أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ماذا وراء تهديد وزير خارجية روسيا لأمريكا















المزيد.....

ماذا وراء تهديد وزير خارجية روسيا لأمريكا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلث جغرافية سوريا المحررة من قبل القوات الكردية، أو قوات سوريا الديمقراطية، بعد طرد داعش منها، بمخزونها النفطي البالغ 70% من إجمالي الإنتاج والاحتياطي السوري، إلى جانب غيرها من الموارد المهمة، هي الأن، تحت سيطرة أمريكا بشكل غير مباشر، مثلما بقية المناطق السورية الأخرى تحت سيطرة روسيا أو إيران، وبغض النظر عن اتجاهات الإنتاج الحالية، يتوقع مستقبلا أن تتحكم بها الشركات الأمريكية. ظلت تركيا خارج المعادلة رغم كل ما قامت به من التدخلات، وإلحاحها لإقامة المنطقة الأمنة على حدودها، لذلك أسرعت على خلق الذريعة الكردية، لاحتلال منطقتي جرابلس والباب ووضعها شكلياً تحت سيطرة المعارضة التكفيرية، ومحاولة التوسع بتقطيع أجزاء أخرى تحت حجة تحجيم الدور الكردي في المناطق الحدودية، ولبلوغ غايتها، هدد أردوغان أنه على استعداد لضرب قوات بشار الأسد في حال المواجهة، وقد تعارض التدخل التركي بعكس الروسي مع المصالح الأمريكية وطموحها بالتوسع وبلوغ البحر المتوسط.
التمدد الأمريكي في المناطق الكردية، بدأ يتضارب والطموح الروسي، خاصة مع ظهور بوادر استراتيجية أمريكية جديدة حول الشرق الأوسط وسوريا بشكل خاص، فلقد تمكنت أمريكا خلال أقل من سنة ليس فقط إعادة التحكم بأطراف من الملف السوري، بل منافسة روسيا بعد أن تمكنت من الإحاطة بكلها في زمن جون كيري وزير خارجية أمريكا السابق. ويظن أنها ستتسارع في تطبيق استراتيجيتها إذا تمكن دونالد ترمب من تهدئة هجمة الديمقراطيين عليه من الداخل، المتصاعدة على خلفية فضيحة الانتخابات الرئاسية.
روسيا وأمريكا، إما أنهما يسمحان لأدواتهما التصرف حسب أهوائهم ضمن الإطار المخطط، أو أنهم يوجهونهم ويتركون زمام الأمور، وما يجري الأن في عفرين لا تخرج من نطاق تلك الحلقة المسموحة، فلا الطلب الكردي الأخير من سلطة بشار الأسد بدخول منطقة عفرين، ولا رفضهم السابق، ولا التدخل التركي، ولا عدم إذعان أردوغان لطلب ريكس تيلرسون الأخير بوقف الهجوم، تم خارج تكتيكيهما. وحول المسألة الأخيرة، سربت معلومات، أنه رفضها لعدم تجاوب الأمريكيين لمطالبه المعروفة، والتي يكررها على الإعلام، كما ويرجح البعض أن روسيا كان وراء موقفه المتشدد، ولعدة غايات، بعدما كانت روسيا وأمريكا ومعهم بعض الدول الأوربية يغضان الطرف عن تجاوزات أردوغان العديدة، ومنها الإشكالية التي أفتعلها حول عفرين والقضية الكردية، إلى جانب ترويج بعض المعلقين السياسيين أن أردوغان تكفل بمهمة القضاء على المنظمات التكفيرية السورية، تحت خديعة دعمهم، وهي الطامة التي لا تود المعارضة السورية الشريفة تصديقها، ولا السياسية والعسكرية الإسلامية الراديكالية تقبلها، وبالتالي يسقطون في فخ وراء أخر، كالمنصوب لهم ضمن عفرين، بعدما أغروهم، وجعلوا هنا من الكرد طعما، متناسين ما يحصل لهم في إدلب وحلب سابقا واليوم في الغوطة الشرقية.
الولايات المتحدة الأمريكية تدرك تماما أن خسارة الكرد لعفرين بداية انهيار استراتيجيتها في سوريا، وتعلم روسيا بدورها هذه الحقيقة، وتخطط على أساسها، ولذلك يقول الأمريكيون أن روسيا كانت وراء التشدد التركي في المباحثات الأخيرة وتأجيلها إلى منتصف الشهر القادم، وبها وضعوا أمريكا أمام معضلة إما قبول الشروط التركية، وليست هذه هي غاية روسيا، أو الخروج من المنطقة بالتدرج وتبدأ من عفرين، أو من مدينة منبج، وبالتالي تعود القوات الكردية إلى الحلف الروسي، وهذا ما لن تعترض عليه تركيا، لانهم سيتحركون تحت مراقبتها، والدعم العسكري سيكون محدودا، والنظام الإداري المتوقع إقامته في المنطقة الكردية، ستكون على المقاس الروسي، ولن تتجاوز الإدارة الذاتية.
الكرد لا خيار لهم ضمن مجريات الأحداث، أو لنقل التحركات الدبلوماسية الدولية، ونعني روسيا وأمريكا، إلا الإذعان وتقبل الأجندات وتنفيذ الأوامر، فالقوى الإقليمية والدولية تجري المباحثات حول القضية الكردية بغياب الكرد أصحاب القضية، وهذه تعكس حقيقة مؤلمة، وهي أننا نحن الكرد لانزال دون سوية التعامل معنا كأسياد لقرارنا أو مالكين لأرضنا، وليس لنا قدرة التأثير على مجريات الأحداث عند عزلنا.
فعلى الأغلب الدخول في حوارات مع سلطة بشار الأسد على نقاط معينة، ليست نتيجة اللحظة، بل مبنية على اتفاقيات دولية سابقة، تتحكم بها روسيا، وتم بقرار روسي غير مباشر، حتى ولو كانت تخفيها بدهشتها من موقف السلطة، فالمكالمات الهاتفية بين أردوغان وبوتين منذ البارحة تؤكد على الدور الروسي في العملية. ومن جهة أخرى لا يستبعد أن تكون مساعدة غير مباشرة لأرد وغان لإنقاذه من المستنقع، وحفظ ماء الوجه. ومثلها مكالمته لرئيس إيران روحاني، وكانت قضية الاتفاقية الكردية والسلطة محور الحديث. وللتغطية على الفشل التركي، واحتمال تراجعها، قال روحاني أن إيران " تتفهم المخاوف التركية في عفرين، لكن هذا لا يعطيها الحق في احتلال أراضي سورية" يستنتج أن تركيا أمام خيارين: إما السير في عمليتها العسكرية، ومواجهة سلطة بشار الأسد، أي عمليا روسيا، بعد أن سمحت لها روسيا بالهجوم، ولربما ضغط أمريكي مستقبلا. أو حفظ ماء الوجه والتراجع تحت حجة أن المنطقة أصبحت تحت سلطة بشار الأسد أو تحت المراقبة الروسية، وعلى الأغلب وفي الحالتين ستصعد من قصفها الإجرامي في الأيام القادمة، أكثر من المعتاد لتظهر ذاتها المنتصرة والقوية، وفي معظمها الشعب الكردي في عفرين سيكونون الضحية أمام مجازر أردوغان وأذرعه من المعارضة السورية التكفيرية.
وعلى الأغلب من على هذه الأرضية يرى المراقبون السياسيون صحة الموقف الكردي الأخير حول عفرين، بقبولهم التدخل العسكري السوري، وعلى أثرها يظهر السؤال: هل للأمريكيين دور في اتخاذ الكرد هذا الموقف؟ كتكتيك لخلق الشرخ بين روسيا وتركيا في حال تعرضت قوات بشار الأسد لقصف تركي، أو من الجيش السوري الحر. أم أنه تم تحت الضغط الروسي، عن طريق الهجوم التركي؟ وبغياب الإسناد الأمريكي العسكري والسياسي، أو التقصير المتعمد فيه أملين بإعادة تركيا إلى سابق عهدها، وإلا فلا يتوقع أن تتجرأ سلطة بشار الأسد القيام بهذه العملية ومواجهة القوات التركية بدون سند روسي أو إيراني، علما أن المواجهة العسكرية بينهما خط أحمر من قبل روسيا. وفي الحالتين هل سيخسر الأمريكيون مركزهم قبل أن يخسر الكرد؟ وبما أننا نحن الكرد في كل الأحوال قوى مشتتة وتابعة، فلا خوف من تغيير المواقف التي قد تؤدي إلى أقل ما يمكن من الخسائر، رغم أن هذا الكلام يحمل الكثير من الألم والأسى.
وتتمة لخلط الأوراق، كمحاولة للتفرد بالقضية السورية، ومن ضمنها القضية الكردية، ومجريات الأحداث في عفرين، جاء التهديد الروسي على لسان وزير خارجيتها في 19 من هذا الشهر، أي البارحة، مرافقا مع الاتفاقية التي غطت وسائل الإعلام، بين أل ي ب ك وسلطة بشار الأسد حول عفرين، قائلاً " ومرة أخرى أناشد زملائي الأمريكيين، وأقول لهم لا تلعبوا بالنار، ولا تقيسوا خطواتكم بناءً على البيئة السياسية الأنية، بل على المدى الطويل لمصالح الشعب السوري وغيرهم من الشعوب ضمنهم الكرد وقضيتهم في العراق وسوريا والدول الأخرى في المنطقة " في الواقع التهديد الدبلوماسي، جاء إما لتمويه الإعلام أنه ليس لهم ضلع بما يجري بين الطرفين حول عفرين. أو على خلفية ما تعرضت له القوات الموالية لها في شمال دير الزور وراح ضحيتها قرابة مئتي فرد، وهناك من يقول أن العدد أكثر، بينهم مجموعة من الروس المرتزقة. أو كما يرجحه أغلبية المراقبين، وهو الهدف البعيد، كان لتحريك استراتيجية الفصل بين الكرد والأمريكيين وإخراجهم من سوريا.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
20-2-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثالث و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني و ...
- من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية
- ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان
- العرب والعروبيون
- عفرين ميزان الأخلاق بين العرب والعروبيين
- المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام
- هل عفرين لعبة دولية
- الأعراب في الجيش الحر
- هل عفرين نهاية أردوغان
- إشكالية وجود كردستان تاريخياً
- مآلات مؤتمر سوتشي احضروا رغم فشلها
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ماذا وراء تهديد وزير خارجية روسيا لأمريكا