نظرتهم الى الحياة والواقع .... وسوف لن نكتفي هنا بهذه الفرضيات او الاستنتاجات الاولية وانما سنعمد الى تشريح الامثلة والوقائع على امتداد فترة تاريخية مناسبة لنتبين مدى صحة فرضيتنا هذه ....
( وللحديث صله ....)



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟!
- اوراق في المقامره الكبرى القادمه !
- ذهب البارزاني ، جاء البارزاني ، عاش حيدر العبادي !
- انصفوا الطلبه : صدام يلغي قرارته المجحفة ونحن نتمسك بها !
- العائلة الحاكمة ولعبة الولد الضال .....
- استفتاء اربيل ومحتويات الصندوق الاسود .....
- البارزاني وشركاءه .....محرقة جديده ؟
- من ايران الى السعودية .... روهينجا يامسلمون !
- عراقيون... مُقبلينَ ، أجانب ....مدبرين !
- ابعد من الاستفتاء ... !
- هل تكره اسرائيل ؟
- ثورة 14 تموز وأسطورة الزمن الجميل
- ثقافة المساءلة ...غيابٌ اجتماعي !
- جهاز رسمي في دولة كبرى ام عصابة...... برامج سرية وتنظيمات خي ...
- صدام حسين ام فؤاد معصوم ؟
- سياسة حافة الهاوية والابتزاز النووي ...امتياز امريكي !
- روبوتات بشرية لزراعة القنابل والعبوات ! ( 5 )
- إعداد القَتَلة ، بدم بارد وضمير مرتاح ! (4)
- السيطرة على العقول ....وثائق الشر (3)
- استشهاديون ام ممغنطون ، هل لبرامج الCIA العصبية والنفسية دور ...


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عارف معروف - هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) (2)