أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد خلفاوي - المنجز التفاعلي ل صالح جبار محمد خلفاوي















المزيد.....



المنجز التفاعلي ل صالح جبار محمد خلفاوي


صالح جبار محمد خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


رحت أحك ظاهر يدي بقوة , حتى أحمر الجلد , بعدها شعرت بالنعاس .. ولم أعد أشعر بشيء .. تتلاشى صور النهار في عتمة الليل , حين يطوي أراجيح الامل تتدافع الذكريات المخزونة تحت وسادة تحمل هم رأسي المتخم بأمور لاحصر لها ..
تمتد أصابعي , تحت صدغي , أتحسس جار جمجمتي , وتتراءى خطوط بيضاء تزحف الى جدار الشمس , حيث ينهمر الضوء بلا أنقطاع ..
تكتوي الاحاسيس, بلهب يغطي مساحات لخرائط توقض الندوب على جسد يمتد بأتساع الوطن ..
يلعق تواصل الجلد المفروش على حجارة الحضارة المبنية من رموز باهتة ومبهمة , لاتتناول سوى مسلة تحكي تأريخ لاينتهي .. من دوامة النبض يوميءبسريان الحياة ...
واجهني , بوجهه المزروع عليه أبتسامة , وحنك دقيق , ولما عرف معاناتي .. تعاطف معي , واستل من الرفوف الموضوعة خلفه , قنينة دواء قائلا :
-- أنها تفيد حالتك
مابين الغفوة والحلم , نهضت ليلة كاملة , بنجومها التي تبرق في الفضاء , وكلما تومض نجمة .. يكون لها في جسدي أثر .. يتلف أعصابي الموجوعة ...
أحتجت أن أقول للصيدلي البشوش :
-- لاأحتمل هذا الدواء ..
وجعي في القلب , حين يكون القلب , مضخة لاتدفع في أوردتي سوى حفنة دماء .. وتبقى مشاعري مستلبة , وأمنياتي مستلقية على ظهر الجدب , النابت في طين الهوس , حاصدا أصراري لحياة أفضل ....
لازال الحلم يتمرغ في وحل رأسي والنجوم تضع في المسامات ألمها المدمن ...
كيف يجروء , من أحمرت عيناه من البكاء على وقف تداعي حقائق كانت ثابتة , وزمن تحول لهوس يبني حضارة عمياء ... حاملا أصرار الوجوه المخفية , خلف أقنعة , بلا ملامح تشي بالآتي ...
ولاعرق يهتاج فيها ليكشف خلل الجينات بطفرتها الوراثية ...
أسلمت رقبتي للجلاد , لكنه أستغفر ربه .. لما رأى شيب لحيتي يلمع تحت ضوء القمر .. تذكرت أحمرار يدي ووجه الصيدلي البشوش , حين ناولني )التيزاب( على أنه دوائي ...
تحجر الدمع , في محجر عيوني , , وسكينة الجلاد تبتعد ,عن عنقي في ظلمة لم أعهدها , خشيت أن يرجع , فرفعت عيناي الى السماء , شاهدت النجوم ترفل وتترك في مسارها حجر من نيازك ملتهبة , على الخوف المتسربل بدثار اللوعة , أمتلاءت هياكلي , حين سبرأغوارها الخواء !!!!
أفترشت الحصى , وشواهد القبور , وحملت في قيعاني , سيقان النخل المقطوعة الروؤس ...
وعند آذان الفجر , حركت قدمي , لكنها كانت ثقيلة , كأني لم أمشي منذ دهور ... زحفت على بطني , أسحب بمرفق ذراعي , أضلاعا متخشبة , وبطن ضامرة من الجوع , وسيقان لافائدة ترجى منها ...
أحبو نحو النهر القريب , , عسى أن أبل عطشي برشفة ماء , لارتوي .. وألمح التراب يئن بلاندى ...
-- من يرفع يده الساعة للدعاء ...؟؟
لياتيني بغيمة تهطل بجرارها ...والضوء يملاء الارجاء ,, والمح الشاطىء يصافحني من بعيد ,, اسرعت اتدحرج نحو المياه ...
يتوثب داخلي سريان الحياة .. وأهتف في سري :
-- سأشفى .. ويتعافى بدني .. لاأعيد للنخل بهجة السعف , حين تطرزه الرياح ...
وأهفو على الماء يبللني .. وأرى صورتي
على وجه النهر ... فيستفزني هول المنظر ..
-- لقد كانت الثآليل تطفو على جسدي كالطحالب .. وتسرق نضارتي .. وأبدو عجوزا مهشما ,يأكله الجرب ..
فرحت أفرك ظاهر وجهي بقوة , حتى أحمر جلدي .. وبقيت يقظا لايروادني النعاس
............................................
2
حللتم اهلا وأوطأتم سهلا
3
القصة التفاعلية / البدايات الاولى والتأسيس والتشكيل
الناقد / موسى حسين القريشي
بدأت القصة التفاعلية بفكرة طرحها القاص ( صالح جبار محمد خلفاوي ) تمخضت عن ولادة القصة التفاعلية الاولى على الورق وقد اسماها ب ( مقاطع حمادي التفاعلية ) اشترك فيها اربعة قصاصين كتب القاص صالح جبار محمد خلفاوي المقطع الاول منها والثاني القاص علاء حميد الجنابي والثالث القاص سعد عباس السوداني والرابع القاص عبد الكريم حسن مراد
وقد احتضنت قاعة المنتدى الثقافي الحر بتاريخ السبت 20/ 12 / 2008 اول جلسة نقدية لها شارك نخبة من الادباء والنقاد حيث قرئت فيها قراءتان نقديتان الاولى للناقد علوان السلمان والثانية للناقد موسى حسين القريشي .. كما اغنى الجلسة بالمناقشة والتعليق والتحليل الكثير ممن يهتم بفن القصة من امثال القاص محمد خضير سلطان والقاص اسعد اللامي والقاص عبد الزهرة علي والقاص محمد يونس والقاص اسماعيل ابراهيم
وقد افرزت الجلسة انطباعات واراء قيمة اتسمت بالوضوعية واتفق غالبية المشاركين على رأي مفاده ان هذا التطور في القصة العراقية الحديثة يعد نوعا من الريادة والابداع في الادب التفاعلي في الاقل ضمن حدود الوطن .
بعد ذلك اعلن القاص ( صالح جبار محمد خلفاوي ) عن تأسيس وتشكيل ( مختبر السرد العراقي ) لأول مرة في العراق الذي ضم خيرة القصاصين والنقاد .
وبعد ان نشرت وقائع الجلسة في الصحف العراقية وعلى الانترنيت تلقى المختبر الكثير من التشجيع والدعم المعنوي من قصاصين ونقاد واكاديميين من مختلف الجامعات العراقية ففي تاريخ 27/ 12 / 2008 طلب الكتور ثائر العذاري ان ترعى جامعة واسط مختبر السرد العراقي كونه اول مختبر يؤسس في العراق وثالث مختبر في الوطن العربي بعد مختبر جامعة بنمسيك وجامعة وهران في الجزائر
كما ابدى الدكتور مشتاق عباس معن استاذ في جامعة كربلاء رغبته في التعاون مع القاص صالح جبار محمد خلفاوي من اجل ديمومة واستمرار الادب التفاعلي وتمنى لهذه التجربة النجاح ..
ثم اشاد الدكتور باقر جاسم محمد الاستاذ في كلية الاداب جامعة بابل في دراسته الموسومة ب ( المتحقق والمأمول في القصة القصيرة العراقية )بالقصة التفاعلية في معرض حديثه عن الادب التفاعلي اذ قال ( واشير هنا بخاصة الى القاصين صالح جبار محمد خلفاوي وعلاء حميد الجنابي وسعد السوداني وعبد الكريم حسن مراد الذين اشتركوا في كتابة قصة اسموها ( مقاطع حمادي التفاعلية )وهي قصة تقوم على اشتراك هؤلاء الكتاب بكتابتها على نحو جمعي ولعل هذه التجربة تذكرنا برواية ( عالم بلا خرائط )المشتركة التي كتبها عبد الرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا
ولم يقف الاهتمام بالقصة التفاعلية عند هذا الحد بل تعدى ذلك الى وسائل الاعلام حيث نشرت وقائع الجلسة والقراءات النقدية والدراسات الاخرى التي دارت حول موضوع الادب التفاعلي في الكثير من الصحف العراقية وعلى الانترنيت ما ادى الى تحفيز القصاصين على الكتابة فيها حيث اعجب بها قصاصون عراقيون وعرب واقبلوا عليها واسهموا بنحو فاعل في اشاعتها ورواجها من خلال اشتراكهم ببعض قصصها فقد اشترك القاص صالح جبار جاسم قاص عراقي مقيم في سوريا سابقا والان في المانيا في قصة ( دوامات الشك ) بينما اشترك القاص عبد الرضا صالح قاص من ميسان في قصة ( مسلة الشقوق ) واشترك معه القاص خالد الوادي اما القاص باقر جاسم محمد من بابل فقد اشترك في قصة ( مسلة الشقوق ) وقد شاركت القاصة العراقية المقيمة في الاردن ماجدة سلمان في قصة ( تصدع القلاع ) وقد عكست هذه المشاركات عن قدرة فنية رائعة في السرد والتناول وفهم دقيق لتقنيات الاشتغال وعناية بالقيم الفنية للعمل الادبي وبخاصة في هذا النوع من الجنس الادبي . وقد ذكر الروائي المصري السيد نجم في كتابه الموسوم الابداع الرقمي القصاصين صالح جبار محمد خلفاوي وعلاء حميد الجنابي وسعد السوداني وعبد الكريم حسن مراد واثنى على تجربتهم الرائدة واعتبرها جزء من ابداع الوطن العربي .
وبعد انتشار هذا اللون من القص عن طريق هؤلاء القصاصين تغيرت نظرة الكثيرين من الذين يهتمون بالقصة العراقية وفهموا انها ريادة حقيقية لذلك جاءت دعوة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق لأقامة هذه الجلسة الخاصة بالادب التفاعلي على قاعته لتؤكد الاهتمام الكبير لهذه التجربة الريادية والعمل على رعايتها وتعميق أسس وعوامل نجاحها واستمرارها .
( وهنا اود ان اشير الى حقيقة ثابتة مفادها ان هذه الريادة الفنية تبقى منقوصة مالم تكتمل اداء ومواصفات فالانغلاق على ذاتها لايجدي نفعا والاكتفاء بما لديها من امكانات لايزيدها عمقا وانتشارا فالمطلوب – هنا – ان تحقق انجازها الفني المتكامل الذي يضمن لها الاستمرار والرواج .
فهذا التطور الحاصل في مجال الادب التفاعلي الذي كونته تطلعات هذه المجموعة من القصاصين لم يتحقق الا من خلال ما تهيأت له من فرص الظهور ضمن واقع متحول ومتغير ومبعث هذا التحول بالدرجة الاساس الذوق الفني العراقي الذي استساغ واستوعب هذا التجديد في القصة العراقية الحديثة )
ان البحث عن اساليب سردية جديدة وبخاصة في الوقت الحاضر يتناسب مع الحياة المتجددة وترك القوالب القديمة مع تكسر الجمود والتقاليد من الحياة حاجة ضرورية جدا للخروج بالقارىء من حالة السآمة والرتابة المملة والتي هيمنت على القصة العراقية لأكثر من قرن الى حالة اكثر جذبا ومتعة وتشويقا له فنحن بحاجة الى قصة نستطيع من خلالها ان نغذي عقولنا ونرضي مداركنا ونوسع افكارنا وان لانضيع في مطالعتنا لها وقتا ثمينا بل يجب ان تزودنا بقيم ومضامين انسانية مفيدة وتمتعنا عبر اساليب سردية جديدة تنقلنا بوهج كلماتها الى عوالم المتعة والتشويق والشد .
تسمياتها /
أطلق عليها عدة تسميات منها
1- القصة التفاعلية
2- القصة التداولية
3- القصة الرقمية
4- القصة المقطعية
وباعتقادي ان مصطلح التفاعلية هو الاحسن لتسمية هذا النوع من القص اما مصطلح التداولية الذي اطلق عليها فأنه لاصلة له بمصطلح التداولية في الجنس الادبي وقد ينطبق على النص وليس على آلية الاشتغال فهو يلتقي مع التداولية ( كفعل انجازي وفعل مشترك لانجاز بنية النص الخطابي .. وهي عند بعضهم وسيلة توصيل مقصد معين متضمن في القول يتجاوز محتواه )
والتداول كما جاء في لسان العرب لأبن منظور - هو مصدر تداول يقال – دال يدول دولا – انتقل من دال الى دال , وادال الشيء – جعلته متداولا وتداولت الايدي الشيء – اخذته هذه مرة وتلك مرة ..
( اما التداول اصطلاحا فهو عبارة عن مجموعة من النظريات نشأت متفاوتة من حيث المنطلقات ومتساوقة في النظر الى اللغة بوصفها نشاطا يمارس ضمن سياق متعدد الابعاد .. )
اما لماذا اسميناها بالقصة التفاعلية فلأنه منجز تفاعلي يدخل ضمن الادب التفاعلي اذ يشترك في كتابتها مجموعة من القصاصين على نحو جمعي كونها تخلق وشائج وصلات وتقارب في الافكار والرؤى اكثر من القصص التفاعلية على الانترنيت وذلك لأن التفاعل على ( النت ) يكون محصورا في المقطع المنشور اما في القصة التفاعلية التي يشتغل عليها القصاصون فتكون هناك رابطة معينة تجعل التفاعل اكثر نتاجا واقرب الى التفاعل الحقيقي لأن البث هنا يكون اقرب الى الوجدان من البث الموجود على الشاشة كذلك يقوم بكتابتها قصاصون متنوعون باذواقهم واتجاهاتهم فمنهم الواقعي ومنهم الرمزي ومنهم الرومانسي مع تباين الفكر ايضا كما اكد الكثيرون في هذا المجال على القصة التفاعلية – قصة تتنوع فيها الاقلام والافكار والاساليب والمضامين كتنوع القافية في قصيدة الشعر الحر في كل مقطع مع الالتزام بوحدة الموضوع لأن القصة التفاعلية لاتطيح بفكرة وحدة المؤلف ولكن الرؤى تختلف عند القصاصين لأختلاف العواطف والاحاسيس والخلفيات الثقافية واكدوا ايضا انها تبقى خاضعة لرؤية المؤلف وفكرته لضمان وحدة الموضوع والنص ما يعطي للنص القصصي سمة الثبات بحيث لاتتيح لأي قارىء من أي مكان ان يغير فيه ما يشاء فالقصاصون يعبرون عن فكرة القاص الاول بنزعة موحدة ويحاول كل واحد منهم ان يستجيب للاخر او للاخرين قبله وبنفس التقنيات التي اشاعوها بينهم وعلى وفق المضامين القصصية التي جاءت تصويرا
............................
4
رائد القصة التفاعلية : امور كثيرة تقف امام المثقف أولها الواقع السياسي المتشظي رائد القصة التفاعلية القاص صالح جبار محمد خلفاوي
الكتابة عمل واع ولا يحتاج الى طقوس والقصة التفاعلية اصبح لها صداها على الصعيدين المحلي والعربي مسألة السرقات الادبية قديمة قدم الادب ولا يمكننا التخلص منها الا بحفظ حقوق الملكية الفكرية

وكالة السلطة الرابعة - ميثم النصيري
يفتخر وادي الرافدين بولاداته المستمرة للأدباء والمثقفين والمفكرين على مر العصور اذ انهم يتركون بصماتهم الواضحة في مختلف المجالات على الرغم من الضغوط والتهميش التي عاشوها في مراحل مختلفة .. غير ان ما يميز المثقف العراقي عن غيره بانه يبدع في اصعب الظروف بل ويكتب له التاريخ انجازاته بأحرف من الذهب اذ لا يمر علينا كتاب في الشعر او النثر الا ووجدنا فيه الثناء والتقدير للاديب العراقي .. ومن هؤلاء القاص صالح جبار محمد خلفاوي الذي يعتبر أول من كتب القصة التفاعلية في العراق وايضا له العديد من القصائد والمجموعات القصصية التي اصبح لها صدى كبير على المستوى العربي ..ولتسليط الضوء اكثر على مسيرة هذا المبدع التقت وكالة السلطة الرابعة بالقاص واجرت معه هذا الحوار :
س / لنبدأ من بداياتك الأدبية ؟
البدايات المبكرة كانت مع الشعر وبالتحديد عام / 1983 حيث نشرت لي في ذلك الوقت مجلة الورود اللبنانية قصيدة بعنوان هبة بعدها اتجهت نحو القصة القصيرة وقد كانت لي عدة محاولات جادة .. ثم نشر لي في مجلة المجالس الكويتية اواخر عام 1987 قصة العدد .. وكانت لي مراسلات مع بعض المجلات العربية المختصة مثل مجلة الفيصل السعودية ..
س2/ كيف جاءت الفكرة بكتابة القصة التفاعلية كونك الرائد الاول في هذا المجال ؟

ان مسألة المحاولة التجريبية لكتابة القصة التفاعلية لم تكن نابعة من فكرة تتعكز على الصدفة انما البحث الدائب ازاء التطورات الحاصلة في نظم المعلومات وافتراضات مقاييس العولمة التي اوجدت ثوابت مختلفة عن الانماط الألوفة والتي كانت سائدة في اعتقادي ان عصر الفروسية انتهى بكل مخاضاته فلم يعد هناك بطل اوحد وفارس يقود الجحافل او كاتب متفرد لوحده انها – اي فترة العولمة – تعني في صورة من صورها ( العصر الجمعي ) وما نراه من انتفاضات شعبية في البلاد العربية تؤكد حقيقة ما ذهبنا اليه .. لذا كانت القصة التفاعلية ضرورة لولادة هذا المخاض الادبي ويمكن الاطلاع على مقالتي القصة التفاعلية) التي دونت بها بعض الافكار عنها .. كانت حقا محاولات قصصية خلقت حراكا ثقافيا لفترة ليست بالقصيرة رغم اعتراضات الاخرين وساهم في انتشارها الموقع الافتراضي الذي انشأناه ( مختبر السرد العراقي) وظهر صداها في الوسط .. الثقافي العربي حيث ذكرت في كتاب الابداع الرقمي للروائي المصري سيد نجم

س 3 / كيف تجد واقع الاديب العراقي اذا ما قورن مع زمن الطاغية ؟

لايوجد مجال للشك ان الواقع الراهن رغم سلبياته يختلف جذريا عن الواقع الذي سائدا انذاك ..
لجملة اسباب منها حرية التعبير والانتشار الواسع للصحف والمجلات والدوريات وظهور الشبكة العنكبوتية التي فتحت الافاق امام الكاتب العراقي وتعدد المنافذ في الانتشار المطلوب رغم ان واقع الاهتمام من الطبقة السياسية يخضع لمنطق العرض والطلب وهو منطق سوقي لايمت بصلة للثقافة لانه يفترض مواقف قد تؤدي الى الانحدار وهذا ما لانتمناه للاديب العراقي لان العوز المادي ظاهرة واضحة في الوسط و المنحة التي اعطيت للمثقفين لم تغني من جوع .. ثم جرى ايقافها لامور تتعلق بالخلفية الثقافية للنمط السياسي السائد الذي يفهم الامور وفق سياقات منغلقة

س 4 / ماهي اهم المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق المثقف العراقي بشكل عام والاديب بشكل خاص ؟

امور كثيرة تقف كعوق حقيقي امام المثقف والاديب اولها الواقع السياسي المتشظي وعدم وجود خطاب يّلم الاطياف في بوتقة واحدة يضاف لها المعاناة الاجتماعية ازاء الفوارق التي تظهر من خلال سوء توزيع الثروة والفساد الاداري والمالي المستشري في مفاصل الدولة ليكون ضمن معاناته العامة يضاف لها امور تخص صعوبة النشر وانحسارها في مجالات محددة .. اذا اخذنا بنظر الاعتبار دار الشوؤن الثقافية والتي تمثل المتنفس الحكومي للطباعة والتوزيع والنشر هذه المؤسسة وغيرها من الجهات المعنية بالجانب المختص بعملية طباعة المنجز الابداعي يكاد يكون عملها محصور في اطر ضيقة لاسماء محدودة تعتمد شبكة من العلاقات الاخوانية اذا لم اقل مسيسة ..
مع رداءة المطبوع الذي تصدره والمدة التي يقضيها المنجز في انتظار الدور حتى يعطي الخبير رايه الذي لاينازع وهو اقرب الى المزاج من الية عمل محددة .. مما ينعكس سلبا على مجمل التطلعات التي يصبو اليها الاديب .. مع الاستلاب اليومي جراء الاحباطات الحياتية في البحث عن الرغيف والعيش الكريم بمرحلة تموج بصنوف شتى من العجائب والغرائب

س 5 / هل يمكن القول ان الادب العراقي حافظ على مكانته على صعيد الوطن العربي ؟

الادب العراقي على صعيد الوطن العربي هو الشعر ورايته مازالت عالية .. لكن هناك حراك من الاجناس الاخرى بدأ يطغى ويثبت وجوده مثل القصة القصيرة والى حد ما الرواية .. وهذا نابع بنظري من الانفتاح التكنولوجي مثل التواصل من خلال الانترنيت ووجود مساحات مفتوحة من وسائل النشر العربية والمسابقات الخليجية يضاف لها توجه الادباء الى النشر في دور النشر العربية وبزخم جيد يقلب مقولة مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ .. اصبح الحضور العراقي في المجالات الثقافية واضح ونتائج المسابقات خير دليل على ما نقول ..
س 6/ كيف تقيمون اهتمام الحكومة العراقية بالمثقف العراقي ؟

للاسف ان المشكل السياسي يغطي على ما سواه في العراق لان الفرقاء في العملية السياسية لا يثق احدهم بالاخر وبالتالي يصبح الحديث عن اهتمام الحكومة بالمثقف بلا جدوى لان موازين الاهتمام مقلوبة على طاولة المصالح السياسية وعلى مناسبات الانتخابات لتصبح المسألة معتمدة على الشد والجذب بين سياسي له اجندته ومثقف مهمش ودولة شغلها الصراع على النفوذ .. تبقى المعادلة قائمة على اسس غير راسخة لحكومة تحسب ما تعطيه منة وليس حق ..
س / لماذا لايعترف اتحاد الادباء العرب باتحاد الادباء العراقي ؟

بعد انتهاء ربيع الثورات العربية سيكون هناك كلام اخر .. لان المواقف السابقة كانت املاءات من الانظمة الشمولية التي لاتريد للانفراج العراقي ان يتسيد الساحة وحسابات حقلهم لم تطابق حسابات البيدر .. وكذلك ان القائمين على راس الاتحاد العربي بالمحصلة سيكونون خارج المظلة لارتباطهم بانظمتهم الزائلة حتما .. عندها ستختلف المواقف ..
س / ماهو افضل وقت للاديب يستطيع من خلاله ان يبدع في الكتابة ؟

عندي الكتابة عمل واع ولايحتاج الى طقوس لانه لابد لك حتى تبدع يجب ان تكون على وعي وادراك لما تقوله والااصبح الامر اقرب الى الخرافة التي تنسج خيوطها في واقع اسن .. هذا من جانب الكتابة كفعل اما في مسألة الوقت هو اي وقت اكون فيه مرتاحا ولايشغل بالي امرا معينا اكون مستعدا فيها للكتابة رغم ان الثيمات التي تردني تبقى تمور في راسي ربما اسابيع حتى تغطي بسوادها ورقي الابيض
..
س 9 / ماهي اقرب القصص التي كتبتها الى حياتك الشخصية . وهل صحيح بان الاديب دائما يستخدم الخيال في كتاباته ؟
عادة تكون قصص البدايات هي اقرب القصص الى حياة كل كاتب .. لان التجربة لم تنضج بعد وفضاءات النص محصورة بالواقع المحيط به وبالتالي تكون معظم النصوص الاولي اقرب للسيرة الذاتية .. فيما يخص استخدام الخيال .. كل عمل ابداعي لابد ان يرسخ في ثنياه خيال جامح . وعملية التخيل جزء اساسي في العمل المكتوب لانه بلا شخذ الخيال لايمكن ان تولد شخوص النص القصصي هذا لايعني ان المعالجات برمتها خيالية اذ ان الواقع له ثقله الفعلي الذي يعطي للقصة او الرواية البعد المطلوب .فتصبح المزواجة عملية تحتاج الى خبرة ودراية بصنعة الابداع .. لان عملية الخلق الابداعي تتم وفق انماط لاتتيسر بسهولة لكل من يريد الكتابة
.
س 10 / السرقات الادبية تشوب الساحة الثقافية هل تعكس الواقع الفعلي للنشاط الثقافي ام انها مسألة عابرة ؟
مسألة السرقات الادبية قديمة قدم الادب اما انها تشوب الساحة الثقافية فهو امر ليس بمستغرب لان الانفتاح الذي حصل بعد عام /2003 اوجد الغث والسمين من النتاج واصبح متاحا للجميع ان يغرفوا ما يشاءون من النصوص الشعرية والقصصية الى الرسائل الجامعية .. هذا التعامل اوجد مناخا للمتعاملين بالسرقات الادبية والعلمية سوقا رائجة لا يمكن الحد منها الا بحفظ حقوق الملكية الفكرية وهي تحتاج الى تشريع قانوني . اما انها تعكس الواقع الفعلي للنشاط الثقافي فلا اظن ذلك لان من يقوم بالسرقات لايوجد لديه حضور في التجمعات الثقافية لعلمه المسبق ان هناك من يترصده .. وهو ايضا يكون عديم الثقة بنفسه ما يجعل الامر محصورا على النت وبعض الجرائد والمجلات ..
كلمة اخيرة تود ان توجهها في ختام هذا الحوار
اود ان اشكر وكالتكم لاهتمامها بالمثقفين العراقيين راجيا من الدولة بمختلف مستوياتها الاهتمام بالأدب لأنه الواجهة الثقافية

..........................

5
التفاعلية / البدايات الاولى والتأسيس والتشكيل
الناقد / موسى حسين القريشي
بدأت القصة التفاعلية بفكرة طرحها القاص ( صالح جبار محمد خلفاوي ) تمخضت عن ولادة القصة التفاعلية الاولى على الورق وقد اسماها ب ( مقاطع حمادي التفاعلية ) اشترك فيها اربعة قصاصين كتب القاص صالح جبار محمد خلفاوي المقطع الاول منها والثاني القاص علاء حميد الجنابي والثالث القاص سعد عباس السوداني والرابع القاص عبد الكريم حسن مراد
وقد احتضنت قاعة المنتدى الثقافي الحر بتاريخ السبت 20/ 12 / 2008 اول جلسة نقدية لها شارك نخبة من الادباء والنقاد حيث قرئت فيها قراءتان نقديتان الاولى للناقد علوان السلمان والثانية للناقد موسى حسين القريشي .. كما اغنى الجلسة بالمناقشة والتعليق والتحليل الكثير ممن يهتم بفن القصة من امثال القاص محمد خضير سلطان والقاص اسعد اللامي والقاص عبد الزهرة علي والقاص محمد يونس والقاص اسماعيل ابراهيم
وقد افرزت الجلسة انطباعات واراء قيمة اتسمت بالوضوعية واتفق غالبية المشاركين على رأي مفاده ان هذا التطور في القصة العراقية الحديثة يعد نوعا من الريادة والابداع في الادب التفاعلي في الاقل ضمن حدود الوطن .
بعد ذلك اعلن القاص ( صالح جبار محمد خلفاوي ) عن تأسيس وتشكيل ( مختبر السرد العراقي ) لأول مرة في العراق الذي ضم خيرة القصاصين والنقاد .
وبعد ان نشرت وقائع الجلسة في الصحف العراقية وعلى الانترنيت تلقى المختبر الكثير من التشجيع والدعم المعنوي من قصاصين ونقاد واكاديميين من مختلف الجامعات العراقية ففي تاريخ 27/ 12 / 2008 طلب الكتور ثائر العذاري ان ترعى جامعة واسط مختبر السرد العراقي كونه اول مختبر يؤسس في العراق وثالث مختبر في الوطن العربي بعد مختبر جامعة بنمسيك وجامعة وهران في الجزائر
كما ابدى الدكتور مشتاق عباس معن استاذ في جامعة كربلاء رغبته في التعاون مع القاص صالح جبار محمد من اجل ديمومة واستمرار الادب التفاعلي وتمنى لهذه التجربة النجاح ..
ثم اشاد الدكتور باقر جاسم محمد الاستاذ في كلية الاداب جامعة بابل في دراسته الموسومة ب ( المتحقق والمأمول في القصة القصيرة العراقية )بالقصة التفاعلية في معرض حديثه عن الادب التفاعلي اذ قال ( واشير هنا بخاصة الى القاصين صالح جبار محمد خلفاوي وعلاء حميد الجنابي وسعد السوداني وعبد الكريم حسن مراد الذين اشتركوا في كتابة قصة اسموها ( مقاطع حمادي التفاعلية )وهي قصة تقوم على اشتراك هؤلاء الكتاب بكتابتها على نحو جمعي ولعل هذه التجربة تذكرنا برواية ( عالم بلا خرائط )المشتركة التي كتبها عبد الرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا
ولم يقف الاهتمام بالقصة التفاعلية عند هذا الحد بل تعدى ذلك الى وسائل الاعلام حيث نشرت وقائع الجلسة والقراءات النقدية والدراسات الاخرى التي دارت حول موضوع الادب التفاعلي في الكثير من الصحف العراقية وعلى الانترنيت ما ادى الى تحفيز القصاصين على الكتابة فيها حيث اعجب بها قصاصون عراقيون وعرب واقبلوا عليها واسهموا بنحو فاعل في اشاعتها ورواجها من خلال اشتراكهم ببعض قصصها فقد اشترك القاص صالح جبار جاسم قاص عراقي مقيم في سوريا سابقا والان في المانيا في قصة ( دوامات الشك ) بينما اشترك القاص عبد الرضا صالح قاص من ميسان في قصة ( مسلة الشقوق ) واشترك معه القاص خالد الوادي اما القاص باقر جاسم محمد من بابل فقد اشترك في قصة ( مسلة الشقوق ) وقد شاركت القاصة العراقية المقيمة في الاردن ماجدة سلمان في قصة ( تصدع القلاع ) وقد عكست هذه المشاركات عن قدرة فنية رائعة في السرد والتناول وفهم دقيق لتقنيات الاشتغال وعناية بالقيم الفنية للعمل الادبي وبخاصة في هذا النوع من الجنس الادبي . وقد ذكر الروائي المصري السيد نجم في كتابه الموسوم الابداع الرقمي القصاصين صالح جبار محمد خلفاوي وعلاء حميد الجنابي وسعد السوداني وعبد الكريم حسن مراد واثنى على تجربتهم الرائدة واعتبرها جزء من ابداع الوطن العربي .
وبعد انتشار هذا اللون من القص عن طريق هؤلاء القصاصين تغيرت نظرة الكثيرين من الذين يهتمون بالقصة العراقية وفهموا انها ريادة حقيقية لذلك جاءت دعوة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق لأقامة هذه الجلسة الخاصة بالادب التفاعلي على قاعته لتؤكد الاهتمام الكبير لهذه التجربة الريادية والعمل على رعايتها وتعميق أسس وعوامل نجاحها واستمرارها .
( وهنا اود ان اشير الى حقيقة ثابتة مفادها ان هذه الريادة الفنية تبقى منقوصة مالم تكتمل اداء ومواصفات فالانغلاق على ذاتها لايجدي نفعا والاكتفاء بما لديها من امكانات لايزيدها عمقا وانتشارا فالمطلوب – هنا – ان تحقق انجازها الفني المتكامل الذي يضمن لها الاستمرار والرواج .
فهذا التطور الحاصل في مجال الادب التفاعلي الذي كونته تطلعات هذه المجموعة من القصاصين لم يتحقق الا من خلال ما تهيأت له من فرص الظهور ضمن واقع متحول ومتغير ومبعث هذا التحول بالدرجة الاساس الذوق الفني العراقي الذي استساغ واستوعب هذا التجديد في القصة العراقية الحديثة )
ان البحث عن اساليب سردية جديدة وبخاصة في الوقت الحاضر يتناسب مع الحياة المتجددة وترك القوالب القديمة مع تكسر الجمود والتقاليد من الحياة حاجة ضرورية جدا للخروج بالقارىء من حالة السآمة والرتابة المملة والتي هيمنت على القصة العراقية لأكثر من قرن الى حالة اكثر جذبا ومتعة وتشويقا له فنحن بحاجة الى قصة نستطيع من خلالها ان نغذي عقولنا ونرضي مداركنا ونوسع افكارنا وان لانضيع في مطالعتنا لها وقتا ثمينا بل يجب ان تزودنا بقيم ومضامين انسانية مفيدة وتمتعنا عبر اساليب سردية جديدة تنقلنا بوهج كلماتها الى عوالم المتعة والتشويق والشد .
تسمياتها /
أطلق عليها عدة تسميات منها
1- القصة التفاعلية
2- القصة التداولية
3- القصة الرقمية
4- القصة المقطعية
وباعتقادي ان مصطلح التفاعلية هو الاحسن لتسمية هذا النوع من القص اما مصطلح التداولية الذي اطلق عليها فأنه لاصلة له بمصطلح التداولية في الجنس الادبي وقد ينطبق على النص وليس على آلية الاشتغال فهو يلتقي مع التداولية ( كفعل انجازي وفعل مشترك لانجاز بنية النص الخطابي .. وهي عند بعضهم وسيلة توصيل مقصد معين متضمن في القول يتجاوز محتواه )
والتداول كما جاء في لسان العرب لأبن منظور - هو مصدر تداول يقال – دال يدول دولا – انتقل من دال الى دال , وادال الشيء – جعلته متداولا وتداولت الايدي الشيء – اخذته هذه مرة وتلك مرة ..
( اما التداول اصطلاحا فهو عبارة عن مجموعة من النظريات نشأت متفاوتة من حيث المنطلقات ومتساوقة في النظر الى اللغة بوصفها نشاطا يمارس ضمن سياق متعدد الابعاد .. )
اما لماذا اسميناها بالقصة التفاعلية فلأنه منجز تفاعلي يدخل ضمن الادب التفاعلي اذ يشترك في كتابتها مجموعة من القصاصين على نحو جمعي كونها تخلق وشائج وصلات وتقارب في الافكار والرؤى اكثر من القصص التفاعلية على الانترنيت وذلك لأن التفاعل على ( النت ) يكون محصورا في المقطع المنشور اما في القصة التفاعلية التي يشتغل عليها القصاصون فتكون هناك رابطة معينة تجعل التفاعل اكثر نتاجا واقرب الى التفاعل الحقيقي لأن البث هنا يكون اقرب الى الوجدان من البث الموجود على الشاشة كذلك يقوم بكتابتها قصاصون متنوعون باذواقهم واتجاهاتهم فمنهم الواقعي ومنهم الرمزي ومنهم الرومانسي مع تباين الفكر ايضا كما اكد الكثيرون في هذا المجال على القصة التفاعلية – قصة تتنوع فيها الاقلام والافكار والاساليب والمضامين كتنوع القافية في قصيدة الشعر الحر في كل مقطع مع الالتزام بوحدة الموضوع لأن القصة التفاعلية لاتطيح بفكرة وحدة المؤلف ولكن الرؤى تختلف عند القصاصين لأختلاف العواطف والاحاسيس والخلفيات الثقافية واكدوا ايضا انها تبقى خاضعة لرؤية المؤلف وفكرته لضمان وحدة الموضوع والنص ما يعطي للنص القصصي سمة الثبات بحيث لاتتيح لأي قارىء من أي مكان ان يغير فيه ما يشاء فالقصاصون يعبرون عن فكرة القاص الاول بنزعة موحدة ويحاول كل واحد منهم ان يستجيب للاخر او للاخرين قبله وبنفس التقنيات التي اشاعوها بينهم وعلى وفق المضامين القصصية التي جاءت تصويرا لعواطفهم في صدق فني واضح .
......................
6

الثوابت العثمانية

ان ما تثيره الثورات العربية الحالية من دهشة وتساؤل لمحاولة اعطاء مبررات حدوثها وتملكها التوهج المثير مع سعة لم تكن متخيلة بسبب فترات الركود والسبات المجتمعي العربي رغم المتغيرات التي حصلت حوله وبقائه ساكنا عقود طويلة لتصحو بعدها الشعوب على ديناميكية متفردة .

عكست حقيقة انها كانت تعيش نارا تحت ركام الرماد والذي حاولت الانظمة جاهدة على تغييبه وتهميشه وابقاء ثوابت النظام القومي العربي القديم هو القيمة التي لايمكن تجاوزها منذ عام 1916 لغاية الان هذا النظام الذي تم بناؤه وفق نظرة الخلافة العثمانية ( السنية) التي تعطي للحاكم الحرية المطلقة في اتخاذ القرار وتجسيد الدولة في شخصية ( الخليفة ) واخفاء حدود سلطات الدولة لاجل تعزيز انماط الاستبداد التي شكلت انموذج الدولة لفترة ليست بالقليلة من تاريخ المنطقة العربية .

كان الاضطهاد فيها جزء من الممارسات اليومية للحكم العثماني وتغييب الاقليات مع قمع الاخر تحت مسميات مذهبية لها غطائها المقدس واعتبار مخالفها من المرتدين وعدم النظرة الى حركة الشعوب المتململة من حكمهم البغيض واستمر الحال حتى الاحتلال الانكليزي والفرنسي وتقسيم الكعكة العربية بينهما . لكن رغم ماحصل من تغيرات بقي النسيج الاجتماعي محافظا الى حد كبير على جوهره لأن الانظمة التي تأسست تحت ظل الانتداب والاحتلال بقيت تحمل ( الجينات الطائفية )ذاتها .. بل ان المحتل كان عاملا مساعدا على بقاء الموروث العثماني في سدة السلطة وفي النزعة الاستعلائية المذهبية لتشكل بالتالي علامة فارقة في الانظمة العربية لتحول النظام القومي العربي الى نظام (عربي – سني ) ويحمل نفس المفاهيم العثمانية في الغاء الاخر ..

وحصل الانفجار الاخير ابتداء من تونس الى مصر واليمن والبحرين وسوريا .. انه اشبه بالطوفان يلقي ثقله في ارجاء المنطقة العربية لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل ان القياسات التي سارت عليها ( في التأييد والدعم ) هي ذاتها في جميع الدول التي جرى فيها التغيير او التي يراد لها التغيير ..

المتتبع لسير الاحداث يجد ان التعامل العثماني مازال ساري المفعول وهو المتحكم بالعمل السياسي العربي لذا نجد ان الاهتمام بالدول ذات الصبغة السنية له اولوية لدى الحكام العرب في الدول التي لم تتحرك شعوبها بعد .. لا بل نجد العداء المعلن لحركات الشعوب ذات الاغلبية السكانية من مذاهب اخرى وهذا ماجرى على الاقل بالنسبة للعراق والحوثيين في اليمن والشيعة في البحرين .

ان الاقليات والاثنيات في الوطن العربي لها حقوقها الوطنية والقومية لكن النظام العربي يتجاهل مطاليبها بسبب ان الثوابت تم مزجها مع المقدس المذهبي فالشيعة مرتبطون بايران والدروز عملاء صهاينة والامازيغ لاحقوق لهم والاكراد عصاة والاقباط كفار .. وغيرها من النعوت التي تطلق في فضائياتهم التي لاتمل من كيل النعوت التي تنزع من الشرائح الاساسية للمجتمعات العربية صفة المواطنة وبالتالي تحاول سلب الهوية الوطنية منهم تحقيقا لمبدأ الغاء الاخر .

واذا نظرنا صوب لبنان وجدنا الطائفية البغيضة على اشدها فهي تمنع الرئيس المكلف بتشكيل الوزارة لأنه قريب من (حزب الله ) بل وصل الامر عند البعض بالركون الى الاسرائليين افضل من الاحتماء بابناء جلدتهم .. انه يوضح خلل لم يجر التعاطي معه رغم كل المتغيرات العالمية من زحف العولمة وثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة .. لكنهم مازالو يصرون على البقاء بعقلية الكانتونات وقصر الخليفة المقابل لمضيق البوسفور ..

لابد لهذه النهضة ان تلغي الثوابت العثمانية الي مابرحت معششة في اذهان العديد من ابناء الشعوب العربية وحكامها لاجل ايجاد مستقبل اكثر اشراقا ..
...........



#صالح_جبار_محمد_خلفاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغماضة
- اللحية الكثة
- المطرقة لاتعرف سوى لغة المسامير
- تعويض
- الثاليل


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد خلفاوي - المنجز التفاعلي ل صالح جبار محمد خلفاوي