أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاظم حبيب - المرأة العراقية والذكورية الجاحدة! في الذكر السنوية ليوم المرأة العالمي















المزيد.....

المرأة العراقية والذكورية الجاحدة! في الذكر السنوية ليوم المرأة العالمي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5809 - 2018 / 3 / 8 - 10:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس هناك من جديد في بلاد ما بين النهرين بشأن المرأة العراقية، سوى مسألتين بارزتين هما: استمرار الذكور على جحودهم الفظ لدور المرأة ومكانتها في الدولة والمجتمع والاقتصاد وإصرارهم على انتزاع حتى ما تبقى لها لما تحقق من حقوق قليلة قبل خمسة عقود في قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 أولاً، وإصرار المرأة الشجاعة على مواصلة النضال بعزم أقوى وأشد من السابق على انتزاع حقوقها المشروعة والعادلة ومساواتها التامة بالرجل ثانياً، ودعم هذا النشاط من جانب المتنورين من الذكور ومنظمات المجتمع المدني والقوى التقدمية، في مواجهة نظام سياسي طائفي مقيت يدعم كل الإجراءات التي تحط من قدر المرأة وتنتزع حقوقها وكرامتها، بما في ذلك البنات القاصرات في قانون أو تعديلات قانونية للقانون السابق أقرها مجلس الوزراء وحولها إلى مجلس النواب لإقرارها، والتي تعبر عن مدى الوضاعة التي وصل إليها النظام السياسي بالعراق وعموم القوى الحاكمة حتى الآن. وقد نهضت حملة إنسانية نبيلة ضد هذه التعديلات المقترحة وأجبر مجلس النواب البائس على تأجيل إقرارها لظرف أخر يمكن عندها فرضها على المجتمع!!
بسبب فداحة الاغتصاب الحاصل على حقوق المرأة العراقية، ينسى الكتاب والإعلاميون التقدميون ما في اللغة العربية من ذكورية مطلقة، وهي لغة القرآن أيضاً. إذ أن جميع المسائل الواردة في القرآن تتحدث إلى ومع الذكور لا غير، وليس مع المرأة. وحين يرد ذكر المرأة فباعتبارها تابعاً وخاضعاً للرجل، نتاج ضلع..، ولأن "الرجال قوامون على النساء..". (راجع هنا المقال القيم للدكتور محمد محمود الموسوم " واضْرِبُوهُنَّ: قراءات الأمس"، الحوار المتمدن بتاريخ 06/07/2018). وهكذا عاش وما زال العرب يعيشون منذ قرون على إنكار حقوق المرأة ودورها المماثل والمعادل لدور الرجل في الدولة والمجتمع والاقتصاد وبقية المجالات، ويتعاملون معها على إنها "ناقصة عقل!". ومن يفكر بهذه الطريقة يؤكد أنه يعاني من نقص في عقله بالمطلق، وليس المرأة. فمن حق الرجل أن يضرب المرأة إن نشزت، كما جاء في سورة النساء 4، الآية 34: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"، ومعنى النشوز، كما جاء في معجم المعاني، "نَشَزَتِ الْمَرْأَةُ بِزَوْجِهَا: تَمَرَّدَتْ عَلَيْهِ ، اِسْتَعْصَتْ ، أَبْغَضَتْهُ". لم يكن الإسلام وحده قد اتخذ هذا الموقف من المرأة، بل سبقته اليهودية ومن ثم المسيحية. إلا أن الديانتين اليهودية والمسيحية قد شهدتا تحولاً في الموقف والممارسة عبر عملية التنوير التي صاحبت التطور الصناعي وبروز البرجوازية في الحياة السياسية والحكم وتبني مبدأ المساواة بين المرأة والرجل وتحرير المرأة من عبودية الرجل وهيمنته البشعة، في حين مازال المسلمون، يعاملون المسلمات، على ما وضع منذ أكثر من 1439 عاماً ولم يعرفوا عملية التنوير الديني والاجتماعي حتى الآن. ورغم كل ذلك استطاعت المرأة في بعض الدول العربية والدول ذات الأكثرية الإسلامية انتزاع بعض الحقوق، ومازلن يناضلن لانتزاع بقية الحقوق من براثن الرجل المستأسد على المرأة والمغتصب لحقوقها. في هذه المقالة القصيرة سوف أعالج مسألة واحدة تبدو هامشية للبعض، ولكنها أساسية في حكم الموقف الذكوري المتخلف من المرأة.
منذ سنوات بدأت استخدم في كتاباتي لغة ذكورية وأنثوية في آن واحد. ووجهت نداءات بضرورة استخدام هذه الثنائية في الكتابة. ولكن القلة القليلة استجابت لهذا النداء حتى الآن. وليس هذا غريباً على بلد مثل العراق أو الدول العربية. فالألمان الذكور يواجهون، رغم تحررهم يواجهون، مثل هذه المشكلة، وتتجلى في مطالبة متزايدة من جانب النسوة بتغيير النشيد الوطني إلى لغة ذكورية وأنثوية في آن واحد، أو التخلي عن بلد الأب Vaterland، واستخدام بيت الوطن،Heimatland . (راجع جريدة برلينر تسايتونك بتاريخ 06/03/2018، ص 8).
إن استخدام اللغة الثنائية، ذكورية وإنثية، من جانب كتابنا وكاتباتنا ومن جانب إعلامينا وإعلامياتنا، من جانب الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ونقابات العمال والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، وفي الكتب الدراسية لجميع المراحل الدراسية، سيلعب دوراً تثقيفاً مهماً جداً، إلى جانب دوره النفسي والاجتماعي، على السامعين والسامعات كافة، وسيساهم تدريجاً في إلغاء اللغة الذكورية المنفردة لصالح اللغة الثنائية. وسيجد تعبيره تدريجاً في السلوك الفردي للمرأة والرجل ويقترن مع النضال المتواصل من أجل انتزاع الحقوق الفعلية الأخرى وليس باللغة فقط. فبدلاً من أن نكتب "أبناء" العراق، لا بد لنا أن نكتب "بنات وأبناء" العراق، رجال ونساء العراق، أو بدلاً من أن نكتب الأستاذ فلانة بن فلان، لابد أن نكتب الأستاذة فلانة بنت فلان، أو المديرة أو القاضية أو الوزيرة أو العالمة أو الدكتورة...الخ.
حين وصلني العدد الأول من المجلة الإلكترونية "الأكاديمي" باللغتين العربية والإنكليزية، عن "جمعية الاكاديميين العراقيين في استراليا ونيوزلندا" واطلعت على محتوياتها القيمة حقاً، لفت انتباهي، وهي مجلة أكاديمية ديمقراطية تصدر عن جمعية متقدمة في موقفها من المرأة والرجل ولها فرع يدافع عن حقوق الإنسان، استخدامها اللغة الذكورية عند ذكر المرأة، الأستاذ فلانة بن فلان، (دع عنك خلو هيئة التحرير من أي امرأة في عضويتها!)، رغم وجود عدد كبير من النساء العراقيات المتقدمات في مجال العلم والثقافة والفن في استراليا بشكل خاص، وليست لدي معلومات عن نيوزيلندا. فكتبت لهيئة التحرير ملاحظة بشأن ذكورية الكتابة ورجوتهم التفكير بشأن تغيير ذلك. ومن المؤسف إن هيئة التحرير لم تجبني على استفساري واقتراحي بهذا الصدد!
أتمنى على جميع الأحزاب والمنظمات والشخصيات من كتاب وإعلاميين وعاملين في الشأن العام، أن يبدؤا باستخدام اللغة الإنثوية إلى جانب اللغة الذكورية في الكتابة، لكي نخلق حساً إنسانياً سليماً إزاء المرأة بالعراق، رغم الجو السياسي المغبر والمضبب والمزاج الراهن المناهض لحقوق المرأة، بسبب هيمنة قوى الإسلام السياسية الطائفية على مقاليد الدولة والحكم ومجلس النواب والقضاء العراقي والإعلام الحكومي، وهيمنة واسعة على الإعلام الخاص أيضاً. إنها وفي هذه الظروف يفترض على كل الديمقراطيين المقتنعين بمساواة المرأة بالرجل في جميع المجدالات، بما في ذلك اللغة، أن يبدؤا مقاومتهم للذكورية المستفحلة، وسيكون ذلك هدية متواضعة للمرأة العراقية في يومها العالمي، للأم والأخت والزوجة والبنت والخالة والعمة..، وللإنسانة العراقية المناضلة في كل زاوية من أرض الرافدين، في العراق المستباح حتى الآن!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزايد قلق الديمقراطيين من اليمين واليمين المتطرف في أوروبا!
- احتفالية تكريمية في منتدى بغداد للثقافة والفنون ببرلين
- فالح عبد الجبار، الإنسان الطيب والمناضل الشجاع والعالم الرصي ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- هل ستكون الانتخابات القادمة نزيهة في ظل نظام طائفي فاسد؟
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- أينما تمتد الأصابع الإيرانية تشتعل نيران الكراهية ويرتفع دخا ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم! [العراق بين جحيمي الهيمنة ال ...
- عن أي وحدة يتحدث رئيس الوزراء العراقي؟
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- (3-5) مطا ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب وا ...
- إلى أين يسير النظام السياسي الطائفي الفاشل والكارثي؟
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (4 - ...
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (3 - ...


المزيد.....




- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاظم حبيب - المرأة العراقية والذكورية الجاحدة! في الذكر السنوية ليوم المرأة العالمي