|
أينما تمتد الأصابع الإيرانية تشتعل نيران الكراهية ويرتفع دخان الحرائق!!
كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكتف علي خامنئي أن يكون قائد جيش المقدس الإيراني العميد قاسم سليماني مسؤولاً عن الحشد الشعبي وعن تنظيم الأمور السياسية والعسكرية الإيرانية بالعراق، والتأثير المباشر على التحالفات السياسية لقوى الإسلام السياسي بالعراق، والعمل الكثيف مع أتباع إيران، في هذا الوطن المستباح بالنفوذ الإيراني وعملاء إيران، للتأثير على الوضع السياسي ووجهته، فحسب، بل أرسل أخيراً كبير مستشاريه و "وجه الگباحة" الإيراني إلى بغداد ليقود، ولو ليومين أو ثلاثة، الحملة السياسية والانتخابية بالعراق لصالح الموالين لإيران وأتباعها ضد القوى الوطنية والديمقراطية، ضد الشيوعيين واللبراليين، وضد والمدنيين من المسلمين المتدينين والواعين لما تريده إيران بالعراق، ليقود حملة تدخل وقحة وقذرة باسم جبهة "المقاومة الإسلامية!" وحشده الشعبي ضد سيادة العراق واستقلاله. فهو يقول بملء فمه يجب "عدم السماح للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى الحكم في العراق". من أعطاك هذا الحق لتتحدث في العراق بهذه اللغة الناسخة للدستور العراقي الذي يقر بحق الجميع دون تمييز المشاركة في حكم العراق" ومتى كان الشيوعيون واللبراليون الديمقراطيون في الحكم بالعراق؟ ألم تكن الأحزاب الإسلامية السياسية، التي ساعدتم على تشكيل أبرزها والتأثير الكبير في سياساتها ونشاطها اليومي وساهمتم في تمويلها وتشكيل ميليشياتها الطائفية المسلحة وتزويدها بما تحتاج من دعم إعلامي متنوع، وتزويد بعضها بأسماء من يفترض اغتياله أو اختطافه ونقله إلى إيران ليموت هناك أبشع ميتة إسلامية سياسية على طريقة داعش؟ من منحك يا ولايتي، هذا الحق لتتحدث نيابة عن العراق في علاقاته ومواقفه السياسية والعسكرية، الإقليمية منها والدولية؟ هل اصبحتم سادة العراق، وهل تحولت بغداد عاصمة للدولة الفارسية الطائفية والعنصرية! لقد ساهمتم، يا حكام إيران، بنشر الإرهاب الديني بالعراق وساهمتم بنشر الفساد وسرقة الدولار العراقي بدعم من مسؤولين عراقيين كانوا على رأس السلطة وما زالوا في قيادة الدولة العراقية. وها هم الموالون لكم والتابعون لخطكم وخططكم يؤيدون ما تحدثتم به ببغداد، وهم بذلك يقفون بالضد من إرادة الشعب ومصالحه وسيادته. يقول نوري المالكي: أن "أميركا تسعى إلى أن يكون لها موطئ قدم جديد في العراق"، وأن "العراق ليس كاليابان وكوريا الجنوبية، ولن يكون بإمكان الأميركيين الوجود العسكري فيه"، ولكنه يريد أن يكون لإيران ليس موطئ قدم فحسب، بل أن تكون بغداد عاصمة الدولة الإسلامية الفارسية. أما الفلتة العراقية، المفتون بفلسفته والعاشق لصورته، أما إبراهيم الجعفري، فيقول إن "أميركا هي أهم مشكلة في الشرق الأوسط». وقال إن "زيارة وزير الخارجية الأميركي (ريكس تيلرسون) المنطقة ناجمة عن الهزائم الميدانية والعسكرية"، وإن "إيران والعراق وسورية، من خلال تعاونها المستمر، لن تسمح للأميركيين بالنفوذ في مناطق يقطنها الأكراد".، ولكن هذا يعمل على أن يكون لإيران النفوذ المطلق بالعراق! يقول ولايتي "على جبهة المقاومة أن تحول دون انتشار القوات الأميركية تدريجياً شرق الفرات". إن ولايتي يريد بذلك أن يحوّل العراق إلى ساحة للقتال ضد القوات الأمريكية. إن منع وجود قوات أمريكية في سوريا أو العراق هي من مهمات الشعبين السوري والعراقي وليس من واجبك تلقين الشعب العراقي والسوري بما يجب أن يفعلوه، فهما أدرى بصالحهما وسبل الدفاع عن سيادة أراضيهما. أنكم تعملون لفرض نفوذكم على العراق وهو ما لا يقبل به أو تتحمله كرامة الإنسان والمجتمع العراقي. يحذر ولايتي الشعب العراق من " مخططات أميركا لتقسيم المنطقة وبث الفرقة والخلافات فيها". وإذا كان هذا ديدن الولايات المتحدة منذ عقود، فأنتم الأسوأ في هذا الصدد، فأنتم من عمق الخلاف والصراع في اليمن، وأنتم من زرع حزب الله في لبنان وعمق الخلافات، وأنتم من دفع الدكتاتور السوري الصغير إلى رفض القبول بالحملة المدنية لتغيير الواقع السوري منذ سبع سنوات وشجعتموه على شن الحملة الظالمة ضد القوى المدنية والديمقراطية السورية وتسببتم في حرب ما يزال أوراها مشتعلاً، ويزداد يومياً عدد ضحاياه من قتلى وجرحى ومعوقين ونازحين ومهجرين في شتى بقاع العالم، وأنتم من تعاون وساوم الولايات المتحدة على زرع النظام الطائفي السياسي بالعراق، وساندكم الدكتاتور والنرجسي رئيس الوزراء العراقي السابق الذي حكم البلاد تسعة أعوام وسلمها للغزاة الداعشيين، وأنتم من تسبب بالحرب الدينية والطائفية القذرة بالعراق ضد أتباع الديانات الأخرى والحرب المذهبية الشيعية - السنية، وساندتم من قال بلغة طائفية وقحة "المعركة لا زالت مستمرة بين أنصار الحسين وأنصار يزيد..."! أنتم قمتم بكل ذلك وأكثر، والان تقدمون "النصح" بوقاحة للشعب العراقي ليمنع وصول الشيوعيين واللبراليين إلى مجلس النواب، أو الحكم! من الغريب المستهجن حقاً ألَّا يرد أي مسؤول حكومي، ولاسيما رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، بالعراق على هذه التصريحات المخلة باستقلال وسيادة الوطن، على هذا التدخل الفظ بالشأن العراقي الداخلي، بهذا التأييد لأتباع إيران بالعراق وضد القوى الوطنية والديمقراطية من شيوعيين وليبراليين ومتدينين مدنيين. إنها مرة أخرى مأساة ومهزلة تجري بالعراق منفذوها هم من أشد أتباع إيران بالعراق وأكثرهم كراهية لوحدة الشعب العراقي ونضاله ضد الطائفية والتمييز الديني والمذهبي والفكري والسياسي!! لنعمل جميعاً على دحر كل الذين يسمحون لأنفسهم بالتدخل في الشأن العراقي وضد كل من يدعمون ويساندون هذا التدخل الفظ ويعملون من أجل جعل العراق تابعاً وخاضعاً لإيران!!
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المأساة والمهزلة في عراق اليوم! [العراق بين جحيمي الهيمنة ال
...
-
عن أي وحدة يتحدث رئيس الوزراء العراقي؟
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح
...
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح
...
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح
...
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- (3-5) مطا
...
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح
...
-
قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب وا
...
-
إلى أين يسير النظام السياسي الطائفي الفاشل والكارثي؟
-
رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (4 -
...
-
رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (3 -
...
-
سكان عفرين السورية ضحايا ارهاب الدولة التركية والصراع الإقلي
...
-
رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (2 -
...
-
رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (1 -
...
-
نقاش هادئ وشفاف مع الزميل البروفيسور الدكتور قاسم حسين صالح
-
لماذا ولمصلحة من يراد تكريس النظام السياسي الطائفي عبر الانت
...
-
العالم يسخر من مهازل ترامپ، وترامپ يسخر من مهازل الحكام العر
...
-
مستلزمات الخلاص من الاقتصاد الريعي الاستهلاكي بالعراق ( 4 -
...
-
مستلزمات الخلاص من الاقتصاد الريعي الاستهلاكي بالعراق (3 - 4
...
-
مستلزمات الخلاص من الاقتصاد الريعي الاستهلاكي بالعراق (2 - 4
...
المزيد.....
-
من أفغانستان إلى أوكرانيا.. مصورة صحفية توثق قصصا مؤثرة عن ض
...
-
ما هو أفضل مطعم بيتزا في العالم في عام 2024؟ الفائز ليس حتى
...
-
دفن الناشطة عائشة نور إزجي في تركيا بعد مراسم جنازة السبت
-
جنوب السودان.. تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة عامين لـ-عدم ا
...
-
فجوة ثقة كبيرة في النظام الانتخابي بين أنصار ترامب وهاريس
-
الصومال: الإمارات حليفتنا ولا دليل على تورطها مع إثيوبيا
-
مدفيديف: هجوم كورسك شرط مسبق لاستخدام النووي ولكننا نتحلى با
...
-
الصين تختبر مقاتلة حديثة تعمل على أسطح حاملات الطائرات
-
طلبة المكسيك المفقودون.. بعد 10 سنوات الأسئلة لا تزال معلقة؟
...
-
تونس: احتجاجات معارضة لسعيّد -دفاعا عن الحقوق والحريات- قبيل
...
المزيد.....
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|