أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لماذا الدول الكبرى تغض الطرف عن إرهاب أردوغان- 1/2














المزيد.....

لماذا الدول الكبرى تغض الطرف عن إرهاب أردوغان- 1/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما تخطت تركيا حدود القيم الدبلوماسية، مستخدمة الأساليب المبتذلة في الرد على مواقف بعض الدول أو تصريحات سياسييها، ومنها الكبرى، كأمريكا وأوروبا، كما واجهت روسيا بضربة عسكرية، بأسقاط طائرتيها الحربيتين فوق سوريا، وكان الرد دون مستوى العنجهية الروسية المعروفة بالثأر لقيمها الوطنية وحماية مصالحها الخارجية.
فما السر، وراء هذا التعامل المرن معها؟ والصمت إزاء تجاوزاتها الخطوط الحمر؟
فهل هي حقاً بتلك القوة العسكرية التي تجعلها لا تهاب ردة فعل الدول الكبرى؟
أم أن الخدمات التي تقدمها لهم كافية لشراء سكوتهم؟
وما هي هذه الخدمات؟
نحن هنا لا نتحدث عن الصراع بين القطبين، أمريكا وروسيا، وتغاضيهم عن السيرك الأردوغاني ضمن هذا المجال. ففي الواقع وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي لم تعد لتركيا تلك المكانة العسكرية، بل وحينها كما هي الأن قواتها لم تكن بذات الأهمية الدولية فيما لو جردت من الدعم الأوروبي-الأمريكي، ولغتها الدبلوماسية الدونية، مع العالم، وتحرشاتها بدول الجوار، واعتداءاتها على الأطراف، مثل هجومها على عفرين، نابعة من الثقافة الطورانية العدائية، قبل أن تكون مبنية على قوتها العسكرية الهشة.
في الثالث من شهر شباط الماضي، ومن ضمن القاعدة العسكرية في مدينة باتمان الكردية، وجه أردوغان كلمة غير مباشرة للذين شككوا في قوة ترسانته العسكرية، وبنيتها، ومنابع تمويلها، وقد كتبنا سابقاً في هذه عدة مقالات، معتمدين على مصادر المراكز الاستراتيجية العسكرية العالمية، وبينا أن أكثر من 90% من عتاده مستورد من المعامل الأمريكية -الأوروبية، فحاول التغطية على هذه الحقيقة المخزية في كلمته، لكنها خرجت، ومن حيث المنطق السياسي- العسكري أقبح فيما لو كان ذاكراً الحقيقة، عندما قال " كنا نوفر 80 % من احتياجاتنا(التسلح) من الخارج، والأن نحن ننتج البنادق الخاصة بنا".
وكونه ثاني أكبر قوة في الناتو لا تعطيه تلك المكانة عند المقارنات الدولية، لأن المراقبين العسكريين يميزون بين المصطلحين التاليين " صنع في تركيا" و " من صنع تركيا" فالعتاد الذي يتبجح به أردوغان في كلمته والتي شملت نوع من الدبابات، وطائرات بدون طيار، ونوع من الصواريخ أرض -أرض قصيرة المدى، والتخطيط لصنع نوع من الدبابات بلا طاقم، تندرج ضمن المصطلح الأول (صنع في تركيا) وهذه تعني حالتين:
1- التجميع، أي أن تركيا، ولتخفيف التكلفة على المصنع، من اليد العاملة إلى الشحن، وأحيانا الضرائب، تستورد القطع من منابعها الرئيسة، ويتم تجميعها في المصانع التركية وتحت مراقبة الشركات أو الدول المصنعة، وهنا لا تستطيع تركيا امتلاك التكنلوجيا العسكرية الخارجية المحاطة بسرية تامة، وعلى أثرها هددتها ألمانيا بانها لن تدعم دباباتها لاحقا، بالتطوير أو القطع، وذلك على خلفية استخدامها في هجومها على منطقة عفرين، وهذه تنطبق على الطائرات بدون طيار، والتي هي إسرائيلية الصنع، وقد بدأت تستوردها بعد الاتفاقية الاستراتيجية العسكرية المستدامة حتى اللحظة. وفضحت هذه في كلمة أردوغان عندما قال " تقريبا جميع الناقلات المدرعة (العاملة) في عفرين تنتج محليا، وأشكر أصدقائنا الذين أنتجوها" ذاكراً " الإنتاج" ولم يأتي على ذكر كلمة "الصنع" محليا ولا العتاد العسكري المستخدم.
2- الحصول على رخصة التصنيع لبعض القطع ذات التكنلوجيا البسيطة، وقد حصلت عليها تركيا بعد موجة المساعدات الاقتصادية العالمية الضخمة، والتي شملت ليس فقط السيولة البالغة على مدى عقد من الزمن، بدءً من 2007م وحتى 2016م (الفترة التي بلغت فيها الاقتصاد التركي الدرجة 17 في العالم بعد هولندا، والمتجاوزة في بعض السنوات 70% من الدخل القومي العام) بل درجت ضمنها العديد من التراخيص، لصنع القطع، تحت إشراف الشركات الداعمة، مثلما كانت الاستثمارات تحت مراقبتهم وبعلامات تجارية تركية. وقد ذكرها في كلمته تلك قائلا " في الماضي لم يكن هناك مال، ولكن الآن هناك الكثير من المال المتدفق، وحزب العدالة والتنمية لديه رؤية لتحقيق هذا المشروع" والحديث يجري عن المال الذي كان يتدفق في الماضي من الخارج لتسخير أردوغان، والتي يؤديها اليوم، ويعتم عليها بتصريحاته الهوجاء.
واستنادا على تقارير (Global Firepower) و (Pwrlndx) تدرج تركيا كثامن أكبر قوة عسكرية في العالم، من حيث مجموع الأفراد، وليس قوة السلاح، فقد قورنت قوتها بقوة إسرائيل دون إدراج السلاح النووي الإسرائيلي والتكنلوجيا المتطورة، رجحت فيها أن إسرائيل ستتمكن من مواجهتها رغم قلة قوامها العسكري، حتى بدون استخدم الأسلحة النووية ولسنوات. نشر في هذا المجال المحلل السياسي الروسي (إفغيني كروتيكوف) مقالا بتاريخ 27-7-2016م في مجلة (سبوتنيك الدولية) تحت عنوان (نمر الورق: لماذا الجيش التركي ليست قوية كما يبدو) ذاكرا أن "الجيش يحاول تعويض العجز التكنولوجي مع قوة بشرية غير محدودة" موضحا أن أهم طفرة نوعية فيه حدثت في عهد (تانسو تشيلر) محاولة تحويلها إلى قوة عسكرية حديثة قادرة على التعامل مع التحديات المحلية، كالتي يطرحها حزب العمال الكردستاني، وتلك النقلة النوعية لم تبلغ سوية الصنع الذاتي كالتي تقوم به إسرائيل، أو التي بلغته إيران إلى حد ما، رغم تدفق الأموال من الخارج...

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
1-3-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء تهديد وزير خارجية روسيا لأمريكا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثالث و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني و ...
- من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية
- ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان
- العرب والعروبيون
- عفرين ميزان الأخلاق بين العرب والعروبيين
- المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام
- هل عفرين لعبة دولية
- الأعراب في الجيش الحر
- هل عفرين نهاية أردوغان
- إشكالية وجود كردستان تاريخياً
- مآلات مؤتمر سوتشي احضروا رغم فشلها
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...


المزيد.....




- مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة رغم ال ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنرد -بضربات قاتلة- إذا هاجمتنا إسرائيل ...
- فيديو - حاملتا طائرات صينيتان تختتمان تدريبات قتالية في بحر ...
- بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك ...
- موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي س ...
- بينما يناقش البرلمان قانون الإيجار.. -أمن الدولة- تمدد حبس أ ...
- كيف يمكنك البقاء بأمان خلال موجات الحر؟
- صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة
- فرنسا: مناقشة إصلاح نظام السمعي البصري العمومي من قبل نواب ا ...
- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لماذا الدول الكبرى تغض الطرف عن إرهاب أردوغان- 1/2