|
نحو حوار هادئ بين أعضاء الحزب وقيادته
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرية التعبير و الإلتزام الحزبي ، هل هذان المفهومان متناقضان أم منسجمان ، وأين الحدود بينهما ؟
حددت الفقرة 3 من المادة 3 من النظام الداخلي للحزب حق العضو في " نشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب " ، ولم تجر الاشارة الى وسائل الاعلام الأخرى ، وبالطبع لم تجر الاشارة الى مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت في متناول الجميع وبشكل سهل جداً ، وفَرَ امكانية واسعة لطرح الرأي الشخصي ، ومناقشة الاراء الاخرى المنشورة في هذه المواقع ، مما طرح اسئلة عديدة حول طريقة التعامل والتفاعل مع الآراء التي تتناول سياسة الحزب وكذلك الشأن الوطني العام ، ومنها : هل يعكس الواقع التنظيمي والفكري والاعلامي تنفيذ سليم لحق حرية التعبير عن الرأي ؟ وماذا لو تعارض هذا الرأي أو اختلف مع رأي الحزب ؟ ومدى تأثير ذلك على نشاط الحزب الجماهيري والتنظيمي الداخلي ؟
قضيتان مهمتنان على الصعيد الوطني أوضحتا ان هناك خلل في التوازن بين الالتزام بسياسة الحزب وبين ممارسة حق حرية التعبير عن الرأي الشخصي ، هما قضيتا استفتاء كوردستان وانبثاق تحالف سائرون .
في قضية الاستفتاء قدم الحزب موقفاً واضحاً من عملية الاستفتاء في الاقليم ، ولكن ردود فعل وآراء شخصية لعدد غير قليل من رفاق الحزب افرزت شرخاً في فهم حق تقرير المصير للشعب الكوردي الذي يتبناه الحزب منذ عقود ، وبين من هو مسؤول عن ادارة الصراع حول هذا الحق وهي القيادة السياسية الكوردية . كثيرون كتبوا عبر مواقع شبكة الانترنت وأكثر من ذلك من كتب في مواقع التواصل الاجتماعي يكيل التهم والشتائم للقيادة الكوردية بشخص رئيسها وعائلته ، ونَقلَ كوادر حزبية تقود تنظيمات في المحافظات ، الازمة من حق للشعب الكوردي ان يستفتى حول مصيره الى عدم بناء مصانع في كوردستان وهي محررة من الديكتاتورية منذ 1991 ، أو خيانة وعمالة القيادة الكوردية ، وغيرها كثير ، وهذا مالم يثقف الحزب رفاقه به ، واذا كان اعضاء الحزب هم اصدقاء فيسبوكيون لمسؤوليهم فسيتاثرون حتماً برأي هو غير رأي الحزب ، وهنا يكمن السؤال كيف سيثقف المسؤول رفاقه بسياسة حزبه اذا كان هو يفكر بطريقة مغايرة ، ولم تتصدى قيادة الحزب لمعالجة هذا الخلل الفكري .
في قضية انبثاق تحالف سائرون اختلفت آراء الرفاق الحزبين ، دع عنك غير الحزبين ، بسبب من مفاجأة الاعلان وعدم التهيئة الفكرية الداخلية لإعلان هكذا تحالف حيث كانت النشاطات الفكرية والاعلامية تعمل على ابراز تحالف تقدم على اشدها ، وكذلك بعدما صدرت معلومات وتسريبات وتصريحات تعزز هذا الاختلاف الذي انحصر في موضوعة طرف التحالف الآخر وهو التيار الصدري ، وتجربة تحالفات الحزب السابقة . الحزبيون في داخل العراق وقسم ممن خارج العراق التزموا التعليمات الحزبية ودافعوا عن التحالف ، بينما كان هناك حزبيون آخرين ، لايشك اطلاقاً باخلاصهم للحزب ، عبروا عن الشك بجدوى هذا التحالف وطالبوا باجابات واضحة على اسئلة محددة وباجراءات تنظيمية محددة أيضاً ، من خلال الاشكال التنظيمية وكذلك من خلال مواقع الانترنت لأنهم يعلمون ان ارائهم لن تصل الى قيادة الحزب ، بسبب المسافة التنظيمية الفاصلة بين هيئات قاعدة الحزب والقيادة ، وان وصلت فهي متأخرة جداُ ، ويعلمون أيضاً ان صحافة الحزب لاتقوم بنشر آرائهم المعترضة على سياسة الحزب .
حالات محدودة كان فيها التواصل بين قاعدة الحزب وقيادته ممكنة أثناء الندوات المعدودة لبعض القادة وبمناسبات معدودة ايضاً ، وباتت الحاجة قوية لتعزيز التواصل وتبادل الآراء ، خاصة بعد ان أصبحت خدمات الانترنت في متناول الجميع تقريباً ، وغالبية قيادة الحزب لديها صفحات على الفيسبوك تستخدمها لنشر بيانات وأخبار الحزب ومواد اخرى .
لذلك سيكون من المفيد تحويل جزء من مساحة ووقت صفحة الحزب على الفيسبوك الى منتدى للحوار يقدم الرفاق والأصدقاء آرائهم ، ويكون في الجانب الآخر ردود من قيادة الحزب على هذه الاراء ، وبصيغة حوار هادئ بعيداً عن كلمات مثل المتصيدين والمشوشين والمتخاذلين ، وسيساعد مثل هذا الأمر على تفهم وجهتي النظر ، ويخفف من التشنجات في الآراء المختلفة ، وتكون قيادة الحزب أكثر قرباً من القاعدة الحزبية وجمهور الأصدقاء ، والابتعاد عن ارسال الرسائل الداخلية والتي سرعان ماتجد طريقها الى خارج التنظيم ، وهذه الممارسة لاتختلف عن أية مقابلة صحفية تجريها القنوات الفضائية مع قيادات حزبية ، بفارق بسيط هو ان المحاور رفاق واصدقاء الحزب بدلاً من مقدمي تلك البرامج ، ومن السهل تناوب اعضاء اللجنة المركزية الثلاثون على هذا العمل المهم .
انتشار الانترنت ووسائل التواصل تستدعي التحرر من أفكار المركزية الديمقراطية (لازالت موجودة رغم الغائها كجملة من النظام الداخلي) وفكرة نفذ ثم ناقش يارفيق ، وتستدعي الانفتاح لسماع الآراء المختلفة ومحاولة تفهمها والرد عليها بصيغة حوار ايجابي هادئ ، يعمل على توسيع ثقة الرفاق والأصدقاء بسياسة الحزب واجهزة تنفيذها ، حتى تكون لنا أصوات انتخابية أكثر ، وعدا ذلك ستكون الأصوات الانتخابية باتجات اخرى غير تحالف سائرون .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 100+2
-
يوميات دنماركية 101
-
يوميات دنماركية 100
-
يوميات دنماركية 99
-
يوميات دنماركية 98
-
يوميات دنماركية 97
-
(التيار الديمقراطي) الى الوراء دُر ، أيضاً
-
يوميات دنماركية 96
-
(تقدم) الى الوراء دُر
-
يوميات دنماركية 95
-
يوميات دنماركية 94
-
يوميات دنماركية 93
-
يوميات دنماركية 92
-
يوميات دنماركية 91
-
يوميات دنماركية 90
-
يوميات دنماركية 89
-
يوميات دنماركية 88
-
دفاعاً عن الكورد
-
يوميات دنماركية 87
-
يوميات دنماركية 86
المزيد.....
-
لص يهرب من الشرطة ليعلق في هيكل شاهق لا يمكنه النزول منه.. ش
...
-
شركة أمريكية تعيد إحياء اختراع الطائرة الفضائية..كيف؟
-
أوكرانيا تستهدف مناطق عدة في روسيا بينها موسكو بأكثر من 140
...
-
عشرات القتلى والجرحى في -منطقة إنسانية- بغزة.. وإسرائيل توضح
...
-
أبل تكشف عن آيفون 16 المعزز بالذكاء الاصطناعي
-
مصر.. قرار جديد بعد القبض على سعد الصغير
-
زاخاروفا تعلق على مفاوضات نظام كييف مع الإرهابيين في سوريا
-
شويغو: ممثلو -بريكس- سيناقشون المبادرات حول أوكرانيا
-
الصحة اللبنانية: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بغارة إسرائيلية
...
-
إيران تؤكد سيادتها على الجزر الثلاث وتدعو للعودة إلى المفاوض
...
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|