جيل دعدع

ساره حسين مصلح
شبه كاتبة
(Sarah Hussain)

الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 00:26
المحور: الصحافة والاعلام
    

جيل دعدع :
كلمة كانت تطلق على الاجيال الصغيرة المشاغبة , كانوا يستخدمونها مربيات الاجيال ( المعلمات ) وكبار السن ايضاً ..
كل جيل يأتي يدعونه ب جيل دعدع ونسألهم ما معناه..؟ يقولون لا نعلم لاننا توارثناها من قدمائنا اي بمعنى تقريبي الشغب وعدم المبالاة والكسل والدلال والخداع وغيره...!
يصفوننا بهذه الصفات على الرغم من كوننا جيل تحمل الصدمات وهو صغير , وتحملنا صوت المدافع والقذائف والانفجارات وصوت كسر الزجاج المتطاير على اجسامنا , صوت كسر الابواب من قِبل الاحتلال للتفتيش عن السلاح ولا يجدون سوى الالعاب.!
وتحملنا عصف الانفجار الذي يرمينا بعيداً مصابين بجروح خفيفة , تعودنا على فقدان من نحب من اهلنا واصحابنا تحت مسمى ( الموت ) , ذلك الموت الذي يأخذ كل عزيز وحبيب ويكسرنا ويهشمنا داخلياً.!
نحن جيل المقابر نذهب لزيارة صديق اخ اخت اب ام .... الخ , نحن جيل ننطق الشهاده عند الخروج من المنزل حتى عودتنا اليه سالمين .. نحن جيل ضحى بشبابه لاجل حماية الوطن من العدو الذي لا نعرف من هو حقيقةً....
كل هذه الحروب والاوضاع المتأزمة والطائرات تحوم فوقنا وكنا نذهب لطلب العلم , نذهب للقاء اصحابنا ومعلمينا وندرس ونجتهد ونتفوق ..
نحن جيل تقاسمنا طعامنا في ساحة المدرسة , وابتعدوا عنا اصحابنا بسبب التهجير الطائفي , نحن الجيل الذي عندما نضحك نقول ( اجعلها ضحكة خير يارب ) نخاف الضحك نخاف الحب و نهاب الموت.
لكن نبقى بنظرهم جيل دعدع..؟
نبقى الجيل الطائش بأعينهم وجيل الانترنيت والتكنلوجيا ولا يدركون بأننا ضاهرياً شباب لكن قلوبنا كَهِلة متعبة من الهم والخوف ..!
خوفنا من المستقبل المجهول ياترى هل سنبقى هكذا !؟
هل سيبقى الحقد والكره بيننا !؟
على الرغم من كل هذا نحاول ان نمحي ماتركوه اهلنا من حقد وطائفية ونتعايش بحب وسلام , نحاول اصلاح بلداً دُمر فيه تراثه وحضاراته ومقدساته , ندرس ونعمل بزمن لا وظيفة فيه الا ما ندر , نحن جيل الاصلاح على اعتاقنا , جيل دعدع هو جيل شباب المستقبل.







# سارة_حسين_مصلح
صحافة / ثاني

#ساره_حسين_مصلح (هاشتاغ)       Sarah_Hussain#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل